إستوديو السنوار: المحور «مو فاضي لخرط الحكي»… وشيطنة المقاومة اردنيا: عنزة ولو طارت!
فقط دقيقة يتيمة كفيلة أن نفهم نحن جمهور التلقي أن منابر الإعلام الرسمي مثل التلفزيون الأردني متاحة فقط وحصرا لرموز «التشكيك» بالمقاومة، محورا وفكرا وأداء ونتيجة.
لا يحتاج الأمر لبرنامج يحمل اسم «60 دقيقة» على شاشة الحكومة لنهضم المضمون.
لا نحتاج لساعة بث متكاملة مع مذيع مقتدر ومهني يعمل ضمن قيود نعرفها جميعا، حتى ندرك أن مداخلة الزميل عمر عياصرة بخصوص «روافع الداخل»، التي تعمل «ضد البلد» مع محور المقاومة ليست أكثر من «مشوار» يشبه مقولة «عنزة ولو طارت».
أولا، وبعد الترحيب بأي حوار يؤسسه التلفزيون الرسمي، لا بد من قول التالي: ملّ المشاهدون من قصة كراسي وروافع البلد.. الرافعة الحقيقية هي التي «تقترح» وتقول ما «تعاقب عليه السلطات» في العادة.
ثانيا – أشك أن «محور المقاومة» متفرغ لنا، فهو كما قال ناصر قنديل، في برنامجه المتلفز باسم «قناة القدس»، وبالحرف: «مشغول بجو بايدن ونتنياهو ومو فاضي لخرط الحكي». ثم أضاف: «إنت يلي حاطط رجل على رجل وبتشكك مين»؟!
إستوديو السنوار
كدت أقترح حقا على القائدين يحيى السنوار وحسن نصر الله، ومعهم الحوثي الاتصال هاتفيا ببرنامج «60 دقيقه» أو الدخول على الهواء في إستوديو خاص يسأل باسمنا جميعا كأردنيين «هل ولماذا تخططون للنيل منا؟
طبعا، الخيار غير متاح، لأن رؤوس الثلاثة مطلوبة لأكبر الجيوش في العالم، وابنها غير الشرعي المنحل أخلاقيا، الجيش الإسرائيلي.
إذا كنت مثقفا أردنيا، ولا تستطيع تقديم أي شيء حقيقي لصالح الشعب الفلسطيني، وضد العدوان أقله «اصمت».
ثالثا- الاستدارة، التي أعلنت رسميا مؤخرا، تثبت أن ما قاله الناصحون هو الذي تقره الدولة اليوم، حيث التواصل مع إيران «ضرورة أمنية ملحة» والتأسيس في المياه والطاقة بعيدا عن السرير الإسرائيلي، حبل النجاة.
رابعا – بكل صراحة من كثرة حديث المحسوبين على الرواية الحكومية عن «التشكيك»، كدنا نعتقد فعلا أن بذرة التشكيك يزرعها هؤلاء المصرون على وجود مشككين بيننا، حيث لم أرصد إطلاقا ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول أي مشكك في الثوابت أو الدولة الأردنية، مما يعني أن الحديث عن مشككين ومندسين أصبح في حد ذاته مهنة من لا مهنة له، وثمة «امتيازات» بالضرورة لكل من يعزف على تلك الأسطوانة.
في اختصار، إذا كنت ترى في محور المقاومة مجرد «بقالة إيرانية» وتؤمن بـ»جبروت وقوة العدو» وتستنكر»7 أكتوبر» وترغب في محاكمتها، بدلا من العدوان. إذا كنت تفعل ذلك باسم الولاء والوطنية وتشتم المقاومة والمحور، فأنت ستحصل على وظيفة عليا مصممة للتسلية، ثم ميكرفون لا يبث إلا «التحريض والفتنة»، ولاحقا مقعد في حواريات، يغيب عنها تماما أصحاب الاختصاص والرأي الآخر.
هذا وضع «معوج» لا يصلح مسيرة الإعلام، ولا يليق لا بالدولة ولا بالشعب ولا حتى بالثوابت والمواقف الشريفة النبيلة وطنيا.
دوائر القرار في عمان يتوجب عليها أن تستمع قليلا لأصحاب اللون المختلف. هذا رغم الجهود الاستثنائية، التي تبذلها محطة تلفزيون «رؤيا» لأذرع الإعلام الرسمي في توقيت حساس.
نقولها من الآخر: السماح ببضاعة مختصة بالتفريق بين الأردنيين والتشويش على وحدتهم الوطنية الآن لا يمكن تسميته بإستراتيجية اشتباك وتحديث وطنية».
ولا ينتهي بالحفاظ على «الأمن الداخلي». ما يجري على شاشات الإعلام الرسمي خطير ومضجر ومكلف.. استدركوا يا قوم.
انتخبوا «الصورة»!
ما دمنا نتحدث عن «الاستدراك» دققت قليلا في خلفيات شاشة «الجزيرة ثم شاشة «فرنسا 24» للبحث عن الطريقة التي تستخدم بموجبها اليافطات الورقية والصور والملصقات الملونة أثناء الحملات الانتخابية، مثل موريتانيا أو حتى في شيكاغو.
محطة «سي أن أن» مليئة بصور يافطات ومرشحين في مؤتمر الحزب الديمقراطي الأمريكي الأخير، لكن لم أجد صورة واحدة لأي مرشح دون كلمتين فيهما شوية سياسة، ولم أعثر على صورة واحدة فيها مرشح «يبتسم للكاميرا».
استوقفتني صورة لمرشح في عمان العاصمة تصلح لبطاقة دعوة لعريس – قرر خطبة فتاة فاستأجر أقرب مصور فوتوغرافي في الحارة – والرجل «إن شاء لله ينجح» يذكر اسمه واسم والده، ثم عائلته فعشيرته، ثم قبيلته معا. للمرة الأولى أقرأ اسما سداسيا بامتياز على صورة مرشح للبرلمان، وكأنه يخاطب حصرا جارته «أم محمد».
مجرد أطنان من القماش والكرتون فوق الجسور، وفي الأنفاق دون أي شعار أو مضمون، وعلى الأرجح دون أي كلام هادف من أي صنف!
سيارتي تعطلت مرتين على بوابة العمارة، لأن صورة مرشح عملاقة انزلقت ولم يجرؤ الحارس الوافد على إزالتها طوال 4 أيام، ثم يطل علينا مراسل ما في قناة «المملكة» بكاميرات تتجول بين جدران الصور ويصاب فجأة ببعض الانفعال، وهو يتحدث عن انطلاق «العرس الديمقراطي».
مرشحة أظهرت صورتها أنها وضعت نصف طن من الطلاء على وجهها دون توجيه «انتخبني لهذا السبب»!