اراء و مقالات

سر خلطة “أردني يعتز بفلسطينيته” وكيمياء العلاقة بين النشامى و”أبو عبيدة”… ومجددا “العودة أهم من العيد”

التقط السياسي والوجيه الاردني ظاهر عمرو ما هو جوهري في المسألة خلال إطلالاته على منبر تلفزيون الحقيقة الدولية وهو يشير إلى مسار “صناعة الكرامة” في معركة طوفان الاقصى بعد نحو 75 عاما من “الذل والهوان”.

في جولاته التلفزيونية ومجالساته يطرح ظاهر عمرو بكل بساطة وعفوية تلك المقاربة التي يشعر بها الأردنيون من مختلف مكوناتهم الاجتماعية ولا تريد السلطات الإقرار بها وأساسها.. ” السابع من أكتوبر يوم مجيد” وما يجري في غزة الآن هو عملية استعادة للكرامة المهدورة وبصيغة لا تقل عن يوم الكرامة الأردني  حيث لقي العدو ما لقيه من شر هزيمة على يد الجيش العربي الأردني والمجموعات الفدائية الفلسطينية.

كيف قرأ الأردني طوفان الأقصى؟.. سؤال طرحناه مبكرا على الأخوة “إللي فوق” في الحكومة عندما طلبنا منهم وعدة مرات هندسة وبناء استراتيجية ومسار مصالح أردنية تأخذ بالاعتبار حقائق ووقائع ذهنية الشعب الأردني وهو يتفاعل.

كل ما حصدناه من ردود هو تلك الموجة من شيطنة المقاومة التي تظهر بين الحين والآخر على شاشة تلفزيون سكاي نيوز المتخصصة – سبحان الله- بإستضافة أردنيين يتصورون بانهم يساعدون بلادهم في التشكيك بالمقاومة.

 ثمة تحفيز مع مكافأة على طريقة “يا غلام زده وظيفة” لكل من يجتهد في تشويه المقاومة ويستعيد كل الذكريات الحزينة عن “مخاطر الهلال الشيعي” علما بأن مخاطر اليمين الإسرائيلي تلامس الأكتاف تماما الآن وبالمقابل قد تسلب حريته من يقول بأن المقاومة الفلسطينية قد تكون الطريق الآمن لتحريرالإقتصاد الأردني من التبعية للعدو المجرم.

الجمهور بتاع فريق الهبوط إلى دوري المظاليم يصفق للشريحة الأولى من مثقفي التطبيع والتحذير والخطر الفارسي  لكنه يحاول إقصاء الشريحة الثانية التي تطالب  بالتعمق قليلا للإجابة على السؤال التالي: ما الذي يخيف بصورة محددة الشعب الاردني اليوم؟

ما يهم اطروحة ظاهر عمرو واضحة وحادة الملامح وهو يشرح كيف دشنت معركة الطوفان ماكينة صناعة الكرامة بعد 75 عاما من الذل والهوان تخيل الجميع فيها ان العدو حقيقة لا تمس وفلسطين “ماتت”.

“أشعر اليوم اني على قيد الحياة لأول مرة من 75 عاما”- يقول عمرو ثم يضيف: “أنا كأردني فخور بفلسطينيتي الآن”.

 العودة بدلا من العيد

تلك المشاعر قد تمثل المقاربة الشعبية الأردنية برمتها وتجيب على أسئلة البعض عن أسرار تلك الكيمياء ما بين الناطق  الملثم باسم حماس “أبو عبيدة” والجمهور الأردني حيث تعرض خطابات الناطق بعد القرآن الكريم في صالات الأفراح وجاهات الأعراس.

سر الخلطة في تلك الكيمياء اكتشفه ببساطة ظاهر عمرو.. إنها عملية صناعة الكرامة واستعادتها الجارية الآن.

لا يتفاعل الأردنيون مع ابو عبيدة لذاته ولا لأنه يمثل حركة حماس بل لأنه تعبير مباشر عن قناعتهم الآن بأن طريقة ابو عبيدة هي الوحيدة المتاحة  بعد سقوط إتفاقية وادي عربه لكي تتجنب جبال عمان السبعة مصير ما حصل في جباليا البطلة الصامدة التي نقلت لنا قناة الجزيرة تفاصيل خطبة صلاة العيد فيها.

لتذكير الجميع  بقواعد الكيمياء يمكن تقليب كل بوسترات الأردنيين خلال تبادل التهاني بالعيد بعد استبدال الحلويات بالتمر وهو الوجبة المتاحة لمقاتلي الخنادق في غزة فيما بطاقات العيد عادت للتحدث عن”العودة” بدلا من العيد أو اقترحت: “لا عيد لنا وغزة تحت الحصار”.

نعم في عمق  تبادل التهاني بين الأردنيين الان تذكير بالعودة بدلا من العيد في الوقت الذي حققت استضافة  قناة الجزيرة الاسبوع الماضي للوزير الأمريكي أنتوني بلينكن برأيي “أهدفاها بدقة” لا تقل عن دقة  قذيفة الياسين 105.

 بلينكن… هل يكذب؟

ما قاله بلينكن عبر هواء الجزيرة ذكرني بصديقي البرلماني الراحل ميشال حجازين عندما وقف تحت القبة يوما وخاطب أحدهم: “عزيزي دولة الرئيس حكومتك تكذب ثم تكذب ثم تكذب”.

سألني على هواء  وشاشة راديو البلد الزميل النشط محمد عرسان عن لقاء بلينكن التلفزيوني  فأجبت بقناعتي: “الرجل قال في أول زيارة له بعد 7 أكتوبر المجيد انه حضر إلينا بصفته الدينية وليس الدبلوماسية”.. لذلك فهو يكذب حتما عندما يدعي الآن أنه يمثل وزارة الخارجية الأمريكية خلافا لأن طاقمه يكذب بكل السرديات فيما يبدو ان  عهر الدبلوماسية الأمريكية أخف حدة عندما يتحدث جاك سوليفان حصرا، مع أن محطة سي إن إن توسعت وهي تنقل عن الأخير قبل أيام حديثه عن “تعديلات اقترحتها حماس بعضها قابل للدراسة” وبعضها الآخر يخالف مقترح بايدن وقرار مجلس الأمن.

فجأة استيقظت الإدارة الأمريكية وتريد العودة  لقرارات الشرعية الدولية مع أن الدرج الإسرائيلي فيه العديد من تلك القرارات التي لم تنفذ قصدا وأصغرها  “الإجراءات الاحترازية”.

تصوري أن المسائل أكثر وضوحا الآن… دم أطفال غزة في رقبة بلينكن ورفاقه أيضا ونعزي زملاءهم المتخاذلين العرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading