اراء و مقالات

طبخ «المنسف» على بركان غواتيمالا… لماذا قال اللبناني للأردني «كلكن زوء»؟ الإعلام المصري وعقدة «الجزيرة»

قناة «الجزيرة» إحدى أدوات الفوضى الخلاقة!
تلك عبارة مكررة، عندما يعلنها الإعلام المصري الفضائي تحديدا على أساس أنها اكتشاف نادر لإدانة الإخوان المسلمين.
والعبارة وردت على لسان القيادي في الإخوان خيرت الشاطر، ضمن مادة مسربة عرضت على هامش مسلسل «الإختيار3»، الذي تحتفظ به بطريقتها المسلسلات الدرامية المصرية، بالتوازي مع «رامز أكشن» في نسخته الجديدة، حيث «فاندام» على الطريقة المصرية عبر شاشة «أم بي سي» مع كل تلك الصيحات والتأوهات وسراويل الجينز الممزقة، التي تظهر على الفنانات اللواتي يصطادهن الأخ رامز.
على كل حال الحديث ليس عن موسم رامز الجديد، ولكن عن الفوضى الخلاقة، التي بثتها قناة الجزيرة.
لاحظت كمشاهد عربي محب لمصر أم الدنيا في الواقع أن الصوت تضخم فجأة والكاميرا اقتربت كثيرا من وجنتي خيرت الشاطر وهو يردد تلك العبارة عن الجزيرة والفوضى الخلاقة، ولولا ثقتي بإعلام «الهشك بشك» المبنية على تراكمات من غياب المصداقية لقلت إن خيرت الشاطر قد لا يكون قالها.
حصريا، عند تلك العبارة تضخم فجأة صوت خيرت الشاطر في الوصلة الوثائقية، ثم تلاعبت الكاميرا بالزووم.
حتى وإن قالها الرجل، حسب السياق التقني فالفرصة متاحة لاستذكار طفل وضعني جسديا مع صورتي واللباس الرياضي على هيئة «نيمار» اللاعب الكبير، ثم سألني الطفل: أستاذ هل تريد أن تظهر باعتبارك هيفاء وهبي!؟
في عالم التقنيات اليوم يحصل الكثير من العجائب، ومن يراقب محطة تلفزيون موسكو وهي ترد على ادعاءات المحطات الأوكرانية والأوروبية حول مجزرة «بوتشا» يعرف ذلك جيدا.
للجزيرة جيش من الزملاء نحترمهم، ولا يوجد لدينا مشكلة معها، إلا في تلك اللحظة التي تستضيف فيها ناطقين يبررون او يتفلسفون باسم دولة الاحتلال.
دون ذلك وكمواطن عربي أرحب بتلك الفوضى، سواء كانت خلاقة أو عبثية، التي تنتهجها قناة مثل الجزيرة، وهي تسلط الضوء على مشكلات نظام الاستبداد العربي، وفي الحد الأدنى تنقل لنا بعضا من الرأي الآخر، حتى وإن كانت لها أهداف غير مرئية فكل شاشات الاستبداد العربية تنثر فينا الفوضى بدون إبداع، وعلى رأسها شاشة تلفزيون «القاهرة والناس».

طبخ منسف على بركان

حتى «سي إن إن» نشرت النبأ العجيب «أردني يطبخ المنسف على بركان»!
الشاب الأردني، وهو في المناسبة مدون ومصور إلكتروني رفع رايتنا كأردنيين فوق بالعلالي، وهو يزور قمة أحد جبال البراكين في غواتيمالا، للعلم لا يعرف معظم أبناء شعبنا أين تقع غواتيمالا.
أحضر صاحبنا في حقيبة السفر بعض حجار اللبن الكركي الصلب واشترى لحما وطنجرة، ولاحظ عندما زار البركان أن الأهالي يقدمون القهوة والمشروبات مغلية على رماد البراكين، فقرر توثيق طبخته العجيبة مع اقتراح إلكتروني أن تستفيد وزارة السياحة من المشروع الفردي، الأمر الذي لم يحصل عمليا لأن طاقم الوزارة مشغول بدفع كلفة تذاكر طيران لتشجيع السياحة من أجل رحلات لم تحضر، فقد حضرت طائرات مدفوعة التذاكر فعلا إلى العقبة، لكنها حسب مصادرنا الخاصة خالية من الركاب.
فضائية «المملكة» هلكتنا ليلا نهارا وهي تتحدث عن «تشجيع السياحة»، لكن أحدهم ذكرني بفكرة «الفزعة» مجددا، حيث ننام ونستيقظ فجأة مع أن الأردن بلد سياحي بامتياز لنتحدث عن استقطاب السياح أكثر بكثير من توفير البيئة لهم.
تذكرت صديقنا «الفلتر الأمني – البيروقراطي- الكبير الذي رفض منح «كوافيرات أجنبيات» تأشيرة دخول للمشاركة في برنامج تلفزيوني ضخم ممول بذريعة «الارتباط المحتمل بحزب الله». أعجبني الأمر، فنشامى وزارة الداخلية يتابعون حتى كوافيرات محور الممانعة إن تطلب الأمر.
لكن النتيجة كانت وببساطة خسارة مشروع «سياحي تلفزيوني» بـ300 مليون دولار.

مصائب قوم عند قوم فوائد

بالمسطرة نفسها، فقد القطاع الطبي مليارات الدولارات، لأن موظفا ما قرر فرض قيود على تأشيرات المرضى من 4 دول عربية، حتى انتعشت مشافي بيروت وإسطنبول بزبائن الاستشفاء الذين رفضناهم في عمان لأغراض «مكافحة الإرهاب».
أحد المتحدثين لحوارية شاشة «رؤيا» طرح مؤخرا وهو يعيد تقسيم الأرزاق العودة إلى تنشيط السياحة العلاجية لأنها سحبت ملياري دولار على الأقل سنويا لمستشفيات الأردن في الماضي وعلى إلكترونيات ليبيا المتبعثرة يهاجمون القطاع الطبي مجددا.
أحد أطباء لبنان وبعد قيود أمنية على تأشيرات المرضى وقتها أرسل لزميل أردني معني بالسياحة العلاجية وعلى «واتس آب» العبارة التالية «خيي… كلكن زوء. تشددوا أكتر مع المرضى الملاعين من ليبيا، واليمن، والعراق والسودان. بيروت بتنتظرهم».
لاحقا بتاع العلاج السياحي التركي أرسل لجمعية المستشفيات شكرا خاصا على المساهمة الأردنية في «تشغيل فنادق ومستشفيات إسطنبول».
نحن باختصار قوم «ما بنحكي كلمتين» في مسائل «الأمن الوطني» ونصفق لأي نشمي يطبخ منسفا على بركان غواتيمالا ونعدكم بالإشراف قريبا على مشروع «إعداد قلاية بندورة» فوق قمة الهمالايا في انتظار سقوط النيزك الذي تتحدث عنه تغريدات الفيسبوك.
وفي انتظار التذكير بإحدى أكثر العبارات ترددا على فيسبوك «بالله عليكم… هذا شعب بينفرض عليه ضرائب؟».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى