بـ«الكيماوي يا تونس»… في الأردن «فلافل وزلازل»: «العالم يحترق» ولجنة تسعير القطايف «لم تجتمع بعد»!
بـ«الكيماوي يا صدام»!
تذكرت هذا الهتاف، الذي انطلق في أزقة مخيمات الأردن وانتهى بإعدام الرئيس الشهيد بعد سنوات.
أثناء مشاهدة إصرار قناة «الجزيرة» على متابعة كل صغيرة وكبيرة في سجالات المشهد التونسي، استعدت بالذاكرة الرسم الكاريكاتوري للفنان عماد حجاج.
متظاهرون في زقاق مخيم يهتفون للكيماوي وصدام وفي الأثناء «دجاجة» تتحرك في كل اتجاه، تماما مثل بعض ما يحصل في البرلمان. رضيع بدون سروال وشبشب نسائي استعمل بتعسف ومراهق بجانب «صاج فلافل».
«بالكيميائي يا ريس»
في تونس يمكن تبديل التفاصيل والإكسسوارات الديمقراطية: مثلا بدلا من «الدجاجة» طاووس يتناسب مع حالة الذئب الديكتاتور و«طربوش» بدلا من سروال الرضيع الحافي. وعلبة «كوراسون» مكان الفلافل، وأخيرا حذاء نسائي بكعب المسمار من الطراز الذي تصادره قوات الأمن التونسية أثناء احتجاز المعتقلات والناشطات والمحاميات.
كلما راقبت فضائية تونس بحثا ولو عن «همسة» تشبه تلك الخضراء المدهشة في ذاكرتي، أخفقت ووجدت نفسي مكوما في زاوية حرجة تحت ريشة طاووس «رئاسي» يتحدث الفصحى وبتكلف شديد، موضحا على طريقة جنرالات الحزب الشيوعي الصيني أن المعارض أمامه خياران ما دام الرئيس قيس سعيد قد وصفه ب«الخلية السرطانية»، وهما: العلاج بالأشعة أو بالكيميائي.
اقتراح بناء تماما، يشبه «بيغاسوس» الإسرائيلي، الذي تخاطفته أجهزة الأمن العربية، مثل موظف غلبان في سكة حديد القاهرة حصل على راتبه للتو.
ألم تبلغكم تونس بحلة حكمها الجديدة أنها»باهية وولادة وخلاقة»؟
بعد اليوم تقترح علينا – نحن معشر أنظمة الاستبداد – حقن كل معارض أو صاحب رأي بحقنتين ، الأولى «تهمة الإرهاب» والثانية حقنة بعلاج كيماوي يهاجم خلايا «حب الوطن»، ويستأصلها من جذرها حتى يتمكن الطاووس فقط من التنفس.
في حال تعذر، أو ارتفاع سعر «مادة الحقن» يمكن الاستعانة في وقت الزلازل بالفلافل.
ما علينا. رحمك الله يا صدام حسين.
لجنة تسعير القطايف
في انتظار الاجتماع المرتقب للجنة المختصة ب«تسعير القطايف» الرمضانية الشهيرة في عمان تتحفنا قناة «المملكة» الفضائية التلفزيونية بالمزيد من الوقائع «الحنونة» المرتبطة ب«وجود خيارات» ممكنة لمواجهة مشكلة «الكلاب الضالة» بدلا من تمكين الإنسان من الدفاع عن نفسه و«قنصها» أو «تسميمها».
وزارة الزراعة – بالمناسبة نادرا ما تزرع – أفهمت الشعب الأردني مسبقا أن «قنص الكلاب» مخالفة للقانون، وعليه فمن يحاولون الاعتداء على كلاب تنهش رؤوس الأطفال والنساء الآمنات يمكن تهديدهم بالسيناريو التونسي بتاع «الكيميائي»، إن لزم الأمر أو بعقوبة لعامين سجن.
على إذاعة محلية سمعت خبيرا ينصحني وغيري: لا تنظر في عيني الكلب. لن يهاجمك.
لكن على شبكات متلفزة إلكترونية شاهدت عدة فيديوهات تثبت أن الكلاب الضالة تهاجم بكل نية وترصد، بصرف النظر عن النظر إليها.
ثمة طفل عاد للتو من مطعم فلافل هاجمه سرب الكلاب بوحشية من وراء سيارات على الرصيف. طفل آخر عاد للمدرسة والتهمت الكلاب فروة رأسه، وإمرأة شحطت في الشارع العام وسط قبيلة من الكلاب الضالة.
شخصيا، أحب الرفق بالحيوان، لكن كل هذا الدلال لـ«كلاب جعارية» جائعة مسعورة ترباية مزابل يثير القلق!
المواطن الأردني الغلبان منشغل الآن مرة بالزلازل وأخرى بالكلاب وثالثة بسعر القطايف في رمضان، والعجيب أن محطة «رؤيا» التلفزيونية تتابع يوميا الزلازل وتستضيف خبراء بالجملة، لكن الحكومة صامتة ولا تقول شيئا في الملفات الثلاثة.
الأهم هو سعر القطايف، حيث العالم في أزمة وجودية ومهدد بحرب عالمية ثالثة وبالنووي، والمحيطات تتلاشى والجاذبية «رح تلعن فاطس أبو الإنسان»، بينما الشعب الأردني على منصاته مشغول جدا بمتابعة أخبار لجنة تسعير القطايف!
العم والخال
وإلى أن يتم تثبيت سعر وطني لحلويات رمضان يمكن التسلي بتلك المقارنات، التي تكشفها محطة «فرانس 24»، وهي تحاول جاهدة إظهار «مسحة ليونة» في تصريحات كل من الرئيسين بوتين وزيلنسكي، حيث مبادرة «صينية» شتمها وشكك بها الرئيس جو بايدن عبر شاشة «سي إن إن»، حتى قبل قراءتها.
كلاهما – أقصد العم بوتين والخال وزيلنسكي – واثق تماما من النصر وحصرا قبل نهاية العام 2023 .
كلاهما يخطب بـ«جمهور مسحجين»، ويحذر الغرب ويتشدد في حال «الانهزام» والطرفان يزعمان «الرغبة في السلام»، لكن تعريفه لديهما هو «نصر وحسم عسكري على الأرض».
زيلنسكي يبشرنا بـ«حرب عالمية ونووية ثالثة»، إذا انهزمت أوكرانيا وبوتين يقول لنا ما معناه «لن ينام أحد إذا هزمنا».
إذا ترك القيصران لهذه اللهجة سنقرأ معهما قريبا سورة الفاتحة على جثمان الكون، حتى يصبح «الناتو» بلا عمل حقيقي، ولن تجد قمحات أوكرانيا أو ما تبقى منها إلا طير جارج نفذ بأعجوبة مع معارضين تونسيين من «الكيميائي النووي».
يقال عند العرب «العم ولي» وعند أهلنا البدو «الخال حزام».
يا خوفي أن العم الروسي «مخبل» عالطريقة العراقية.
والخال الأوكراني «عرضحالجي» سيهبط السروال فورا بعده إذا تم التعامل معه كحزام.
كلاهما لا يتكوم حولهما موظفون عند التقاط صورة، كما يحصل مع وزراء عمان.