الأردن و”خطوة تنظيم” بعيدا عن بن سلمان: انفتاح أكبر على قطر وضد “الحصار” وتقارب مع تركيا
هي على الأرجح سياسيا “لحظة الحقيقة”.. لا مجال أمام الأردن للبقاء في “المسار السعودي” دوما في ظل تعطل نظام التشاور والتواصل وعدم حصول مستجدات تؤدي لتشبيك العلاقات مجددا مع مؤسسة ولاية العهد برعاية وتوقيع الأمير محمد بن سلمان.
اختل التوازن لصالح “مصداقية” خطاب الدوحة في التعاطي أولا مع الموقف السياسي الأردني في الوصاية الهاشمية على القدس
ينعكس ذلك بوضوح بعدة اتجاهات .
أهم هذه الاتجاهات او الذي ظهر منها حتى الآن سلسلة أردنية على شكل “خطوة تنظيم” مرة باتجاه المعسكر الآخر حيث دولة قطر والجمهورية التركية ومرات باتجاه التراجع العلني والقطعي عن “المشاركة الأردنية” الرمزية بفلسفة الحصار على قطر والتي أبلغ وزير الخارجية ايمن صفدي في وقت سابق “القدس العربي” بأنها كانت مدروسة ومتوازنة.
في المسألة القطرية، اختل التوازن لصالح “مصداقية” خطاب الدوحة في التعاطي أولا مع الموقف السياسي الأردني في الوصاية الهاشمية على القدس.
وثانيا في الوعد المنفذ بعنوان تخصيص 10 آلاف وظيفة لأردنيين تم فعلا تعيين نصفهم خلال خمسة أشهر، فيما فقد آلاف من الأردنيين بالمقابل وظائفهم في السعودية وبدأوا يعودون بصفة عائلية لعمان.
اشتغل على ملف العلاقات الأردنية القطرية بهمة ونشاط “رجال مجهولون” من الطرفين طوال الوقت يعملون مع أطراف في العائلتين الحاكمتين في عمان والدوحة.
أي مساحة تقدم في العلاقات الأردنية القطرية تعني فراغا سياسيا في مسافة ابعد عن الحصار وبالتالي عن مشروع بن سلمان في المنطقة
وخلال ساعات فقط رصدت مستجدات على صعيد تمتين العلاقة تمهيدا للقاء قمة بين العاهل الملك عبدالله الثاني والأمير تميم.
اليوم الإثنين تستعد الخطوط الجوية القطرية لإقامة احتفال ضخم لتدشين مقرها العملاق الجديد في وسط العاصمة عمان في مؤشر حيوي جدا على التعاون الثنائي حيث انتقل المكتب من مساحة صغيرة إلى بناية ضخمة.
المهم في المسألة أن رقاع الدعوة وجهت لعشرات من الضيوف والشخصيات الاردنية ووقعت برعاية شقيق الملك الأمير علي بن الحسين وهو أحد أبرز الرعاة في الظل لعلاقات “دافئة” مع قطر.
قبل ذلك وظهر الأحد، حصل أول اتصال هاتفي منذ أكثر من عام بين الملك والأمير تميم وبدا لافتا أن الخبر الرسمي عن الاتصال تحدث عن العلاقات الثنائية قبل بث معلومة لم تتأكد رسميا بعد عن ترحيب الأردن بزيارة خاصة للأمير القطري.
طبعا حصل كل ذلك بعد ساعات من توقيع الأمير تميم لمرسوم يحدد هوية السفير القطري الجديد في عمان بعدما قررت عمان من جانبها تسمية الأمين العام لوزارة الخارجية زيد اللوزي سفيرا لها في دولة قطر.
في الأثناء يقرأ الشارع الأردني الخبر التالي: “المعهد العالي للدراسات في قطر يقبل 17 مبعوثا أردنيا في بعثة ماجستير خاصة”.
وبدأ التوافق السياسي بعد هندسته وراء الستارة ينعكس على السياق البيروقراطي والسوق القطرية مفتوحة للكفاءات الأردنية.
بالتوازي ثمة خطوة تنظيم قوية باتجاه تركيا، ففي الأسبوع الأخير من الشهر الحالي يفترض أن يسافر وزير الصناعة والتجارة الأردني الدكتور طارق حموري إلى اسطنبول لتوقيع “اتفاقية إطار” جديدة للتعاون، بدلا من اتفاقية التبادل التجاري التي يعتقد بأن الأردن ألغاها العام الماضي بضغط سياسي سعودي إماراتي.
وفي قراءة المشهد والتفاصيل ثمة واقع جديد.. أي مساحة تقدم في العلاقات الأردنية القطرية تعني فراغا سياسيا في مسافة أبعد عن الحصار، وبالتالي عن مشروع بن سلمان في المنطقة… تلك دوما قصة أخرى.