اراء و مقالات

ترامب يغني للنشامى «وسعوا الميدان» وكيربي «كاذب متسلسل».. ترقبوا مسلسل «الإخوان – الحوثيون» على «قناة السويس»

متقاعد أمريكي برتبة عقيد يبشرنا على «بي بي سي» بالنبأ الجديد: 4 كيانات هي إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا» تناقش الآن خلف الستائر سيناريو عسكري للسيطرة على «قناة السويس وتأمينها»، إذا ما «سقط النظام المصري»، تحسبا من سيطرة الإخوان المسلمين على ذلك الممر المائي الإستراتيجي.
بالتزامن الأسبوع الماضي صدر عن كيان بحثي يحمل اسم «معهد القدس» تقرير يتحدث عن «مخاطر استيلاء الإخوان المسلمين» على السلطة في الأردن.
لاحقا، تغرق القناة الإسرائيلية 13 بحوار مزدحم يشارك فيه خمسة محللين، كل واحد منهم أكثر تطرفا من الآخر للإجابة على سؤال «كيف ينبغي لإسرائيل أن تتصرف»، إذا ما وصل «المد الإسلامي السوري إلى الأردن»؟!

كيربي ومسلسل الكذب

قبل ذلك وتحسبا لثبات ثوار سوريا، وتمكنهم من السيطرة وإعادة بناء الدولة يحتل «جيش الرب» الإرهابي سلسلة جبال وقرى جنوبي سوريا بصيغة «الأمانة أو الوديعة»، حيث لم يخجل جون كيربي – ما غيره – وهو يظهر على شاشة «الجزيرة» للقول إن «خطوة إسرائيل في احتلال مناطق هدنة حدودية مع سوريا احترازية».
لم يرمش الكاذب المتسلسل من الكاميرا، وهو يقول «أبلغنا الجيش الإسرائيلي أن تلك المناطق ستعود لأصحابها في حال توفر شريك يحافظ على أمن الكيان».
الحكاية نفسها من أولها في مسلسل الكذب الأمريكي، الذي لا حدود له، حرصا على «أمن واستقرار المنطقة»، والغريب أن «بعض حكامنا» العرب يصدقون السيناريو.
لا بل يتحمسون للعمل على أساسه حتى أن الفضائية المغربية حصرا فاجأتنا مؤخرا – وهي تنقل ردا على خرائط سموتريتش – تصريحا للناطق باسم الخارجية المغربية يتضامن فيه مع الأردن ويستخدم «عبارة غريبة» على مسامع النشامى، هي «دعم وحدة تراب المملكة».
تراب المملكة الأردنية الهاشمية لم يتقدم بأي شكوى، ووحدته خارج النقاش، والسؤال والأشقاء في الرباط يمكنهم بصراحة التركيز على مخاطر التطبيع المبالغ فيه على «وحدة التراب المغربي»، فالكيان متخصص بالأسافين، والقناة العبرية 14 تعرضت مؤخرا في تقرير مفصل لما، سمته مشروع إعادة إحياء الحضور الإسرائيلي في «شمال إفريقيا»!
في المقابل أفضل رد أردني على التقرير الإسرائيلي العميق، الذي يتحدث عن «أقلية حاكمة»، هو العودة لمشاهدة فيلم «عودة الابن الضال»! لأن شرعية الحكم في الأردن خارج، حتى الاستفسار، والنشامى موحدون ولا يحتاجون لنصائح من مراكز بحث يمنية متطرفة تمولها أطماع مجانين تل أبيب.
للعلم، والتذكير: أطقم البحث الإسرائيلية لم تتوقع ما فعله ابن الجازي الشهيد في منطقة الأغوار، حين أردى 3 جنود بـ3 رصاصات، هي عبوة مسدس صغير الحجم.

الإخوان والحوثيون

ما حصل في اختصار على الأرجح ما يلي: انتهت – ولو مؤقتا – وظيفة فزاعة محور المقاومة، حيث صمتت بنادق حزب الله، وغادر الحرس الثوري دمشق، وحماس يحاصرها الوسطاء المتزاحمون، فكان لا بد من صناعة «عدو جديد» للاستقرار في المنطقة تصادف أنه «الإخوان المسلمون».
لو توافر فائض بشري أو أيديولوجي من جماعة «أنصار الله اليمنية» في مصر أو الأردن، لسمعنا جون كيربي يحذر من مستقبل مجهول للبلدين، بسبب عمليات غير شرعية على ممرات البحر الأحمر!
لكن «لو»، لأنها تفتح عمل الشيطان، لا بد من اختراع» خصم قوي وجديد» ثم «شيطنته»، والمطلوب مرحليا «إثارة الرعب» في بلدين، حصرا هما الأردن ومصر لابتزازهما أولا!
ولضمان عدم اعتراضهما ثانيا على «التهجير»، لأن «الوحش الإسرائيلي» لم يشبع بعد من الدماء وعليه التوسع قليلا ما دام رئيس منتخب هو دونالد ترامب، قد ردد مع «تلفزيون النشامى» أغنية «وسعوا الميدان..» للإسرائيليين!
وهي أغنية تراثية لمن لا يعرفها تصدح في «زفة العرسان»، وتدعو لإفساح الساحة لمن يجيد رقصة الدبكة.

تقرير «العربية»

بعد مشاهدة التقرير الذي بثته قناة «العربية» وأعاد نشره على حسابه بنيامين نتنياهو حول دوره في تغيير «هوية الشرق الأوسط»، يمكن القول إن العزف على أوتار «الإخوان المسلمين» تارة والحوثيين تارة أخرى في «الأردن ومصر» بالتوازي، مع بشائر نجاح التجربة السوريا والنفوذ التركي المستجد في الجوار هو التقنية الجديدة للأمريكي «الغدار».
ومعه تابعه «الأوروبي»، الذي يتخذ هيئة «المساعد» وقبلهما الإسرائيلي المتعطش لسفك المزيد من الدماء، قبل أن تحيلها قناة «العربية» أحيانا لـ»انجازات» تحتفل بها صفحة «فيسبوك» الخاصة بالسفاح.
وعليه توقعوا معنا الموسم الجديد، حيث تركيز على «مخاطر الإخوان الحوثيين»، بعدما انتهت وظيفة «مخاطر المحور».
الأهداف علنية ولا حجة إطلاقا بعد اليوم لمن ينكرها، حيث مسلسل يبدأ من «إسرائيل الحزينة»، التي تحتاج للتوسع قليلا ثم يعرض حلقة «اجتياح الأغوار» لحماية استقرار الأردن، خوفا من «أحمد الشرع وجماعته»، قبل أن يستعد للحلقة التي تحمل اسم «تأمين قناة السويس»!
إسرائيل، التي «التهمت غزة والضفة» تعبث بالجميع، ومع الجميع. وصدق المحلل الإستراتيجي اللبناني، الذي ظهر على «يوتيوب» قائلا: «كل من خذل غزة ولم يقرأ معركة طوفانها.. سيدفع الثمن وطبيب العيون الهارب المدعو بشار الأسد كان أول الحكاية».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading