كأس العالم بمنسف وأستوديوهات بعمائم: كوريا «الإمبريالية» تآمرت مع «النشامى» …وإيلون ماسك «حردان» ليه؟

أكثر من 20 دقيقة مضت على الهواء المباشر والمذيع يحاور ويناور على قناة «ميديا سبورت»، أملا في أن يقدم «ضيفه حمزة» جوابا مقنعا!
المذيع وسط خمسة متحدثين في الإستوديو يسأل حمزة: لماذا لا تريد تهنئة منتخب وشعب الأردن بمناسبة التأهل لكأس العالم؟
تكرر السؤال أربع مرات، فيما «الأخ حمزة» برميل متفجرات يغلي ويتمنع.
يتكرر السؤال للمرة الرابعة فيقرر حمزة الابتعاد عن كل كرة القدم و»التعزية» برحيل «أحد الأئمة العظام»، ثم يتقدم بفتوى طائفية رياضية، من الطراز الذي تصلح معه مقولة صدام حسين الخالدة – رحمه الله – «هاي.. حيل قوية».
الفتوى تقول في اختصار: «لا يجوز جمع التعزية بالفقيد المعظم – توفي على الأرجح قبل عدة قرون – وبين تهنئة منتخب الأردن».
«حمزة» هنا يلعبها باحتراف «طائفي»، فيما كان تلفزيون الحكومة الأردنية يعلن ترتيبات لقاء كروي مع العراق مرحبا بكل مشجعي المنتخب العراقي الشقيق، وشركات الباصات في عمان تعلن «المواصلات لموقع المباراة مجانية».
مجموعة «باوع»
حتى عمان فيها طائفيون أحيانا، لكن المجتمع ينبذهم.
الحقيقة أدهشني منطق حمزة على شاشة تلفزيون رياضية، لأنه عند اصرار أحد الضيوف رد بكلمة مثيرة «باوع»!
بعد «باوع»، وعلى طريقة سعيد صالح – رحمه الله – في مسرحية «العيال كبرت»، عينك ما تشوف إلا النور.. تجلى حمزة بعدما بدأ كل من بالأستديو بالمباوعة لنكتشف نحن المشاهدين مؤامرة آسيوية – عالمية شاركت فيها «كوريا الإمبريالية» وثلاث دول خليجية، وخططت لإبعاد العراق وتأهل المنتخب الأردني.
استغربت تجنب ذكر رئيس كوريا الشمالية «أبو شعرات ما غيره»، وما دامت الإمبريالية قد حضرت في تحليل كروي رياضي كان ينبغي طرح سؤال «أين دور الصهيونية؟»
الدليل اليتيم، الذي قدمه حمزة على تلك المؤامرة هو «كوريا قبلت تتعادل مع الأردن… ليش أريد أفتهم؟»
أحدهم، وعلى طريقة «يوريكا» أظهر تعاطفا مع «حق حمزة بالشك»، ثم سأل: مشان ما نظلم أخونا حمزة لازم نعرف مين الأطراف المتحكمة في الإتحاد الآسيوي؟
أحدهم في عمان شاهد «السهرة» ذاتها مع شلة «باوع»، ثم سأل علنا: طيب.. فرضا جدلا ثمة مؤامرة لصالح «النشامى».. كيف سمح منتخب العراق المستهدف للفريق الكوري بالفوز عليه بهدفين لصفر، وفي ملعب البصرة؟ هل اخترقت المؤامرة «أسود الرافدين؟».
عمليا يستثمر البعض في الحقن الطائفي على هواه. لكن الأهم في الرد على «صغار المحرضين» هو ما أشار له تلفزيون «رؤيا» الأردني عن «حبس فتاة» بثت فيديو يسيء لبلد شقيق وجمهوره، دون تسمية العراق طبعا، ولاحقا ما بثته القناة المتلفزة لصحيفة «الرأي» من مقابلات مع مواطنين يرحبون بالجمهور العراقي في مباراة الثلاثاء المقبل في عمان على قاعدة «لهم صدر البيت ولنا العتبة».
أحسن قليلا الإعلام الأردني، وهو يرد على مجموعات «باوع»، التي قررت قراءة فوز الأردن بأول مقعد عربي في المونديال من خلال إستوديو معمم، وبلكنة «طائفية».
عموما، أمل مسبقا وقبل مباراة الثلاثاء ألا تغضب قناة «التقوى» العراقية إذا قرأت في منصات التواصل أردنيين يصرون على فوز النشامى في المباراة المتبقية – ليس من باب تأييد الأردن – ولكن رغبة في استفادة منتخب فلسطين من حسابات الملحق، وفقا للوصفة التي اقترحها على شاشة «بي إن سبورت» محلل مغربي يتابع التفاصيل.
ما علينا، أحسن «النشامى» وهم يقومون بواجبهم وينجزون للأردنيين حلما قديما هو الوصول للمونديال، وحجم الفرحة لا يعكسه إلا البوستر الملون، الذي ظهر فيه كأس العالم بهيئة وعاء منسف مزين باللوز.
المسألة أبسط بكثير من «مؤامرة كورية إمبريالية أردنية»، و»سادتنا الكبار» من الماضي والحاضر لا يلعبون كرة القدم، لا هم ولا أرواحهم.. نقطة وأول السطر.
إيلون ماسك «الحردان»
في المقابل ليس صاحبنا حمزة العراقي «الحردان الوحيد» الأسبوع الماضي، فالملياردير الأمريكي الشهير، ووفقا لما نقلته محطة «فرانس 24» فإن إيلون ماسك بدأ يقرأ التحضيرات الورقية لتأسيس «حزب أمريكا» الجديد، نكاية أولا بالحزبين الديمقراطي والجمهوري، وثانيا بشريكه ورئيسه السابق دونالد ترامب.
لماذا لا تتفتح بالوطن الأمريكي كل الأزهار والنباتات بما فيها «السامة»؟
بكل صراحة، لا نتوقع خيرا من حكام أمريكا وأحزابها ومؤسساتها، وأملنا كبير في أن يتفوق إيلون ماسك في مشروعه الحزبي الجديد فيسحق أو يسحل الحزبين الأسوأ في التغطية على جرائم إسرائيل.
تطبيق قواعد «الزعلان ينشق» في الولايات المتحدة، وتعدد الزعامات والمرجعيات على طريقة دول العالم الثالث ووجود أحزاب بعدد الأحذية، هي حصرا الوصفات التي لطمتنا فيها واشنطن طوال عقود، وأجمل هدية للشعوب المقهورة اليوم أن يتمكن إيلون ماسك بأمواله، التي لا تغطيها الشمس من «بطح ترامب» والحزبين معا، والتقدم بخطوات عميقة وواثقة – بإذن الله – نحو مستقبل «غير مزهر» يشبه حفر أزقة مخيم الوحدات في عمان، ولا يصلح للأسطوانة المعنية بـ»تزهو بك المناصب».
أنا أميل للسيناريو القائل: ماسك مجرد «حردان» لأسباب تجارية، وما يقوله الآن منقوع «تضليل» وسيجد صديقه ترامب دربا لمصالحته على حساب «دافع الضريبة» الأمريكي.
أخيرا، إذا رغب المستر ماسك ففي إمكانه الاستفادة من وثيقة «التحديث السياسي»، ما غيرها مع نخبة عمان.