سؤال للحكومة المصرية: «إنتم زعلانين ليه»؟ و«أبو التراث» الإسرائيلي يبحث عن طريقة أكثر إيلاما من الموت
قالها وكتبها ووثقها شاعرنا الراحل خيري منصور – رحمه الله – أي غفران يرتجى بعد كل ما يحصل»؟! ونقولها اليوم: أي غفران يرتجيه جنرال إسرائيل السفاح غالانت، بعد كل هذا القصف الوحشي؟! دجل، ما بعده دجل، من الطراز الاستثنائي، أتحفتنا به القناة الإسرائيلية 12، وهي تدير حوارا يستهدف تحليل عبارة وزير الدفاع الموغل في الجريمة، عندما يعبر عن رغبته في أن «يتولى السلطة المدنية في غزة بعد الحرب، مدنيون فلسطينيون، غير كارهين لإسرائيل»!
لو كنت – لا سمح الله – من رعايا الكيان المزيف الزائل، لوقفت بعد تلك العبارة على بوابة منزل غالانت وربطته في المرآب، وحاسبته على كل قرش دفعته مقابل الإدلاء بصوتي الانتخابي له ولزمرته. لا بد للناخب الإسرائيلي أن «يعزر» ويعاقب وزير دفاعه، الذي أحرق غزة، بمن فيها، ودمرها، وأحالها إلى ركام، وقتل أطفالها، وهم جوعى ونيام، وسحق نساءها بالدبابات، ثم يتوقع الجنرال أن يجد «فلسطينيا» من أبناء غزة «لا يكره إسرائيل»! ويمكن توليته «الإدارة المدنية». يبدو أن تجربة «محبي إسرائيل» من منتحلي صفة «الكمباردور» هي التي تسيطر على ذهن وزير دفاع الكيان. مصر: «زعلانيين ليه؟» سألني مذيع قناة «رؤيا» الأردنية، زميلنا محمد الخالدي: «أين وصلنا؟». حاولت الإجابة بصيغة سلسلة «تساؤلات بريئة استفهامية»، حتى سألت بطريقة المسلسلات المصرية، وفي كل بساطة «الجدعان في مصر.. زعلانين ليه من أهل قطاع غزة؟ إيه هو الأذى اللي لحق بمصر العروبة الكبيرة» أم الدنيا»، من مواطني غزة؟ «ليه الحصار العنيف ده»؟!
بصراحة، لم أكن أتخيل أن مثل هذا الاستفهام سينتشر بصورة عجيبة، لا بل عاصفة، عبر «إنستغرام» و«تيك توك». تلقيت مئات الاتصالات، التي تؤكد رغبة الوجدان العربي عموما بفهم «الزاوية المصرية» من مسار الأحداث في غزة، الأمر الذي يقترح على «أم الدنيا» الوقوف عنده وتأمله. لا بل تكليف زميلنا عمرو أديب مثلا، وصاحبنا «أبو شيالات» في فضائية «القاهرة والناس» البدء بتحضير إجابة. مصر، لها مكانة مستقرة في القلوب والعقول. لا أحد إطلاقا يقبل المجازفة بمصالحها أو المزاودة عليها، ولكن حقنا على «الحبيبة مصر» توفير إجابة، في الحد الأدنى، على تلك الاستفسارات الصغيرة. مثلا: كيف تقبل كبيرتنا الموافقة على قرار «لجنة تفتيش إسرائيلية» بمنع إدخال، ولو حبة «مضاد حيوي» أو مستلزمات تخدير الجراحة أو حتى أعمدة الخيم؟! أنا شخصيا لا أصدق إطلاقا أن مصر العظيمة لا تستطيع إدخال حبوب المضادات الحيوية مع شوية «كعك»، ولو من ثغرة في الجدار الإسمنتي، على طريقة ذلك الطفل البدوي المصري الرائع.
الموت ووزير تراثهم
مجددا، التزام النظام الرسمي العربي، بمقتضيات «اتفاقية فيلادلفيا» لصالح العدو مرعب! فيما وزير مختص بالتراث الثقافي، تخيلوا معي «أبو التراث» في حكومة تل أبيب، تلخص «الجزيرة» مع صورته القبيحة كلماته الأقبح، وهو يعلن «نريد طريقة أكثر إيلاما من الموت لمعاناة الفلسطينيين»؟! من قال بذلك ليس جنديا مرتزقا هنديا أو افريقيا، وليس جنرالا من طبقة «حافظ مش فاهم»، هو وزير لديه صفة دبلوماسية دولية، ويراسل» اليونسكو»، بصفته الوظيفية ومهمته – كما نعلمها – كانت ليس البحث عن «طريقة مؤلمة أكثر من الموت»، بل تزوير تاريخ «قرص الفلافل» وطبخة «المجدرة» لتبدو «عبرية»، وجمع «مدارق وأثواب فلسطينية» أصيلة، والزعم أن أصلها «يهودي». طوال الوقت يختص وزير تراثهم، حيث لا تراث لهم في الأرض أصلا، بسرقة «لحن أو موسيقى»، مثل أغنية غالانت المفضلة «هز الكتف بحنية»! وها هو اليوم يسرق من أطفالنا حتى «الموت»، فيما جماعته المجرمة تطالب، وكما قالت فضائية «الميادين» بمحاكمة نائب أردني أحرق علم الكيان في القاهرة، ويسأل أحد كتابهم: «كيف سمح الصديق المصري بحرق علم إسرائيل؟»! أحرقوا لحم أطفالنا! قتلوا أمواتنا مرتين! منعوا عن شعبنا الدواء والماء والكهرباء و»الشبيس»! قصفوا كل شيء في غزة، الطير قبل الشجر، والحجر، ثم يحضر أحدهم لـ»تخويفنا» من طرح سؤال صغير عن استجابة مصر غير المفهومة لمقتضيات الحصار الإجرامي، فيما يقف نقيب الأطباء الأردني عاجزا أمامنا عن «فهم» كيف أخفق، مع اتحاد الأطباء العرب والصحة العالمية ونقابة الأطباء المصرية، في إقناع سلطات القاهرة أن «السوار الخشبي الطبي»، الذي يستخدم في «كل حروب الدنيا» لتأجيل موت المصاب بكسر عظام، أو تأجيل بتر الطرف «لم يمنع إطلاقا في تاريخ البشرية»، خلافا لأنه لا يمكن استعماله، إلا لتحريك كمية راكدة على النار من «أي حساء»!