Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اراء و مقالات

لمبرت – هولتسنايدر… الأردن بين سفيرين: حضور «حماس والتيار» وسط العشائر… أهم أسئلة «السفارة»

عمان – «القدس العربي»: صيغة السؤال والمفردات التي استخدمت قد تكون أكثر أهمية من مجرد الرغبة في الاستفهام. عضو مجلس النواب الأردني حسين العموش، وهو رئيس لجنة التوجيه الوطني النيابية، سجل – وفقاً للنص الدستوري – سؤالاً إلى وزير الخارجية أيمن الصفدي.
السؤال عملياً بالصيغة التالية: هل تنسجم «تحركات» السفير الأمريكي الجديد جيم هولتسنايدر خصوصاً الاجتماعية، مع تقاليد وأعراف اتفاقية فيينا؟ المرجح أن استفسارات بهذه الصيغة تتجاوز محطة الاستكشاف النيابية. والمرجح سياسياً: الاستفسار في الحالة الشعبية والبرلمانية عن النشاطات المبالغ فيها اجتماعياً لسفير واشنطن الجديد بدأ يطرق أبواب المؤسسات الرسمية، وإن كان الأمر يتعلق أحياناً بصحافيين أو برلمانيين أو حتى مواطنين عاديين.
أضواء الأردنيين تطارد بكثافة السفير هولتسنايدر، ليس فقط لأنه يحمل أطول لحية دبلوماسية معروفة في العالم كما تصفه صحافة بلاده، ولكن لأن همسة من دبلوماسي عريق ومخضرم في أذن «القدس العربي» أشارت بوضوح إلى حالة محددة لا يعرفها العامة بالعادة، قد تحدث فارقاً ينتج الضجيج، فكرتها أن السفير الجديد هو رجل الإدارة الأمريكية الحالية. وسفراء واشنطن الذين بالغوا في الماضي بالنشاط وسجلت عليهم ملاحظات أردنية، كانوا بالعادة من الحزب المنافس للإدارة القائمة.
المعنى هنا: السفير جيمس هولتسنايدر على نحو أو آخر، قيمته الأساسية هي التعبير عن تصورات طاقم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حصراً. والسبب أن أول قرار دبلوماسي اتخذه ترامب بعد تنصيبه تمثل في إرسال مذكرة تنهي مهام السفيرة الأمريكية السابقة في عمان يائيل لمبرت، التي قصف عمر ولايتها الدبلوماسية مبكراً بقرار رئاسي قبل تعيين جيمس هولتسنايدر بعد أشهر. إن شغف مركز قوة نافذ في إدارة ترامب بإقصاء السفيرة يائيل لمبرت مبكراً سبق بعدة أشهر اختيار هولتسنايدر في حالة تموضع دبلوماسية، لا يفكك ألغازها إلا خبراء السلك الدبلوماسي أو بعضهم فقط. العنصر المثير في جزئية السفيرة لمبرت التي جلست نحو عامين في عمان، أنها مسجلة باعتبارها كانت مرشحة قوية لتولي مهام أساسية في وزارة الخارجية إذا ما فاز جو بايدن بولاية ثانية.

