اراء و مقالاتمقالات وآراء

ترامب يدعم النشميات “لا تقعدي يا جوليا”… وإناث الاحتلال يحرسن بقايا السلام مع مصر والأردن

سعود آل ثاني، سفير دولة قطر في الأردن قالها بوضوح أمام كاميرا فضائية «المملكة»، وهو يمهد لزيارة الأمير تميم، التي يمكن اعتبارها «سياسية وتضامنية» بامتياز قبل أي شيء آخر.
تحدث عن استثمارات قطرية بمليار ونصف المليار دولار، أصبحت اليوم «قابلة للزيادة».
والتقديرات أن تلك الزيادة بمقدار نصف مليار في المرحلة الأولى.
المطلوب من الحكومة الأردنية – التي أشبعتنا كلاما عن الاستثمار – تمكين الشقيق القطري وغيره من أرضية قابلة للاستثمار.
طبعا ينتظر الأردنيون مليارات استثمارية وعد بها الأمير محمد بن سلمان، منذ خمسة أعوام ولم تأت، تماما مثل شخصية «غودو» في المسرحية الشهيرة.

الاستثمار والبيروقراط

مصداقية الدعم والاستثمار القطري كبيرة جدا وعلى الأرض وفي الواقع.
الكويت هي المستثمر الأكبر في السوق الأردنية، لكن بصمت ودون سفراء يعدون الأردني بالحلق فيخزق أذنيه، كما فهل السعودي الجديد نايف السديري.
ما يهمنا كمواطنين، ليس ما يقرره أو يعد به الأشقاء فقط. بل السؤال التالي: الطبقة إياها من البيروقراطيين، هل هي جاهزة لتنفيذ الرؤية الملكية وتمهيد الأرض لاستقبال المستثمرين، بصرف النظر عن هويتهم؟
نزعم مسبقا أن الحاكم الإداري، الذي يتوسط لفرض «مدير عشائري» على مستثمر صناعي لا ينوي خيرا ولا يؤمن بالاستثمار.
ونزعم أن الوزير، الذي يجبر «أكبر مصدر أجنبي» فجأة – وفي قرار صغير ينطوي على مناكفة – لا ينوي خيرا أيضا، عندما يبلغه أن عليه تعيين «20 ألف» أردني فجأة، في مهنة محددة، والسبب بسيط، وهو أن أصحاب المهنة المؤهلين من الأردنيين في الخارج والداخل لا يزيد عددهم عن خمسة آلاف، حسب أولاد الكار.
قبل استضافة السفراء على شاشات، مثل «المملكة» والتلفزيون الحكومي، كنا نمني النفس في استضافة ممثلي الحكومة وطرح سؤال محدد عليهم: هل نحن جاهزون فعلا ونؤمن بالاستثمار ونرحب به؟
أكاد أتصور أن الملك شخصيا وحصريا فقط هو المهتم حقا في المسألة.. والله غالب.

إناث الاحتلال

حسنا فوتت محطة «الجزيرة» النبأ وأثارته في حوار خاص القناة الثانية في تلفزيون العدو الإسرائيلي بمعية السؤال التالي: جيش الدفاع الإسرائيلي قرر توجيه الإناث المدربات للقتال الدفاعي فيه نحو التموقع قرب الحدود مع الأردن ومصر، فيما تم اختيار الذكور الشرسين للواجهة القتالية الهجومية مع لبنان وغزة.
تلك طبعا، ترتيبات جيش العدو في سياق خارطة إسرائيل الجديدة المعنية بـ«صفقة القرن».
من جهتي كمواطن أردني، الأهم هو أن الجنس الناعم في جيش الدفاع اختير لحراسة حدود وهمية سرقت من الوطن الفلسطيني.
وفي تقديرنا، تلك رسالة سياسية أيضا، يقول فيها العدو للأردن ومصر أكبر شريكين للسلام الغابر إنه «لا يرغب في القتال»، بل يضع النساء فقط على الحدود لأغراض الحراسة وليس الاشتباك، وعلى أساس قناعة العدو أن مصر والأردن لن تشكلا خطرا في الأحوال كلها.
مثيرة تلك الاستنتاجات، التي وصلت لها القناة الإسرائيلية الثانية، حيث رغبة في الاشتباك والغزو والقتال على حدود لبنان وغزة وسعي للتهدئة مع مصر والأردن. كأن المرأة لا تصلح للغزو في جيش العدو، بل للمهام الأقل أهمية.
ينبغي للمجندات الإسرائيليات الاحتجاج وعدم القبول في هذا التصنيف الجندري، المشكك بقدراتهن، فهن أيضا محتلات، ويمثلن جيشا مجرما ودولة تمارس الإرهاب.
حتى تنظيم «داعش» عزز الجناح النسائي الإرهابي طوال عقد من الزمن وتمكن من عرض «داعشيات غربيات» لنا في أكثر من مناسبة.

«لا تقعدي يا جوليا»

ظهر اسم الشابة الأردنية جوليا نشيوات على شريط محطة «سي أن أن» الإخباري.
وظهر أيضا مع احتفالية بالخبر على شاشة محطة «رؤيا» الأردنية المحلية بعدما التقطت المسألة وكالة الأنباء الرسمية.
نشيوات قرر الرئيس الأمريكي تعيينها مستشارة له لشؤون الأمن القومي الداخلي.
في اختصار، ودون مبالغات شعور جميل أن تحظى أردنية بمثل هذا الموقع، لكن الفتاة أمريكية المولد والنشأة والتعليم والثقافة ولن تجامل الكون في عملها وإخلاصها لرئيسها.
بصراحة، نحن في الأردن لا نعرف ما الذي يعنيه «الإخلاص الحقيقي لأي رئيس»، فالوفاء متمركز بين «القبيلة» و«الشلة» أو المصالح.
وفي اختصار، لو تقدمت نشيوات الى أي وظيفة أمنية في الأردن لقيل لها «اقعدي يا جوليا» ولنصحت تحت قبة البرلمان أن تخصص وقتا أكبر للمطبخ والأولاد.
وفي أحسن الأحوال لعرضت عليها وظيفة تنظيم السير على إشارة ضوئية، جنوبي عمان، وهي مهنة محترمة ومقدرة وأبدعت بها النشميات في كل حال.
عضو البرلمان يحيى السعود، كان قد خلط كل الأوراق، عندما خاطب زميلته هند الفايز قائلا «اقعدي يا هند»… الرئيس ترامب رد عليه بطريقته وناصر «النشميات»، بقي أن نرى قريبا نسخة من «نانسي بيلوسي» في الأردن.
وعلى سيرة بيلوسي، أعجبني حوار سيناتور أمريكي شاب و«شاذ» مع محطة الأعداء للحزب الديمقراطي، وهي «فوكس نيوز»، ليس لأنه خالف أعراف الديمقراطيين على تليفزيون جمهوري أو أجاب على كل الأسئلة، ولكن لأنه جعل الطاقم في «فوكس نيوز» يتحسس رأسه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى