دموع ميلانيا على فراش «أوتوقراطي»: خوذة هاكابي و«صدرية» ويتكوف في مواجهة تبريرات بكري

«ويتكوف قام بعمل رائع»… كررها الرئيس العجوز دونالد ترامب، واحتفت بها نشرا وتعليقا قناة «الجزيرة»، طوال يومين، في الوقت الذي انشغلت فيه محطة «سي إن إن» بالتركيز على دور «ميلانيا»، سيدة البيت الأبيض في التعاطف مع أطفال غزة الرضع الموتى المجوعين.
ما نفهمه من المحطة الأمريكية أنه لولا الحاجة ميلانيا، لما شاهدنا معا الثنائي ويتكوف وسفيره مايك هاكابي في جولة الساعات الخمس، قرب رفح للتوثق من آلية المساعدات.
كل الشكر لميلانيا، التي سبقت كل من تحمل لقب السيدة الأولى في العالم العربي والإسلامي في تحريك «دبلوماسية الوسادة وغرفة النوم»، مما يدفع المتلقي للبث الفضائي المسموم للسؤال: أين مشاعر وعواطف «الأمهات» من حاملات الألقاب إياهن في عواصم العرب؟!
ما علينا، هاكابي وويتكوف ظهرا على شاشة «العربية» في مظهر «عسكري» لتفقد «منظومة المساعدات العسكرية»: الأول يعتمر «خوذة» من الفولاذ، خوفا على رأسه المليء بالأفكار الإجرامية، مثل «بناء الهيكل» وإقامة «دولة فلسطين» في الريفيرا الفرنسية.
خوذة هاكابي
ارتدى هاكابي خوذة، حتى لا تخدش حاجبه ولو حبة أرز أو غبار طحين مخلوط بالدم في أقفاص المساعدات، التي قرر الأمريكيون تحويلها إلى «عقوبة جماعية» تضمن إعدام المجوعين لتسويق «الهجرة».
ويتكوف يفترض أنه أكثر أهمية في الهرم من هاكابي، لكن الأول لم يعتمر خوذة، ووقف أمام كاميرات القناة 14 الإسرائيلية اليمينية مرتديا «صدرية مضادة للرصاص».
صاحبنا لا يخاف إلا على ما تحتفظ به «صدور الرجال» من مقترحات لف ودوران ومراوغة وكذب. والإجراءات «العسكرية» رافقت مسؤولين «مدنيين» أوفدهم رئيس منتخب في «مهمة إستطلاعية»، بعد تأثره الشديد بـ»دموع ميلانيا» في عش الزوجية.
ألا يعني ذلك شيئا يا قوم؟
الإجابة نعم، لأن «إحاطة ويتكوف»، بعد جولة الخمس ساعات ستوصي حصرا بتخفيف عدد القتلى في أقفاص المساعدات، حتى تتمكن مؤسسة غزة إياها من جمع المال، لاحقا من «العربان» بهدف تمويل عملية قتل عدد أقل من الفتية والصبيان الباحثين عن شربة ماء أو لقمة خبز .
لفهم ما يجري، لو كنت – لاسمح الله – في موقع ترامب لطلبت من ويتكوف وهاكابي الصيام لأيام فقط، ثم الزحف على البطن داخل الأقفاص لتزويد «السيد الرئيس» بتقرير موضوعي، وفقا لمنهجية «التقمص».
سفارة مصر
تعليقا على جولة ويتكوف وتابعه هاكابي سمعنا مفردة «مسرحية» عشرات المرات، فيما تلفزيون «المملكة» الأردني، وللأسبوع الثالث على التوالي، يقرع الطبول، ردا على»المشككين»، الذين تحركهم أجندات ونوايا معادية للشعب الأردني و»القاهرة الإخبارية» تتخصص في «شتم وقدح وذم» الشيخ رائد صلاح ومجموعته، بسبب تنظيم وقفة إحتجاجية على بوابات سفارة مصر في تل أبيب.
أحد المتابعين طلب مني تعليقا على تلك الوقفة.. حسنا: المخجل قوميا أصلا هو استمرار وجود سفارة لمصر وحتى للأردن والإمارات في «تل الربيع» إلى جانب العلم الإسرائيلي.
البقية تصبح تفاصيل يا عزيزي، لأن الشيخ رائد صلاح ونشطاء اليسار في «عرب الداخل» يعلمون مسبقا بأن «مصر التي نحبها ونجلها» تستطيع فعلا – إن أرادت – كسر الحصار على بوابات معبر رفح.
لو كنت مصريا لما أعجبني ما قاله عبر شاشة «العربية» مصطفى بكري، بعنوان «مصر لا تستطيع فتح معبر رفح».. تلك «إساءة بالغة» وجارحة بحق مصر أكثر من وقفة الشيخ رائد أو غيره أمام «السفارات».
لا يليق إطلاقا القول إن مصر «عاجزة» عن فتح «معبر سيادي» لها مع «جار مجوع» يتحدث لغة الضاد، فيما وجود قوات الاحتلال على المعبر «غير شرعي» .
ولا يليق في المقابل أن يخرج أحدهم وعلى شاشة «العربية» أيضا ليتحدث عن «الأردن»، بصفته البلد الذي يحد جغرافيا قطاع غزة، لأن ذلك غير صحيح وظالم، فمصر فقط لديها حدود مع القطاع وحدود الأردن مع الضفة الغربية، التي سيحاصرها حتما قريبا من «يجوع أهل غزة» قبل استهداف عمان والقاهرة معا.
دموع التماسيح
نعود لدموع التعاطف، التي ترتبط بصلة دم لعائلة «التماسيح» وتسيل على وجنتي ترامب وزوجته، حيث مسرحية «ويتكوف – هاكابي- لا تقنع طفلا، حتى أن معلقا إسرائيليا على القناة 12 صاح بالمذيعة «لماذا أصلا يزور ويتكوف تلك المرافق؟».
نشرتها قناة «رؤيا» الأردنية بالبنط العريض عن الرئيس ترامب، وهو يقول «سأطعم أهل غزة».
تصريح صلف وفيه «أوتوقراطية مريضة» تتقمص دور الآلهة، لأن أسلحة وأموال ترامب هي التي تحاصر أهل غزة وتفتك بهم، بدون منافس، والشركة التي تحمل اسم «مؤسسة غزة» مسجلة في الولايات المتحدة، لا بل اخترعت أصلا لممارسة مقاولات «القتل الجماعي» ضد الفلسطينيين.
«أمريكا هي هي.. أمر يكا رأس الحية».. تلك أغنيتنا القديمة أيام المدارس الإبتدائية كنا ننشدها على بوابات مكاتب الأونروا، أثناء توزيع الطحين وعلبة السردين في منطقة «رأس العين» وسط العاصمة عمان.
«لسه الأغاني ممكنة» وأمريكا لا تزال رأس الأفعى، وهي التي «تقتل شعبنا»، حتى لو إرتدى هاكابي بدلة «رقص شرقي»، بدلا من الخوذة أثناء التفقد المسرحي.