اضحك مع الأردن: «فيديو كليب» معارض… عماد الدين أديب مطلوب فورا لمهرجان «الدرعية»… ووليد بيك يدفن «اتفاق الطائف»
هل نسميها صحوة، يقظة، أم كلاما واقعيا وحقا يُراد به رسالة ما؟
لاعب مُشرع وركن برلماني أردني من وزن عبد الكريم الدغمي يحاجج مذيع قناة «المملكة» بتسمية الحقيقة .فجأة يقول الدغمي نحن مجرد ديكور .
يسأل المذيع عامر الرجوب: أليست عبارة قاسية قليلا؟ يجيب الدغمي: ليست قاسية، ولو كنت سأستعمل مصطلحات قاسية لغضبت علي كل الدينا!
لم يحدد الدغمي طبعا «الدنيا» التي يقصدها، لكنها على الأرجح دنيا الدولة العميقة وشقيقتها السطحية.
فيديو كليب «معارض»
على كلٍ، لا يصدر هذا الكلام عن معارض، مثل الشيخ زكي بني ارشيد، ولا عن الموتورين بتوع المعارضة الطارئة، وجماعة «الفيديو كليب» في الخارج .
لا يصدر أيضا عن حاقد أو موتور أو حراكي، بل رجل دولة ومشرع من الطراز الرفيع، سبق له أن ترأس سلطة التشريع ومناصب وزارية، ولو كنت مكان صانع القرار لاستمعت الى إيقاع الدغمي، وهو يقول إن البرلمان سيبقى مجرد ديكور ما دام الانتخاب فرديا.
طبعا، سيقول قائل إن الدغمي، ومنذ ثلاثة عقود تقريبا، استفاد من الوضع الديكوري .
نختلف مع الرجل في الكثير، لكن تلك حجة لصالحه، بمعنى أنه مستفيد من الديكور، وأن دعوته لصالح المصلحة العامة، عندما يعارض امتيازا شخصيا .
أما فيديو كليبات المعارضة الخارجية، التي تتنوع وتتعدد، فيكفينا معها بعد الاسترسال في الضحك السؤال التالي: من هو المنتج؟ ومن الذي يزود الشباب بالمعلومات؟
للعلم الكثير من التسريبات «طازجة» وتنضبط مع دعاية «أم بي سي» مباشر بعنوان «فرفش مع زاكي».
«أديب» بين الوحش والنمر
إلى العائلة نفسها تنتمي على الأرجح تلك الملاحظة النقدية لرئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، وهو يقرر فجأة أن آلية اختيار الوزراء ينبغي أن تتغير، ولم تعد صالحة للمستقبل .يمهد مثل هذا الكلام لشيء ما .
لكن على جبهة موازية تحول وحش الشاشة والانقلاب المصري عماد الدين أديب الى كاتب «نمر على الورق»، وهو يحلل كتابة تطورات ملف المصالحة الخليجية .
صاحبنا، الذي كان من المحاورين التلفزيونيين البارعين، قبل المساهمة في شرعنة الانقلاب، والترفع عن التصدي للردح التلفزيوني، ألمح إلى سر عقدة الصعوبة في المصالحة، وهو يهاجم مجددا قناة «الجزيرة»، على أساس أن تلك الشاشة القطرية ما زالت تستهدف دولة مصر ورئيسها عبد الفتاح السياسي .
يمكنك أن تضحك قليلا مع عماد الدين أديب، الكاتب الوقور، وهو يعتبر تغطية القناة للحدث المصري دليله المركزي على صعوبة إنجاز المصالحة في النادي الخليجي، لأن مصر لن ترضى عن مصالحة من وراء ظهرها .
حتى ترضى «أم الدنيا» اقتراحنا بسيط للرفاق في هيئة الترفيه السعودية، وهو ضم كاتبنا العظيم الى أخيه عمرو أديب في برامج التغطية الخاصة لـ«أم بي سي» لمهرجان الرياض وفعالياته في استقبال «الهضبة» المصرية عمرو دياب .
إذا كان الكادر لا يتسع في مهرجان الرياض، فثمة فراغ في مهرجان «الدرعية».
عندما يفعلها «وليد بيك»
أين الاختلاف بين أي مواطن معترض في الشارع العراقي أو حتى الأردني واللبناني وبين الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وهو يعلن «أعتقد أن هناك وجوها قد انتهت».
على محطة «أم تي في»، وفي لقاء «لزيز» نسبيا يتحدث جنبلاط عن «اهتراء الطبقة السياسية».
سبحان الله، على محطة «الميادين» كان زعيم المقاومة السيد حسن نصرالله، يحذر من الهتاف ضد كل الطبقة، وكأنها «قدر» أو مقطوعة الوصف»!
أزعم أن جنبلاط يعلم مسبقا أنه يتحدث عن نفسه أيضا، باعتباره جزءا فاعلا من «اتفاق الطائف» المأسوف على شبابه الآن، فالاهتراء – مثل سوسة الأسنان – ينخر في الجميع، ولا يستثني أحدا، ومثل الإرهاب «لا دين ولا طائفة له».
فعلا، الشارع العربي أمره محير جدا. المجاميع التي تخرج للشارع باسم «العمة السوداء» أو «العقال الأبيض» هي نفسها اليوم، التي تكتشف الاهتراء الطائفي.
الطبقة السياسية العربية أكثر من مهترئة، ولا تصلح إلا للأرشيف العثماني بعد الآن.
«يا بتوع» النهضة
يعرف سياسي أردني بخبرة الدكتور ممدوح العبادي من أين تؤكل الكتف دوما، ويعرف ما الذي يحصل.
العبادي، وعبر شاشة «نوافذ» الإلكترونية استفسر ضمنيا من رئيس الوزراء عن سر شغفه بالعبارات الكبيرة، مثل «مشروع نهضة وطني» و«الثورة الصناعية الرابعة».
رسالة مختصرة «على المسؤول أن يتحدث على قدر الواقع».
لكن لم يسأل أحد الرجل: ألا تعتبر برنامج «التشغيل» مثلا من ضمن حزمة النهضة إياها؟
أليس إحضار أشخاص، لا يعرفهم أحد لحقائب وزارية، من مؤشرات الثورة الرابعة؟ ألا تؤمن أن «وزارة الريادة» ملأت الدنيا وشغلت الناس بكل ما هو عكس الريادي وخلال أشهر قليلة؟!
طبعا، لا نطلب جوابا، فالمختصر المفيد عند صديقنا الشاعر اللاذع عاطف بطوش «نهضة دي ولا مش نهضة يا متعلمين يا بتوع المدارس؟».