اراء و مقالات

ابحثوا مع ضاحي خلفان عن اسم «أم خلوصي آكار»… «سكاي نيوز» تنضم للحفلة الأردنية حول «أخونة المعلمين»!

بين أخونة وشيطنة!

فيزيائيا كاد مذيع نشرة الأخبار على محطة «سكاي نيوز» أن ينفجر و«يندم» و«يشتم» غرفة الكونترول»، عندما سمع «ضيفه الأردني» يتحدث بـ «برود شديد» عن عدم وجود علاقة بين «حراك المعلمين» وجماعة «الإخوان المسلمين».
الضيف هو أحد خصوم «الإخوان» ومن أكبر المترصدين بهم، وكان يفترض به أن يتقدم بشهادة مماثلة لرأي «أم العريس» بكفاءة وفحولة ولدها.
ومن الإرباك أعاد المذيع الذي يبحث عن «إجابة محددة» وعلى نمط «عنزة ولو طارت» السؤال نفسه بعنوان «ما الذي يريده الإخوان المسلمين من وراء تحريك المعلمين؟».

بين أخونة وشيطنة!

الرجل خاب ظنه، لأن المطلوب إجابة على قاعدة «أخونة ثم شيطنة حراك المعلمين» فقد قال الضيف في كل برود: عزيزي الإخوان جزء من نقابة المعلمين، لا يملكون القرار وما يريده المعلمون بإختصار «علاوة راتب».
لا يريد المعلم الأردني «إصلاح الوطن». وحجم العلاوة، التي خصمت منهم نعرف تمام المعرفة أنها تماثل المبلغ، الذي تم تحصيله من محطتي محروقات تهربتا من حقوق الخزينة لعدة أشهر لكنهما عادتا و«دفعتا المعلوم» بعد التلويح بـ «خوذة أقرب» دركي لمكان الاجتماع.
لا تحتاج أزمة المعلمين الأردنيين لكل تلك الصور، التي ترافق الشريط الإخباري على محطة «الجزيرة».
ولا تحتاج للصحوة المباغتة لمحطة «سكاي نيوز» وشقيقاتها بالرضاعة المالية، اللواتي أصبح فجأة شغلهن الشاغل «مصلحة التلاميذ» في مدارس الأردن.
كل ما تحتاجه المسألة «حوار عقلاني ومنصف» على شاشة التلفزيون الأردني الرسمي تقول فيه الحكومة والنقابة ما لديهما، بدون درك ولا هراوات ولا خطابات عنترية متحدية من أي معلم أو مسؤول.

غسيلنا الذي ينشره «خلوصي آكار»

لا مشكلة عندي مع «خلوصي آكار»، فهو في النهاية وزير دفاع ينفذ سياسة بلاده، ويتحدث عنها ولا نتحمس له أو لغيره في الكون، عندما يحاول أي منهم «تهديد» أي دولة شقيقة.
وطوال الوقت بعد مشاهدة حجم المادة، التي تعدها وتنتجها الفضائية السورية ضد تركيا مثلا نتذكر الفارق بين الزعامات المنتخبة، وتلك غير المنتخبة، ونعلم أن «الآخر- أي آخر» يستقوي علينا نحن العرب بسبب خلافاتنا وانقساماتنا وهشاشة دولنا، وبسبب ثنائية الاستبداد – والفساد، التي تحرمنا كمواطنين حتى من وزير دفاع يملك ما يهدد به.
إختارت محطة «الجزيرة» توقيتا لإستضافة الوزير التركي، ولاحظت كيف تصتك شفتا الزميل عبد العظيم محمد عند لفظه حرف»ض» أمام ضيف أتاح له منبر عربي التحدث ضد دول عربية بطريقة تمثل مصالح بلاده، التي يتحرش بها بعض العرب أيضا من وراء ستار.
ما هو المطلوب مني كمشاهد عربي هنا أكثر من الاسترسال في «الحسرة»، وتذكير الزملاء أن «فظائعنا وفضائحنا» ينبغي أن تكمن قليلا ولا تنشر على حبل غسيل الآخرين؟!
وما هو المطلوب أكثر من تمني توقف المناكفات الفضائية المتسببة بالخجل القومي؟
المشهد خصوصا بعد التصريحات المفحمة للباحث عن»القيد المدني» للوزير التركي، وأقصد الجنرال ضاحي خلفان، حتى يتصرف معه مستقبلا عندما يتركه آردوغان.
هذا المشهد يذكرنا بالمقولة القديمة، حيث «يلعب الفريقان الأجنبيان على أرضنا وبين جمهورنا» ونحن نقف عند سهرة «الوناسة» أو «قرية الفرجة».
بصراحة، لا نعرف فائدة ترجى من حصول الجنرال خلفان على اسم وتفاصيل دفتر عائلة الجنرال آكار، إلا إذا كنا بصدد الاستعانة بساحرة افريقية بدائية تعد «حجابا» كتب عليه «آردوغان… يرحل يرحل»!
مرة أخيرة، المشروع التركي متماسك، لأن نظامنا العربي بلا مشروع أصلا.
والإيراني صامد لأن «دولنا هشة» والإسرائيلي يتصدر لأننا «ضعفاء وجهلاء» ونريد التبرع بفلسطين، ثم الادعاء أن لدى تركيا طموحات عثمانية.

تنبوءات وليد جنبلاط

تعيد قناة «البغدادية» مجددا وهي تعرض لبانوراما مقتل مواطنين برصاص أمنيين إجبارنا على طرح سؤال قديم: أين الاختلاف بين أي مواطن معترض في الشارع العراقي او حتى الأردني واللبناني وبين الزعيم اللبناني وليد جنبلاط وهو يعلن»أعتقد أن هناك وجوها قد إنتهت».
هل تذكرون عبارة جنبلاط الشهيرة على شاشة «أم تي في» وفي لقاء وصفته يوما بأنه «لزيز» عندما تحدث عن «إهتراء الطبقة السياسية».
على محطة «الميادين» كان زعيم المقاومة حسن نصرالله يحذر من الهتاف ضد كل الطبقة وكأنها «قدر» أو مقطوعة الوصف».
طبعا، حصل ذلك قبل الإطلالات الأخيرة المحتشدة بالمقاومة لـ«السيد» وعندما كان حزب الله يعترض على مسيرات – مؤهلة الآن للعودة وبزخم – تحت لافتة «معيشية»، لأن قناة «المستقبل» أعادت تذكيرنا بالمواطن، الذي باع حذاءه ليشتري «خبزا وحليبا».
نزعم أن جنبلاط يعلم مسبقا أنه تحدث عن نفسه أيضا بإعتباره جزءا فاعلا من إتفاق «الطائف» المأسوف على شبابه، فالإهتراء مثل سوسة الأسنان ينخر بالجميع ولا يستثني أحدا ومثل الإرهاب «لا دين ولا طائفة له».
الطبقة السياسية العربية أكثر من مهترئة، ولا تصلح إلا للأرشيف العثماني بعد الآن، وتحديدا ذلك الذي يتحدث عنه الوزير الإماراتي قرقاش تعليقا على مقابلة خلوصي آكار».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى