إلى اردوغان «إلحق أسعار الجبنة«… وللخصاونة…»اقطع البث عن النواب«… وعلى «نتفلكس» الزي العربي «مولينكس»
في كل مرة أشاهد فيها فيلما حديثا على شبكة «نتفلكس» أندم مجددا لأن جماعة الإنتاج في تلك الشبكة حصرا يفتقدون للحس المهني في المتابعة واللحاق بالتطورات خصوصا في العالم العربي.
سيناريو فيلم جديد عن عميل سابق متمرد لاحقا لسي أي إيه أعاد تذكيري بالمفارقة نفسها حيث تقرر الرئيسة الأمريكية الاجتماع بممثلي الدول في الأمم المتحدة ويظهر أحد السفراء بدشداشة وغترة وعقال عربي صحراوي بصورة كاريكاتورية افتراضية لا تمت للواقع لأن ربطة العقال أفغانية وغطاء الرأس لونه أحمر والدشداشة التي اشتراها المنتج من سوق البالات في مدينة الزرقاء على الأغلب تستعمل في بنغلادش.
حتما ولابد في كل مشهد «أممي أو إرهابي» أن يظهر بين المحتشدين «رأس عربي أبله ومحايد» دوما ولا يشارك بأي نقاش مع ذلك الزي المولينكس المخلوط مع أن دبي مليئة بناطحات السحاب وقطر ألبست مؤخرا ميسي «البشت العربي» الشهير لكن دون فائدة حيث لا يظهر في أفلام هوليوود لا البشت ولا العباءة إلا من لقطة ثانوية جدا للكاميرا وأثناء صعود أحدهم على سلالم ماخور أو بجانب مصعد في أحد الفنادق الراقية.
أحدهم – أقصد من قومنا – عليه أن يعمل على تحديث المعلومات والإعدادات.
أتابع البرنامج الذي تبثه فضائية «الجزيرة» بخصوص أحدث إصدارات السينما وثمة برنامج مهم على إم بي سي ولم أشاهد يوما أي متابعة لهذه التشويهات ليس من باب حماية السمعة العربية، ولكن من باب الحرص على «سمعة المحل» على الأقل.
برلمان بدون كاميرات
عندما أغلقت جلسة النواب الأخيرة ومنعت كاميرا التلفزيون من التغطية المباشرة اختفت كثيرا الأنا المتضخمة وتقلصت أنيميا التورم الذاتي ولم يظهر أي نائب متشنج وتوارت الخطابات العرمرمية وظهر جميع الوزراء والنواب «ودودين … محبين … وطنيين … ساعين لتفاهمات».
يعني ذلك أن «الإنتاجية» قد ترتهن بعد الآن بمغادرة كاميرا البث المباشر.
عبثا حاولت شاشة المملكة استضافة عضوين في البرلمان للكشف عما حصل خلف الستارة لكن فجأة ظهر نواب متفهمون ومعتدلون في طرحهم.
قدم النائب أحمد العشا دليلا على التورم عندما سأله المذيع النشط على رؤيا الزميل محمد الخالدي فلاحظ النائب بأن زميلا له عرف بالصوت الصاخب ونقد الحكومة قدم، لأن الجلسة مغلقة ولا يوجد فيها إعلام، خطابا معقولا ومتزنا.
صاحبنا هنا ذكر زميله بالاسم وكان يضحك وهو يحكي النبأ السعيد.
طبعا إغلاق الجلسات قد يكون مفيدا لأن بعض الزملاء غاب ما دامت الكاميرا غائبة. لذلك حرمان النواب من البث المباشر فيه مصلحة عامة للناس وللحكومة فالمشهد كان مسرحيا عندما رصدت الكاميرات أحدهم في كواليس البرلمان قائلا: «غدا يوم القيامة» حتى جاء الغد ولم تقم أي قيامة من أي نوع.
أنصح الرئيس بشر الخصاونة بقطع البث تماما وأغلب التقدير أيضا أن السحر اشتغل شغله في مسألة الـ «آلو» لكن بالاتجاه المعاكس هذه المرة …ألف تحية لنواب التفهم والتفاهمات المتأخرة فقد كان لسان حال الحكومة يقول خلف الكواليس يخطب قائلا: «حسنا تريدون إسقاطي … افعلوا بدون كثرة كلام».
اردوغان … إنها الجبنة
«نسبة التضخم» وسعر الليرة هما أكثر مفردتين يمكن رصدهما على شاشات الفضائيات التركية على الإطلاق مع ملاحظة سريعة ناتجة عن الرصد الشخصي حيث لا أحد يبدو مهتما بالانتخابات المصيرية المقبلة. شبكة «آي أر تي» التركية ومعها إلى حد «سي إن إن» بالنسخة المحلية تديران برامج خبراء مباشرة كل ليلة.
وفي وصلة بحضور زميل تركي كان أحدهم يقول مدافعا عن مرحلة الرئيس اردوغان منفعلا «لولا الحزب والرئيس لما استقر هبوط الليرة».
يعني ذلك أن «الحد من انهيار سعر الليرة» بحد ذاته أصبح منجزا لكن على نافذة اقتصادية في محطة «فرانس24 « سمعت متحدثا تركيا يشير إلى أن وصول التضخم في البلاد إلى 80% فأكثر تسريبات من المعارضة لا تعكس الواقع.
تمكنت من فهم المعادلة بكل بساطة عندما سألت فتاة تركية لا يزيد عمرها عن 20 عاما وتنتمي إلى عائلة من طبقة متوسطة.
قالت الفتاة بإنكليزية مطبشة: كنا نعتمد على الجبنة بصورة أساسية في الإفطار… حاليا توقفنا عن تناولها من أشهر لأن سعرها تضاعف 5 مرات وكمية العبوة تناقصت والنوعية أردأ.
فهم مثير للتضخم والسياسة الاقتصادية عبر «قرص الجبنة» … سألت الصبية: ماذا تفطرون الآن؟ … ذكرتني فجأة باللاجئين وهي تقول «شاي وخبز وحبات زيتون فقط».
ماذا يفطر الفقير التركي؟ نحمد الله في الأردن أن تلفزيون الحكومة وهو يعرض المنجزات تحدث عن سياسة حكيمة للحكومة بضبط التضخم عند 4% لولا السياسة الحصيفة لتأثرت الجبنة عندنا مع أني في رام ألله شاهدت أفخر أصناف الجبن المستورد تدهن بسلاسة على خبزة فرنسية قصيرة بجانب «المشروب إياها» رغم أني كنت بصحبة زمرة لاجئين ومناضلين سابقا تحولوا إلى «موظفي التنسيق الأمني» لاحقا.
إنها الجبنة يا اردوغان إلحق أسعارها طارت.