«دار أمي وأبويا»… أحلى «اللهجات»… نساء غزة وتكنيس نتنياهو … وشاورما أمريكية باللحم الغزاوي!
قالتها بلا تردد سيدة فلسطينية من قطاع غزة لمراسل قناة «الجزيرة» وهي تشير إلى الركام: «إسمع.. شايف الشارع المدمر أنا شايفاه جنة»! وأضافت: «شايف شقتي المدمرة أنا شايفاها فيلا».
الكاميرا كانت تتجول بين سيدتين عادتا للتو إلى ما تبقى من ركام منزليهما في خانيونس، حيث سارعتا برفقة بضعة أطفال لتكنيس التراب بما تيسر، ثم تجميع بعض الطوب على شكل «فيلا تشبه الصمود».
السيدة الثانية جلست فوق الركام ووجهت رسالة لنتنياهو عبر كاميرا» الجزيرة» وهي تعمل على تكنيس دنس الإحتلال: «هذا بيت أمي وأبويا.. لن نغادر يا نتنياهو».
كل ما يحتاجه النظام الرسمي العربي، بعد الإصغاء للمشهدين هو ما تحدث عنه «غوار الطوشه» في مسرحية «كاسك يا وطن»: «شوية كرامة يابي بس»!
بعدها تتكفل نساء غزة، وليس رجالها فقط ب «كنس» كل مشاريع النزوح والتهجير.
من اعتقد للحظة أن السيدة التي لوحت بمكنستها البائسة، وهي تقول «هذه دار أمي وأبويا» يمكنها أن تقبل ب»كندا» وأهم.
والدول العربية يمكنها، ولو قليلا الاستثمار في لقطتي مراسل» «الجزيرة» ،حتى تعود ولو نسبيا إلى الطاولة، لأن أهل فلسطين أدرى بشعابها، والمطلوب حماية «عواصم وحواضر العرب العارية» من مصير مخيم جباليا.
لا نقول شعرا: كيف يمكن هزيمة أو تهجير شعب يجمع ركام منزله المدمر ويصنع غرفة طوب صغيرة «كي تسترنا» كما قال زوج إحدى السيدتين؟
«هي أوضه يا أفندم»! هذا ما قاله عادل إمام، في مسرحيته الشهيرة للقاضي في المحكمة.
ظروف ومناخات الاحتدام الفلسطيني الإقليمي، تتطلب من «أم بي سي» كما عودتنا في العطل الدينية، عرض مسرحيات ساخرة لنجوم النكبة القومية بتوع زمان، لأن الإنسانية اليوم في عطلة من الكرامة والحق!
« دار أمي وأبويا»
في المناسبة حتى محطة «سكاي نيوز» التي تحاول العبث بالمحتوى خدمت الصامدين والمقاومة عندما سلطت الضوء على عبارة «حسبي الله ونعم الوكيل» التي يرددها كل مواطن في غزة صغر أم كبر، كلما تعثر بقصف أو تفجير أو إحراق خيام نازحين.
أرادت «سكاي نيوز» التأشير الى أن «التحسب لله» عند أهل غزة ضد المقاومة، لكن العكس هو الأصح، فلهجة أهل غزة عموما باتت محببة وتسيطر على الإيقاع الإعلامي الكوني.
لاحظوا معي مفردة «أبويا». لاحظوا كيف يتحدث الغزي أمام كاميرا «الميادين» مثلا عن الإبادة والجريمة دون هلع وبثبات. لاحظوا عبارة التحسب إلى الله عز وجل في كل لقطة على أي شاشة، حتى أن مذيعة في «بي بي سي» رددت العبارة وخفظتها بالعربية، ثم سألت «ما الذي تعنيه؟».
شاء المصطادون في المياه العكرة أم رفضوا، شاشات الكون تتحدث اليوم بلهجة أهل غزة.
وما لا تعرفه القناة الإسرائيلية 13، وهي تسأل عن المستجدات، هو أن ذاكرة الشعب الفلسطيني»لن تنسى» ولن يسقط ما حصل من جرائم في أي تقادم بعد الآن، بما في ذلك جريمة خيانة ألم الأطفال أو التآمر عليهم من «أشقاء الجسور الإبراهيمية والتطبيع».
أهل البادية في الأردن يقولون «كل شاة معلقة بعرقوبها» .
والفلسطيني لن يكون «الهندي الأحمر الجديد». يوما ما ستعود غزة لكامل بهائها. يوما ما سنحتفل مع زميلنا في «الجزيرة» أحمد الشيخ وبمقولته، التي سعمتها منه في أحد مقاهي عمان «ستصبح سواحلنا حرة وسيسهر العرب عندنا مجانا».
وإلى أن تتحقق نبؤة الشيخ يمكن للمتخاذلين متابعة ما قالته السيدتان عن «الركام، الذي تحول إلى جنة» والفيلا التي صنعت بالطوب المطحون ل»تسترنا» فيما طائرات المجرم ومدافعه تقصف وبالذخيرة الأمريكية الحية التي وصلت كلفتها إلى أكثر من 11 مليار دولارا، حسب «سي أن أن» مجددا.
الظلم الأمريكي
رغم كل «العهر الدبلوماسي» الذي تبثه فينا زيارات المدعو أنتوني بلينكن للمنطقة، وخططه ومشاريع، لا بد أن نتذكر جميعا، وبكل اللغات واللهجات أن دافع الضريبة الأمريكي تكلف أكثر من 11 مليارا من الدولارات، وهو يمول سحق ذخائره وأسلحته للحم أطفال ونساء غزة الأبرياء.
لا خير فينا أن نسينا أو تغافلنا، فالجريمة ضد فلسطين وشعبها بالتأكيد «أمريكية» وبامتياز، حتى وإن إنشغلت السفيرة الأمريكية «المحبة للشاورما في عمان» يائيل لامبرت بتحصيل إجابة على سؤالها، الذي تتجول به بين النشامى: ندفع لكم مليارا و600 مليون دولار! فلماذا تؤيدون حماس؟
صحيح «يدفعون لنا» المبلغ لكن يحصلون مقابله على «خدمات استثنائية» وبسعر منخفض في الواقع، بينما يدفعون للإرهاب الإسرائيلي الممنهج المؤسسي خمسة أضعاف المبلغ، وخلال ثمانية أشهر فقط على حساب «الدم الغزاوي».
شخصيا، «كرهت الشاورما» فجأة بعدما أعلنت لامبرت عن شغفها بها، وإذا إستمر بعض «أهل الكرم والمناسف» باستقبالها ومجاملتها دون سماعها، وبكل صراحة ما ينبغي أن تسمعه نكون في الجهة المقابلة للحق والحقيقة ولأشواق شعب «النشامى» وتراثه.
محبة الشاورما ووزيرها يخلطان الخبز ب»اللحم الغزاوي» بينما أطفالنا صرعى وجوعى!