عندما تكذب هوليوود: المارينز ملائكة! …«الكوفية الفلسطينية» في الشيشان… وانتخابات الأردن تهدد «الثروة الحيوانية»
حتى الشيشاني «الإرهابي» يرتدي «كوفية فلسطينية»، وفقا لآخر فيلم هوليوودي عسكري شاهدناه مؤخرا على شاشة «نتفليكس»، وقيل في الإعلان الترويجي إنه طبعة «2024».
قناص في الجيش الأمريكي إنسانيته طغت على مهنيته، فامتنع عن استهداف طفل أفغاني كان يحمل قذيفة كاتيوشا، ثم غادر مع طاقمه إلى إسطنبول، ثم إلى جورجيا لحماية ما قيل إنها خطوط إنتاج غاز.
يزداد شغفي بنتفليكس وما تعرضه – ليس بغرض المتعة وتمرير الوقت، وإن كان ذلك يلائمني أحيانا – لكن بسبب كمية الجهل والكذب التي أتمكن من رصدها في أفلام هوليوود، خصوصا تلك التي تحاول إبلاغي أن الجيش الأمريكي عبارة عن مجموعة «ملائكة» تتجول بين دول العالم لمعالجة الأخطاء التي يرتكبها الإرهابيون!
كوفية شيشانية
ما نعرفه أن الأخوة الشيشان تحديدا لديهم قبعة رأس تمثل تقاليدهم وطريقة مختلفة في التنكر. لم يخطر في ذهني إطلاقا أن الكوفية التي «يُلولح بيها» الفلسطينيون، سيرتديها «شيشاني ثائر» يبحث عنه القناصون بتوع المارينز في جبال الثلج في جورجيا، لأنه يمثل فصيلا يهدد «أمن الطاقة في العالم».
في مسلسل آخر عن الجرائم الجنائية عرضته «نتفليكس» العام الماضي ظهرت الكوفية الفلسطينية أيضا على رأس «أمير خليجي» في كازينو مع كارتيلات المخدرات، وكدت أصدق الآن أن تلك الكوفية، التي نعتز بها كثيرا «تثير قلق» صناع الأفلام، ومن وراءهم، الأمر الذي يعزز القناعة بتوجيه تحية لكل من يحيكها ويصنعها ويرتديها، شريطة أن يكون الرأس فلسطيني «فول أوبشن» أو «أصلي».
نكبر مع تلك الأفلام الأمريكية الجاهلة، التي تزيف الحقائق، والتي تقول لنا ضمنا إن الولايات المتحدة في الأساس هي التي تصنع الأزمات والإرهاب وتهديدات الطاقة، ثم تمطرنا هوليوود ونتفليكس بتلك المشاهد البائسة التي تحاول من باب «كي الوعي» إقناعنا أن المارينز – يا حرام – ملائكة تمشي على الأرض.
غضب المناسف!
ألا يحمل مراسل التلفزيون الأردني الرسمي كاميرته، ثم يتجول وسط «لجان الانتخابات»، ويسأل على الهواء المواطنين: ما رأيكم في العرس الديمقراطي؟
ما دامت الحكومة نفسها تصف الموسم الانتخابي بـ»العرس الوطني»، فما هي مبررات الغضب والانزعاج من ذبح الخراف والجمال والمناسف؟
أفقر أردني يصر على تقديم المناسف لضيوفه أثناء الاحتفال بأي عرس، ومن كثرة التركيز على موقعة «الجمل» إياها، حيث مرشح ذبح أقاربه 38 جملا، كدنا نشعر أن الإعلام الرسمي والحكومي ينتمي لمجموعة «الرفق بالحيوان»، فيما كادر الهيئة المستقلة لإدارة الانتخاب ومفوضوها من «النباتيين».
على شاشة فضائية «رؤيا»، التي تتقدم غيرها في التغطية لأعراس الديمقراطية، أحدهم كاد يطالب بـ»حبس» الناخب المواطن، الذي التهم لقمة منسف أو ملعقة كنافة عند أي من المرشحين.
لا يمكن لوم المواطن على تناول منسف أو حلويات متاحة في أي مكان للعموم.
ولا يمكن توجيه اللوم لأقارب مرشح يمارسون الاستعراض، مع قناعتي أن استمرار مناسبات الانتخابات في الأردن قد تهدد «الثروة الحيوانية»، فيما قابلت تاجرا للحوم قرعني، وهاجم الصحافة، لأنها تسلط الضوء على «الرشوة المنسفية»، قائلا: مستورداتنا من اللحوم إما تفسد في الثلاجات بسبب انخفاض القدرة الشرائية أو لا تزال في البحر تبحث عن العبور بعيدا عن الحوثيين.
تاجر اللحوم ناشدني: أرجوكم… لا تعترضوا على مناسف الانتخابات… خلينا نشتغل شوي، فمن يدفع ويقبض ويأكل هنا الشعب الأردني في المحصلة.
بمناسبة تحذيرات مراسلي قناة «المملكة» من مقارنات الطعام بالرشوة الانتخابية، يساورنا الشك أن بعض الجهات الرسمية لديها شغف بالتركيز فعلا على المناسف والكنافة، حتى يسقط من ذاكرة الجمهور التركيز على ما هو أهم وجوهري أكثر، ونقصد «نزاهة الانتخابات» والسيطرة الفعلية على غرفة العمليات.
لدينا أكثر من 1600 مرشح. عدد الذين يقدمون الحلويات والطعام منهم لا يزيد عن 10 فقط، وفي النهاية يحتاج الناخب لما هو أكثر من لقمة منسف، حتى يضمن المرشح صوته في الصندوق. وعليه ينبغي أن تتوقف تلفزيونات الدولة عن الضخ الجائر في قصة المناسف.
مواسير الدم
أثلجت فضائية «فلسطين» صدور مشاهديها، وهي تتحدث عن «توجيهات «صدرت بعد ساعات فقط من انسحاب الآليات العسكرية الإسرائيلية من مدن الضفة الغربية للمحافظين والحكام الإداريين بالاطلاع عن كثب على أحوال المواطنين والعمل على تقديم الخدمات لهم واحتواء العدوان.
لا توجد أي تعليمات صدرت أثناء العدوان، والقناة الإسرائيلية 14 سارعت للإعلان أن كاميراتها رصدت «انتشارا أمنيا لقوات السلطة» في المناطق التي انسحب منها الإسرائيلي.
نحن قوم نجيد بكفاءة العمل على «احتواء آثار العدوان» و «إحصاء الجرحى والشهداء».
حبذا لو تم تكليف الأخ المجاهد محافظ جنين بجولة ميدانية لإحصاء مواسير الدم عفوا المياه، التي فجرها الاحتلال، وثقتي شخصيا كبيرة أن «عطوفة السيد محافظ طولكرم» لديه الآن وبسرعة قائمة أسماء المخابز والصيدليات التي دمرها «جيش الكيان».