الأردن: توتر في الدوار الرابع… شهر العسل بين الرزاز والمعشر «بدأ ينتهي»
يتبادل ناشطون في الحرس القديم، وسط التيارات السياسية الأردنية، التهاني في ما بينهم بسبب «صفعة» سياسية محتملة تلقتها حكومة التيار المدني الحالية منذ برزت ملامح تقترب من صيغة النقد والتوبيخ الملكي لقرار تحمل مسؤوليته رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز بكل الأحوال وله صلة بسلسلة تعيينات في الوظائف العليا.
أحد أقرب المقربين من الرئيس الرزاز همس في أذن «القدس العربي» أمس الأول، ملمحاً لمستوى الارتجال والعشوائية ولمراجعة الحسابات، مع الإشارة إلى أن مقر رئاسة الوزراء مرتبك تماماً بعد قضية تعيينات أشقاء النواب، وأيضاً إلى أن رئيس الحكومة يشعر بقدر كبير من الخذلان.
سقوط محتمل لفكرة «خلطة التعايش» بين المحافظين والتيار المدني
التلاوم كان حاضراً وبقوة بعدما عصفت زيارة ملكية، يوم الثلاثاء الماضي، بمقر الحكومة، حيث ترأس الملك عبد الله الثاني اجتماعاً لمجلس الوزراء بموجب أجندة متفق عليها سابقاً ولا علاقة لها بقضية التعيينات المشار إليها والتي خطفت أضواء الزيارة الملكية والموضوعات التي يهتم بها الرأي العام، وبقوة يوجه الدكتور الرزاز بعضاً من اللوم في كمين التعيينات العليا لنائبه الدكتور رجائي المعشر.
ويقرر الأخير لسبب غامض تسريب معلومات لها علاقة برواية ترد اللوم إلى الرزاز وتتحدث عن قراره الشخصي والفردي بتعيين شاب خبير عاد إلى عمان مؤخراً من أبو ظبي، هو نضال الحياري، رئيساً لديوان الخدمة المدنية وبدون الخضوع لمعايير التعيين في الوظائف العليا. بمعنى آخر، يرد المعشر في حمأة التلاوم على محاولة التأشير عليه لكن بطريقة التسريب.
تلك طريقة توحي عملياً بأن شهر العسل الإجباري بين الرزاز ونائبه شارف على نهايته، وبأن التعايش قد يصبح أكثر صعوبة في الأيام المتبقية من عمر الحكومة. بكل حال، بدأ الاضطراب بين الرجل الأول والثاني عندما حضر المعشر نشاطاً ملكياً شعبياً في مدينة الرمثا قبل عدة أيام ولم يحضر الرزاز، في رسالة حمالة أوجه يمكن أن تكون عادية وطبيعية جداً إذا ما تعلق الأمر بتوضيحها على أساس بيروقراطي.
لكن حضور الرزاز جلسة برلمان الأربعاء وغياب المعشر عنها فجأة رغم أنها تطرقت لملف التعيينات العليا، وهو بين يدي المعشر أصلاً، أصبح إشارة تعزز القناعة بأن مشوار القطبين معاً أصبح صعباً أو يحتاج إلى مصالحة وتدخل مرجعي، خصوصاً وأن المعشر أبلغ في وقت سابق بعض رموز الدولة الكبار مثل الدكتور فايز الطراونة ونايف القاضي وغيرهما، بأنه يرغب بالاستراحة وبأن واجبه الوظيفي انتهى مع إقرار قانون الضريبة الجديد.
العلاقة بين الرزاز والمعشر أصلاً تم تركيبها بالقوة القسرية وفي سياق مرجعي للحفاظ على التوازنات، فالرجلان ينتميان إلى مدرستين مختلفتين تماماً في الفكر والسياسة والاقتصاد، وحتى في النظرة للناس والشارع وللدولة ووظيفتها. وبكل حال، تكشف قصة تعيين الشاب الحياري رئيساً لمؤسسة مهمة مثل ديوان الخدمة المدنية سعي الرزاز لتكليف شخصية ديناميكية وعصرية في المربع المعني بإدارة الموارد البشرية.. على الأقل هذا ما يلمح إليه رئيس الحكومة ولا يعجب نائبه. لكن الرئيس كان في ما يبدو قد وعد الحياري أو طلب منه الالتحاق بحكومته وزيراً. ويكشف ذلك المعطيات التي أوصلت الرزاز للشعور بالخذلان.