أفعى «فلسطين»… لماذا «لا تلدغ» أهل «دير الغصون»؟… العالم «يتقيأ إسرائيل» حقا وكيربي «اللعوب» فقط ينكر
صحيح أن وزير الاتصال في الأردن ظهر مجددا على شاشة تلفزيون الحكومة مع تلك المتلازمة التي ترافق كل من «زهت بهم المناصب» سابقا بعنوان» لا يوجد معتقلين سياسيين أو موقوفين رأي في البلاد».
لكن الصحيح أيضا أن المواطن وبعدما دفع لعقود على فاتورة الكهرباء «دينار التلفزيون» يتوقع في الحد الأدنى من مذيع فصيح ومهني أن يستضيف الوزير صاحب الاختصاص ليسأله على الهواء عن أسباب اعتقال قيادي نقابي بارز هو «ميسرة ملص» لأكثر من شهر بدون «تهمة وقضية» بعد.
ما الذي يضير البلاد والعباد من ظهور متلفز لمسؤول يعلق ولو مقلدا لجون كيربي كما تظهره شاشة الجزيرة وهو يقول كاذبا ومفتريا طبعا ودوما: «لا دليل على ارتكاب إسرائيل لإبادة… لكن عدد الضحايا كبير والناس يتضورون جوعا».
ثمة مثل شعبي أردني معروف: «لا يموت الذيب ولا يفنى الغنم» وفي أقل تقدير وما دمنا نستعد لموعد «زفة العرس الوطني» في انتخابات أيلول نسأل: لماذا لا تُصّرح الحكومة باعتقال سياسي ثم تشرح الأسباب للشعب بدلا من ترك الغنم نهبا لكل الأفكار السلبية التي ينتجها الذئب؟.
كيربي «اللعوب»
نحن قوم «إيجابيون» ولا ضير في أن «تعتقلنا الحكومة» لأسباب سياسية واضحة تقال لنا وللجمهور حتى «نفهم الأخطاء» وبعدها نعرف الكلفة ونستفيد من الدرس لكي نساهم في «التنمية الوطنية» بدلا من ترك ملفات مثل «المواطنة وتعريف الدولة وحكم القانون» عالقة بحجة وذريعة «القضية الفلسطينية» التي يحسم مستقبلها الآن أهلها في الضفة والقطاع.
«كيربي» ما غيره، فنان في التعليقات «اللعوب» و»جماعتنا في عمان» يحتفظون بقدرات استثنائية على الترتيب خلف الستائر وعهد «تحديث المنظومة والدولة» يدار بنفس «أدوات وطريقة أيام زمان».
لذلك نقولها «عالبدري» للشباب «إللي فوق»: لا تتوقعوا نتائج مختلفة ما دام الأردني لا يزال يُعتقل دون محكمة» و»معالي الوزير»- أي وزير- يخرج في الناس بلهجة البسطاء نافيا وجود معتقلي رأي.
توقفوا عن «توقع نتائج مذهلة» مادامت شاشة «سكاي نيوز» مصرة على تسليط كل الأضواء فقط على «الحراك الشعبي الأردني» في حزمة برامجها من باب «خطورته على استقرار البلاد» بفرية متلفزة جديدة تشبه تماما أفلام العم كيربي.
أحد قادة المقاومة الفلسطينية «همس في أذني» بسؤال خبيث: ألا تلاحظون معنا بأن «جرعة التغطية» للحدث الأردني زادت بمعدلات ضخمة في بث سكاي نيوز وشبكات النيل المصرية تحديدا؟
صاحبنا أسقط من استفساره الخبيث «فضائية فلسطين» التي لم أرصدها ولا غيري يوما تفرد أي مساحة لتغطية اعتصامات الرابية في عمان حتى من باب «ذر الرماد» في العيون.
ما علينا بالمقابل قناة «أخبار جنين» المصورة وأفرع «الإعلام العسكري» ومعها «فضائية الأقصى» تمنحنا أردنيا «الأولية» في الأخبار والتغطية ليس بسبب «موقف الحكومة» الجيد ولكن بسبب «حركة الشعب» التي لا تقبل القسمة على إثنين الآن في مسألة المقاومة وغزة.
« لا يوجد موقوفين بسبب مناصرة غزة»… هذا ما قاله الناطق الرسمي عبر شاشة تلفزيون الحكومة، وبدت المسألة أقرب إلى «أغنية» استهلكت من كثرة الاستماع إليها فيما كاميرا مراسل الجزيرة في عمان «ترابط» فوق أحد الأسطح في ضاحية الرابية كلما دق اعتصام باب الخزان وبصيغة فنية تماثل اختيار زميلنا مراسل الجزيرة في طولكرم لزاوية ضيقة يختبيء فيها بين الأشجار وهو يتحدث عن «عملية قرية دير الغصون» الأخيرة البطولية.
بينما كانت كاميرا المراسل تسترق صورة لمجنزرات وجرافات العدو من خلف ستائر أغصان شجرة مجاورة لتلك القرية سرحت متأملا فيما قاله بلهجته التصويرية الإبداعية لي شاعرنا ومفكرنا الراحل إبن دير الغصون «خيري منصور» عندما زار قريته لأول مرة بعد 50 عاما في المهجر والغربة.
أفعى «دير الغصون»
سرد منصور – رحمه ألله- آنذاك الكثير من إنطباعاته عن قرية دير الغصون ولا مجال هنا إلا لاستذكار «ملحوظة واحدة» أدهشتني أنقلها على لسان الراحل عندما سأل أحد «عواجيز القرية»: «ألا تخشى ان تلدغك الأفعى وأنت جالس فوق سنسلة الأحجار طوال النهار؟».
ضحك العجوز وأجاب: «إسمع يا أستاذ… الأفعى في دير الغصون فلسطينية وانا فلسطيني»، ثم أضاف» إرتاح مابتكرصنيش»- المقصود لن تلدغني باللهجة الفلاحية».
السؤال يمكن ان يطرح على كيربي وغيره من الناطقين: كيف يمكن هزيمة شعب يؤمن بأن الأفعى في دير الغصون لا تلدغ أهلها؟
وهو بكل حال سؤال أجاب عليه ضمنا الفيزيائي الإسرائيلي «تسففي مازا» عندما اختصر المسافات ونقلت القناة 12 مقولة له بأن «العالم يتقيأ إسرائيل» الآن.
نعم هو وصف في مكانه فتلك «الكتلة السرطانية» تنبه لها العالم بعد يوم 7 أكتوبر وفقط بعض الدول العربية لا تزال تراهن على «الخاسر الإستراتيجي» وتنشغل في الاستعداد لهضم أو إعادة تدوير ما تقيأه أحرار الكون الذين يرتدون «الكوفية» في كل زاوية او بقالة أو زقاق.