حسابات استراتيجية

الأردن في الخارطة الجيوسياسية مهم جداً بطبيعة الحال. وعندما يتعلق الأمر بالحسابات الاستراتيجية، صعب جداً – برأي الخبير الاقتصادي والسياسي الدكتور جواد العناني – تجاهل دور الأردن وبصمته وخبرته. رغم ذلك، يشتكي مختصون على علم واطلاع، من أن أصدقاء الأردن المألوفين والمعتادين في 3 مؤسسات أمريكية نشطة في الماضي باتوا يغيبون عن الواجهة الآن. والحديث هنا عن مؤسسات مثل البنتاغون والخارجية والاستخبارات.
تلك مؤسسات لم تعد مؤثرة بإفادة المحلل السياسي الدكتور سنان شقديح، لا بل خرجت عن سكة التأثير، فيما موقع التأثير الأردني عموماً في الإدارة الأمريكية الحالية صعب ومعقد ونادر، وذلك يشمل عملياً – برأي شقديح وآخرين – من المراقبين الخبراء، ليس الأردن فحسب، ولكن كل الدول الحليفة العربية. واستراتيجية إدارة ترامب المكتوبة والموثقة تقلل من شأن الحلفاء وتتحدث عن شركاء في التجارة وأسواق وزبائن.
ذلك مكتوب في النص في صفحات الاستراتيجية التي تزيد عن 30 صفحة. لكن في التطبيق والهوامش ما بين النص والإجراء، يمكن للأردنيين فهم ما الذي تقصده إدارة ترامب حصراً من خلال تفكيك التصريح الوحيد الذي صدر حتى الآن بعد أكثر من شهرين على وجود السفير هولتسنايدر في عمان، وعلى هامش نشاط مرتبط بما يسمى غرفة التجارة الأمريكية. في ذلك التصريح الصادر نهاية الأسبوع، يقول هولتسنايدر بأن دعم التجارة الأمريكية في أسواق الأردن أولوية.
تلك الأولوية بتوقيع هولتسنايدر، كانت بمثابة التصريح السياسي الأول له بعد شهرين من وجوده في عمان على الأقل، خصصهما لنشاطات اجتماعية يصفها النائب العموش بأنها تحركات، والجزء الأغلب فيها اختار هولتسنايدر أن يركز على تقديم واجبات العزاء، الأمر الذي يعيد إنتاج الغموض والتساؤلات لا بل تفاعلها.
السفير الملتحي أو صاحب اللحية الطويلة المثيرة للانتباه لامس القيمة الأساسية في مسارات إدارته، حيث استبدال الحلفاء بالزبائن والتركيز على الأسواق والمنتجات الأمريكية، ثم الصفقات.
لذلك، تخرج الملاحظة المتعلقة بجولات السفير هولتسنايدر في بعض المحافظات الأردنية مثل السلط والمفرق والزرقاء، ولاحقا الرمثا، من عباءتها الدبلوماسية وتصبح على شكل محاضر في مجلس النواب تطرح أسئلة على وزير في الحكومة لا يستطيع الإجابة عليها.
الوزير الصفدي ليس في موقع منع سفير الولايات المتحدة من القيام بنشاطات لا تخالف القانون، هذا أولاً، وثانياً أن الصفدي ليس ممثل الحكومة الوحيد. سؤالان برلمانيان وجها للصفدي دستورياً، والصفدي أجاب بمذكرة عن الأول، فيما الثاني أكثر مهنية.

قلق بعض المراكز

قد يكون هدف السؤال الثاني ليس تكرار الإجابة عن السؤال الأول، بل إظهار قلق بعض مراكز القوى في المشهد السياسي من المبالغة بتلك التحركات الاجتماعية لـ «سفير أجنبي» أو العمل على تحفيز الوزير الصفدي باتجاه «إجراء ما».
هولتسنايدر في الختام وعلى حد وصف السفير الدكتور موسى بريزات، في مقاييس المزاج الشعبي الأردني يمثل دولة ساندت الإبادة الإسرائيلية ضد غزة.
الأردنيون بطبيعة الحال، لا يعلمون ما الذي يعنيه تعيين سفير بخلفية استخباراتية وعملياتية من جهة إدارة مثل إدارة ترامب؛ لأن العكس هو الذي حصل في عهد الديمقراطيين، حيث السفير الأمريكي الشهير في عمان لثماني سنوات وليام بيرنز في العهد الديمقراطي، عين مساعداً لوزير الخارجية ثم قفز إلى رئاسة جهاز الاستخبارات.
ما فعله ترامب معاكس تماماً؛ فقد اختار رجل عمليات ميدانياً لتولي موقع سفيره في عمان وزاد مستوى التعقيد في التساؤلات بعد ظهور هولتسنايدر بين أبناء العشائر والمحافظات، فيما أحد المساعدين يتجول هنا وهناك ويطرح على قادة ووجهاء عشائر أردنية أسئلة محددة تختص في معظمها بدرجة نفوذ حركة حماس والمقاومة الفلسطينية والإخوان المسلمين في العمق الشعبي.
جولات هولتسنايدر لا يمكنها في الثقافة الدبلوماسية أن تكون «بريئة» لكن على من يدينها أو يرتاب فيها أن يجيب عن سؤال صغير: لماذا وعلى أي أساس؟
يقابله ذلك سؤال اجتماعي عريض يجب أن يجيب عنه السفير ذاته: ما الذي يدفع برجل عمليات إلى قيادة سفارة مهمة في الشرق الأوسط ثم يكثر من واجبات العزاء حصراً؟

 

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading