احذروا “مكر” الرئيس ماكرون ” وفي قضية بيزوس – بن سلمان “إنتفوا وردة”: يتجسس يمزح أم يلهو؟
لا نفهم بصورة محددة ما هي وظيفة “وزير ما وراء البحار” في الحكومة الفرنسية.
وقد نفهم إذا ما تمكنا لاحقا من فهم وظيفة “وزارة الريادة” في بلدي الأردن!
على كل حال السيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون – بالمناسبة اسمه موسيقي- كان نجما بلا منازع على الفضائيات العربية “قليلة الحيلة”، مثل شاشة “النيل” المصرية وتلفزيون “المملكة” الأردني، وهو يطرد في مشهد مثير الشرطي الإسرائيلي من كنيسة القديسة الفرنسية في القدس.
حتى محطة “فرانس 24” بدأت تهتم فجأة، وعلى طريقة “أبو عنتر”، رحمه الله، بأخبار “الأردن ووصايته الهاشمية”، وحاورت ثلاثة معلقين على الأقل، حول ما حصل في الكنيسة ودلالاته.
شخصيا، أتهم الوزير الفرنسي المختص بـ”ما وراء البحار” بالتنكيد على الشرطي الإسرائيلي، ولفت نظر الرئيس ماكرون لشرطي يتقدم بسلاحه باسم كيان الاحتلال، حتى كاد يلامس مؤخرة المرافقين للرئيس ماكرون.
فرنسا، لا تحب “الاحتكاك” أصلا، خصوصا الجسدي مع الأسلحة الإسرائيلية .
لكنها فرنسا نفسها وبمكرها الشديد، تصمت عن نحو 30 شركة فرنسية – على الأقل – تزود المستوطنات وجيش الدفاع المحتل بأنظمة الأمن الالكتروني، حسب قائمة المقاطعة الفلسطينية – الأمريكية.
والرئيس “المكار” ماكرون، كان يستطيع “توبيخ” حكومة إسرائيل نفسها، بدلا من الاحتفال بطرد مسلح.
نصفق للموقف الرئاسي الفرنسي، ونربط شماغ ماكرون على الطريقة البدوية، عله يساعدنا في طرد الاحتلال نفسه لاحقا، إن رغب ولو بـ”كلمة”.
لكن مع التصفيق لا بد – أردنيا على الأقل – من الانتباه لماكينة المكر الفرنسية، فأوروبا برمتها، وعلى أهميتها تعاني مثلنا تماما، من نتنياهو وكوشنر والعم دونالد ترامب.
جيف بيزوس ومحمد بن سلمان
لا حس ولا خبر على شاشة “العربية” عن قصة التجسس على هاتف مالك “أمازون” المدعو “جيف بيزوس”.
حتى على “سكاي نيوز” بحثت عن أي تغطية من أي صنف فوجدت مجرد إشارة صغيرة على شريط الأخبار.
طبعا، مفهوم أن تغرق الشاشات السعودية في العسل، حتى عندما يتطلب الأمر التصدي فنيا ومهنيا للرواية التي يحاول الإعلام الأمريكي “الدس بها” ضد “سيدي ومولاي سمو ولي العهد”.
قصة التجسس على هاتف بيزوس أصبحت “كونية” فالأمم المتحدة بدأت تحقيقا ومحطة “الجزيرة” تقوم بمتابعات لكل صغيرة وكبيرة، وكبار السماسرة في الولايات المتحدة ورجال البزنس ممن أتيح لهم شرف اللقاء مع الأمير السعودي يدققون في هواتفهم الخليوية.
الغريب في الأمر أن تقنيات التجسس الأفضل في العالم على الهواتف الشخصية هي “أمريكية” في المقام الأول. فكيف تسربت التقنيات هنا للذراع السعودية؟
بالضبط، وتماما هذه مشكلتنا مع الأمريكيين. يخترعون أسلحة وتقنيات تجسس ويبيعونها لمن لا يجيد استعمالها، لا بل لا يتابعون أين وكيف تستخدم بضاعتهم؟
وفي الحالة السعودية الأخيرة – على الأقل – نحن فرحون لسببين الأول أن “بضاعتهم ردت إليهم” بحمد الله.
والثاني إني وكمواطن عربي فخور اليوم أن عربيا ينجح في التجسس على “علية القوم الأمريكيين”.
الحق ينبغي أن يقال هنا وحتى نخفف من صداع هاتف بيزوس، الذي تتحفنا به القنوات لدي وجهة نظر أو “تقدير رأي”. نزعم أن الأمير السعودي لم يكن يتجسس أصلا، بقدر ما كان “يلهو أو يمزح ويداعب” الآخرين!
يمكن أن ننتف وردة ونحن نتكهن. “يتجسس… يلهو… يمزح… أم شيء رابع؟”.
“حلاوة السمسم” في الأردن
ما الذي يعنيه تخفيض ضريبة المبيعات على مادة غذائية اسمها “حلاوة بالطحينية” في الأردن ورفعها ضعف التخفيض أو بقائها على المادة الأساسية التي تصنع منها الحلاوة وهي “السمسم”؟
طرح علي هذا السؤال في مقهى من تاجر حلاوة، لا أعرفه مباشرة، بعد مشاهدتي للنشرة الإخبارية التلفزيونية الأردنية، التي تحدثت بتوسع عن خطوة شعبية حكومية مهمة وللمرة الأولى بعنوان تخفيض ضريبة المبيعات على سلع ومواد غذائية.
لا أكشف سرا. وزير المالية الدكتور محمد العسعس كان قد ندد بفكرة أن يأكل الغني الأردني بالسعر المدعوم نفسه، مثل الفقير، فيما يتهرب الكبار أصلا من الضريبة.
مثلا “جبنة المثلثات” هي عنصر “الساندويشه” اليومي لكل تلميذ أردني، خصوصا من الفقراء والحراثين، لم تخفض الضريبة عليها.
يسألنا أحدهم: كيف يستفيد المواطن الفقير من تخفيض الضريبة على “الملفوف”، وتركها كما هي على “الدجاج”؟
يقسم صاحبنا أن زوجته تطبخ الملفوف مرتين فقط في العام ولا يستطيع الاستغناء عن الدجاج.
ويقسم أيضا أن كل المنتجات، التي تم تخفيض الضريبة عليها، خصوصا الغذائية رفعت الضريبة أو بقيت على المواد، التي تنتجها في معادلة تعني أن التاجر سيرفع السعر حتما.
التسعير الضريبي “لغز نووي” في الأردن. هذا ما حاول أحد الخبراء قوله على شاشة “المملكة”، وهو يناور ويحاور.
لا يعني ما حصل هنا إلا أن الحكومة خططت لـ”شعبوية فقط”، لم تحدث فارقا في أسعار طعام الفقراء.
نكاد نجزم أن الوزير العسعس، يريد في حسن نية إحداث فارق وفي قناعة علمية، لكن “خبثاء البيروقراط” بعده يعبثون بالجميع.