في القدس «غسيل مجاني» لـ«الشرعيات العربية» وبلدية عمان تصادر «سروال نيكسون»!
فقط عبر شاشة «سكاي نيوز» اكتشفت كمشاهد عربي وجود وزير دولة اسمه «خليفة شاهين» يشعر بـ«القلق»، جراء «أحداث العنف في «القدس الشرقية المحتلة»!
من قرأ الخبر على شاشة تلفزيون «أبو ظبي» يلمس قدرا من «الحيرة»، ويكاد يشعر أن رؤوس المرابطين في حي «الشيخ جراح» تعتدي على هراوات وطناجر المستوطنين وشرطة الاحتلال.
في اختصار ما يجري لا علاقة له بـ»أحداث عنف»، بل باحتلال يعتدي على شعب أعزل يدافع عن المسجد الأقصى، قبلة المسلمين، في غياب وموت هؤلاء وتنكر ذوي الدم للحق. نقطة أول السطر.
حتى البيان البائس الصادر عن الخارجية الأردنية وتلته فضائية «المملكة» يعبر عن «القلق».
نزعم أن أهل القدس لا يريدون «بيانات عربية» بعد الآن وأي «وزير دولة أو ناطق رسمي» يعجز عن «تسمية الأشياء»، كما هي نعذره مسبقا وبإمكانه تنقيطنا بصمته.
في الماضي لوح زعيم كبير – رحمه الله – بـ«سلاح النفط».
في الحاضر يمكن للأخ خليفة شاهين التلويح باستعادة «مناشف التطبيع الإبراهيمي»، التي سرقها السياح الإسرائيليون فقط في شهر واحد من فنادق دبي مع المعالق وسكاكين الفواكه ومستلزمات المطبخ، فعلى شاشة الأقصى شاهدت بعيني المستوطنين بحراسة أمن الاحتلال يهاجمون الشعب الفلسطيني بـ»الطناجر والأواني» وقنابل الغاز!
القدس تناديكم
عموما، هي على الأرجح ملامح «الانتفاضة الثالثة»، وإن كانت تحمل اليوم اسم قدس الأقداس، بصورة تختبر ما تبقى في جسد الأمة من «حياء قومي» نائم.
للأقصى رب يحميه، ومرابطون جبارون من أهل العزم يعيدون مرة تلو الأخرى تذكيرنا بقيمة الصمود وصلابة التحدي.
أهل «الشيخ جراح» والقدس في الواقع لا يدافعون عن «منطقة» أو مدينة مقدسة، يدنسها الاحتلال فقط، بل عن ما تبقى من «كرامة الجميع».
لست قلقا على القدس وأهلها، فبين «ارتقاء شهيد» واستقرار «فطيسة» مسافة صراع تاريخي مستمر.
تابعنا محطة «سي أن أن» وهي تفرد مساحة بث خاصة بأحداث «الشيخ جراح»، وشعرنا بالقلق على «النظام الرسمي» العربي، فصمته المريب قد يؤدي لابتلاع اللسان، ولاحقا «الاختناق» خجلا بسبب غياب أوكسجين الموقف .
في اختصار، إذا «قمعت» انتفاضة القدس سيتحكم برقابنا» السلام الإبراهيمي» إياه!
وأردنيا أيضا «مصالحنا العليا» تتطلب الاشتباك دعما للمرابطين والأهل في القدس وبأوراق «القوة الناعمة»، حتى لا نزعج الصديق الوزير صخر دودين أو غيره.
من أراد «تنظيف نفسه» وتجديد شرعيته توفر له أرصفة المسجد الاقصى وجدرانه اليوم «دراي كلين» مجاني. هل يستيقظ القوم؟
مصادرة سروال نيكسون
لكن بالنسبة لبلدية العاصمة عمان، وتحديدا لمكتب عمدتها الفاضل التنظيف له أصول مختلفة، فقد تمكن «العرض البطيء» الذي تقدمه فضائية «رؤيا» كخدمة خاصة لمشاهديها من إبلاغنا نحن قوم المتفرجين بطبيعة «البضائع»، التي يصادرها بخشونة رجال العمدة وسط دموع بسطاء بيع البسطات، حفاظا على «بهاء أرصفة» قصيرة أصلا وبمرافقة أمنية .
في الحاوية شاهدنا قمة «غياب الإنسانية»، عندما تريد البلدية منع متاجرات الرصيف: 6 أزواج من الطيور في قفص وضعته سيدة عجوز أملا في الحصول على رغيف خبز. سروال جينز ارتداه في الماضي موظفون عملوا مع الرئيس «نيكسون» عشرات المرات وجال في خمس قارات ثم استقر على بسطة في «سقف سيل» عمان.
حبات «بندورة» يخفق المفتش في رميها معا في حاوية المصادرة فتتساقط على الأرض، ثم رئيس المفتشين يصيح «ولا حبة» فتبدأ عملية «التفعيص».
شاهدنا أيضا لحظة المصادرة: وشاح لامرأة باكستانية أو هندية يبيعه صبي وقميص واضح أنه زار المدافن و«نكاشات كاز» وأحذية مهترئة وحبات ليمون وحزمة «سبانخ» وأخرى «بصل أخضر». «صيصان» دجاج وضوء سيارة انقرضت ومفرش بلاستيكي وقميص نوم بلون زهري استقر في الحاوية برفقة ربطة ملابس داخلية تصلح لكشف «عورة القانون والبلدية» معا!
حاجيات بسيطة جدا يرتزق منها بسطاء لا توفر لهم الحكومة أي خدمات في وقت جوع وحاجة وجائحة، وتباع لبسطاء مثل الذين صودرت بضاعتهم من أهل العاصمة، التي لا تقدم لهم بلديتهم أي خدمات حقيقية لا أساسية ولا مرفهة، مع أن مؤسسات البلدية فيها «15» ألف موظف على الأقل «حمولة زائدة» أو يمكن الاستغناء عنهم ويحصلون على رواتب من جيبي وجيوب بقية الأهالي.
شكرا لتقنية العرض البطيء على شاشة «رؤيا».
ألقي قفص الطيور الـ6 وسط بقية البضائع، بدون أي انتباه لاحتمالية اختناق تلك الطيور ونفوقها، وبدلا من مصادرة عبوة البندورة ألقاها الموظف الفصيح في الهواء فذهبت للتفعيص.
يبقى سؤال: بعد «تنفيذ القانون» وإنجاز «المصادرة» أين تذهب تلك البضائع البسيطة؟ هل تتلفها البلدية أم تعيد بيعها للصالح العام أم تتبرع بها للمسحوقين وهم كثر؟
لقطة مذهلة
حقا كانت لقطة مدهشة بامتياز تعيد بثها «الجزيرة مباشر»: المجندة الإسرائيلية تحرك مؤخرتها قليلا وتتمايل على لحن موسيقي شرقي مسروق بالعبرية فيتحمس الجندي المصري على خط النار ويبدأ بالشقلبة على رأسه راقصا على يديه وليس رجليه نكاية بـ«العدو الغدار». اختصار مذهل لحالة الأمة العربية.