اراء و مقالات

بعد” فيديو عمون”..وما بعد “حوار الشطط”

نحن الأردنيون نخجل بحياء من التعرض علنا لمشكلاتنا ونواقصنا حرصا على الوطن

بسام البدارين
—————-
ما رصدته بعد فيديو عمون بخصوص النقاش الذي دار مع دولة ال
الأستاذ عبد الرؤوف الروابدة في منزل الأستاذ أحمد سلامة قد يكون أكثر أهمية بكثير من النقاش نفسه والمناسبة ذاتها على أهميتها .
لا ضير برأيي الشخصي من ان يثير فضولي المهني إستفزاز شخصية كبيرة لها التقدير بكل حال مثل الروابدة .
ولا ضير بالمقابل من أن يؤسس الروابدة لاحقا لجملة غاضبة او حتى ظالمة في الرد على سؤالين فضوليين ونحسب ان الغضبة هنا لله والوطن وللأردن والعرش .
لذلك وبعد الإلتقاطة الذكية المهنية في “فيديو عمون” الاهم برأيي هو تدوين وتوثيق إنطباعات في غاية الأهمية وصلتني بعد نشر وبث الفيديو عن ما أسمته عمون ب”حوار الشطط” في منزل سلامة مع الإحترام طبعا للمضيف وضيفه وللأخوة والأصدقاء والزملاء أصحاب القامات الذين حضروا تلك المأدبة الساحرة بما فيهم من قرر الصمت او جامل الضيف على حسابي وبما فيهم ايضا من إختار تعبير الشماتة في التعليق .
شخصيا لا أكن لدولة ابو عصام ضغينة .
لكن أعلم بالمقابل انه يحتفظ بضغينة ما تجاهي منذ عام 1999
فهو دائم الإعتراض على تغطيتي وتقاريري ويميل الى الرد بقسوة او غلاظة تعودنا عليها جميعا في المجالسات .
وطوال الوقت طبعا أتعايش باحترام مع ذلك حتى فهمت في أمسية على عشاء بمنزل الصديق الغالي ابو حسين – خليل عطية – نقطة الخلاف المركزية في تقييم الروابدة للنص الصحفي الذي أقترحه .
ليلتها قال لي بالحرف الواحد : ” نحن الأردنيون نخجل بحياء من التعرض علنا لمشكلاتنا ونواقصنا حرصا على الوطن ” .
السياق مفهوم لي هنا وان كنت لا أوافق على خلاصته.
لكن حساسية الأردني والحياء الوطني قيمة تحترم بكل حال ويتوسع إحترامها عندما يعبر عنها شخص خبير وذكي مثل دولة الروابدة .
بكل حال إعتدت على خط الإشتباك والمناكفة مع كل السياسيين في البلاد.
قررت مسبقا مبكرا بان أسمح لفضولي المهني بخاصية التنشيط دوما وبصرف النظر عن النتائج .
ولعل ما وصفه أحد الزملاء بالهجمة المعاكسة لشخصية من وزن الروابدة ثمن صغير أدفعه بترحاب مقابل قيمة مهنية هي عدم التسليم بالروايات لا بل تقليبها وإزعاجها لان ذلك منظوري ليس للدور المهني للصحفيين فقط ولكن لمصلحة الوطن أيضا .
بكل حال حصل نقاش ” الشطط ” ولست مهتما به الآن الا لإظهار الامتنان للمضيف الذي جامل ضيفه على حساب ضيوف آخرين وللضيف الذي خطب فينا ثم أخفق حوارنا معه .
الأهم قد يكون تداعيات ما بعد فيديو عمون التي تثير في بعضها الإستغراب وفي بعضها الآخر الفضول.
لكن في جزء كبير منها الشفقة من جهتي على الأقل.
أحد الأصدقاء من التيار القومي إعترض على جملة دولة ابو عصام الخاصة بـ” نحن في الأردن لا نتحدث الا مع الدول ” .. صاحبنا المتصل سألني بكل بساطة : ماذا عن غرفة الموك ؟.. ماذا عن مكاتب المعارضة السورية التي إفتتحت في عمان ؟.
ماذا عن مجاهدي خلق والمعارضة اليمينة والعراقية ؟.. ألم تتحدث الدولة مع كل هؤلاء ؟.
أسئلة أفرزها فيديو عمون وأنقلها للقاري الكريم فقط .
صديق وهو بالمناسبة وزير سابق سألني بنص مكتوب :كيف يقرر دولته بان الاردن لا يتعامل الا فقط مع السلطة الفلسطينية ثم يقر بنفس الجملة بان مشروع مارشال إقتصادي سيترافق مع منظمة تحرير فلسطينية جديدة مشكلة من 5 فصائل ؟
صاحبنا هنا إستفسر عن مصير أكثر من 22 فصيلا فلسطينيا 17 منها أصلا في منظمة التحرير .
سؤال يستحق النقاش وأحيله ايضا للمختص .
نقابي صديق إعترض على مقولة المضيف أستاذنا أحمد سلامة بخصوص إبعاد قادة حماس عن الأردن قائلا بان من إبعدوا مواطنين أردنيين ثم ان السبب الذي إقترحه الأستاذ لتبرير الأبعاد مضحك .. لا أنصح الا بمناقشة سلامة نفسه وقد نفعل ذلك لاحقا .
وعلى سيرة الضحك فالأكثر إضحاكا من جهتي هو ذلك الفيديو المفبرك الذي وزعه أحد او جهة ما بعد خاصية ” القص واللزق ” حول حوار ” الشطط ” مع دولة الأخ الروابدة .
عناوين تثير الضحك والشفقة معا حاولت إستجداء فبركة على تصريحات واضحة وان كانت غاضبة للرجل مثل ” البلدوزر يطيح بالتوطيني البدارين ”
هذا المسلسل التركي شاهدته مطولا على مدار 30 عاما ولم يعد يثير من جهتي إلا الضحك المقرون بالشفقة فقط خصوصا بعد 7 أكتوبر وما تلاها حيث لا حصانة عند مجانين تل أبيب لا للوطن البديل ولا للأصيل معا .
وحيث دم أطفال غزة يسيل نيابة عن أطفالنا في الصريح وفي السموع .
وحيث من المضحك المبكي الآن ان نتنابز بتلك الألقاب المعلبة في وقت الإجابة المباشرة على السؤال الذي حسم جوابه الروابدة وطبعا بطريقة لا أوافق عليها وهو: من سيجلس على الكرسي الثالث بعد الفلسطيني والإسرائيلي ؟.
لم أعد معنيا لا بالحق المنقوص ولا بالمكتسب ولا بالسلطة ولا بمنظمة التحرير الفلسطينية ولا بمن إنتخبها بقدر ما يعنينا جميعا حماية الاردن وتحصينه .
لذلك ضحكت وأشفقت على هؤلاء الذين أنفقوا وقتا ومالا على فبركة شريط فيديو جديد يحاول الإستجداء بان الروابدة كان يقصف وهو يرد على تيار توطيني فيما الحقيقة تؤكد بان الروابدة الغاضب وقتها كان يرد على ” بسام بدارين ” الصحفي الفضولي “الشكاك” كما وصفه ليس أكثر ولا أقل ومن أراد قرينة يمكن ان أحيله لإهداء أعتز به مهنيا بخط يد الروابدة لكتابه عندما وقفت مع الطابور للحصول على نسخة مدفوعة في مقر صحيفتنا الأم ” الرأي “.
——————————————-

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading