جنرالات أردنيون: محاولة التذكير بالثوابت
الجنرالات ومعهم طيف واسع من أنبل وأشرف الأردنيين من بينهم رؤساء وزارات سابقون ووزراء لديهم موقف وكلمة حرصا على مؤسساتهم والأجدى أن لا يسمح لطارئين بالتحرش بهم
أيهما افضل للدولة الأردنية… مشاهدة جنرالات كبار متقاعدين على الشاشات والمنصات يساهمون ويشاركون ويساندون المقاومة والاستفادة من تقديرهم أم الجلوس والادعاء بأن ذلك لا يحصل؟
خطر في ذهني هذا السؤال بعدما همس صديق في أذني ناصحا أن « تسليط الضوء على الجنرالات المتقاعدين الذين أخرجتهم جريمة الإبادة عن صمتهم أمر محرج». تلك نصيحة نقية بدون شك.
لكن برأيي المحرج أكثر هو الادعاء بأن الجنرالات غير موجودين، والموجع أكثر بل المؤلم وطنيا هو أن يتطوع أحدهم لنفي وجود جدار وطني خبير لا مزاودة عليه في الولاء والانتماء، ثم يندفع في محاولة اصطياد بائسة وسقيمة دون ثمرة بالاتجاه المضاد وتخوين وتكفير من يحاولون لفت نظر القرار السياسي إلى ظواهر لا يمكن نفيها حتى وإن لم يحبها أحد هنا أو هناك.
نعم سلطنا الضوء عبر عدة تقارير على ظاهرة رموز من أنبل الأردنيين الذين يقترحون مقاربة اليوم تحاول التذكير بالثوابت ويعملون من أجلها.
بعض هؤلاء من أبناء المؤسسة العسكرية التي كانت وبقيت وستبقى مدرسة في الرجولة وخارج نطاق الاصطياد المختل وينبغي الإصغاء الى صوت خبرائها قبل الحواة ومن يركبون الموجات والسياسيين.
في الأزمات بناة الدولة العميقة هم من ينبغي أن يحملوا مايكروفون المتابعة والإصغاء الى صوت العقلاء في النخبة الأردنية هو الأجدى والمنتج أكثر بدلا من الاسترسال في شيطنة واتهام كل من يحذر أو يقول بصورة علنية تحسب لجرأته الوطنية بأن حرب الإبادة في غزة تستهدف الأردن ايضا ودولته وحكومته ومؤسساته وشعبه.
أين الخطأ في أن يقول خبير رأيه ناصحا ومسترشدا بخبرته العميقة؟
أين الإحراج في أن يتولى أردنيون أنقياء مخلصون وموالون تذكير الناس والدولة معا في الوقائع على الأرض ومن باب الولاء المطلق الإيجابي بعيدا عن رموز الولاء المسموم؟
لا أحد يريد الإجابة على هذه الأسئلة، وكاتب هذه السطور تعرض لهجوم أعمى من أحد كتاب الصحافة المحلية بناء على معلومة مضللة تقرأ عنوانا فقط دون النص.
الجنرالات ومعهم طيف واسع من أنبل وأشرف الأردنيين من بينهم رؤساء وزارات سابقون ووزراء لديهم موقف وكلمة حرصا على مؤسساتهم والأجدى أن لا يسمح لطارئين بالتحرش بهم
ثمة موجة من ثقافة الكراهية والتحريض والمكارثية تسمح لبعض الأقلام بالافتئات على الجميع، خصوصا أولئك الذين يرون في طوفان الأقصى «فرصة حقيقية» للأردن قبل فلسطين.
الشعب الأردني «قرأ» الطوفان بترميز أعمق من نخبه الرسمية وحكومته والجريمة أكبر من أن يتجاهلها أي «نشمي» وصدق ممدوح العبادي عندما قال» اليوم بجارك… بكره بدارك».
العيب ليس في القراءة المغلوطة المقصودة.
والفارق كبير ما بين الدولة الأردنية والسلطة الفلسطينية.
من ينتقدون اليوم وضع البيض الأردني سياسيا في سلة السلطة واتفاقية أوسلو، على رأسهم وقبلهم جميعا مواطن عربي، كان أول سفير للمملكة في تل أبيب عندما مورست أوهام السلام في الماضي. لا بل أصبح لاحقا وزيرا للخارجية والبلاط ويتولى علنا وسط الشعب الأردني التذكير بمسألة البيض والسلة وهو الدكتور الفاضل مروان المعشر.
تعالوا معا نقرأ بعض تفاصيل صفحة الجنرالات الذين يطالبون علنا وليس سرا بتغيير في مقاربة الدولة والوطن.
أليس الرئيس أحمد عبيدات يحمل رتبة فريق وسبق أن أدار جهازا أمنيا رفيع المستوى؟
ماذا يقول المصطادون في اللواء المهندس الدكتور فايز الدويري الذي أصبح بعد «حلل يا دويري» المتصدر على مستوى الخبراء وكيف نقرأ مداخلات ونصائح نائب رئيس الأركان الأسبق الفريق قاصد محمود.
ما هو موقع مدير أحد أبرز قادة الأجهزة الأمنية سابقا، وقد كان من أوائل الذين اشتبكوا تفاوضا لصالح بلاده ونظامه في التفاصيل الخلفية ويحمل رتبة لواء وله رأي مرصود.
شاهد الأردنيون جميعا جنرالات وقادة عشائر طبعا في مقدمة من اعترضوا في الشارع على معادلة التكيف والتعايش لا بل طالبوا في خطابات مباشرة للناس بالتقارب مع المقاومة وهتف بعضهم لصالح رموزها وقادتها وكتائبها».
هؤلاء ليسوا إخوانا مسلمين ولا أحد يستطيع المزاودة عليهم في خدمة النظام والدولة لعقود ولو كنت لا سمح الله صاحب قرار لأصغيت عندما يتحدثون واستمعت لهم مباشرة لا بل عهدت لهم دون غيرهم بالحكم والإدارة والمناصب في مثل هذه المرحلة الحساسة.
الجنرالات ومعهم طيف واسع من أنبل وأشرف الأردنيين من بينهم رؤساء وزارات سابقون ووزراء وأعيان ونواب وضباط لديهم موقف وكلمة حرصا على مؤسساتهم، والأجدى أن لا يسمح لطارئين بالتحرش بهم أو حتى بمن يسلط الضوء عليهم حرصا على الدولة والنظام لأن الفرز اليوم واضح تماما والشمس لا تغطى بغربال القراءة المتصيدة لعنوان هنا أو هناك في الصحافة الأجنبية.