«سنيورة اسبانية» تعلن الحرب على «شلة إبراهام»… وفي الأردن «تكنيس تحت سجادة الجامعات»
يستحق المسؤول الأكاديمي، الذي ظهر على شاشة التلفزيون الرسمي في الأردن منتصف الأسبوع الماضي موجة حارة من «التصفيق»، بعدما أشاد بما سماه «عملية انتخابية ديمقراطية سارت بهدوء» لانتخاب مجلس اتحاد الطلبة في «أم الجامعات».
لكن بعد «التصفيق» يمكن إطلاق وجبة من «التصفير الاحتجاجي»، لأن «ما لا تقوله الكاميرات» وحصرا كاميرات محطتي تلفزيون الحكومة وقناة «المملكة» قد يصبح «أكثر أهمية» من ترديد تلك الأسطوانة عن «عرس انتخابي سار بهدوء».
لا يريد من أدار تلك الانتخابات الطلابية في معقل العلم والثقافة ومصانع الوعي أن يفسر لنا الأسباب التي أدت لوجود «حصان الدرك» إياه أثناء العرس الانتخابي داخل حرم الجامعة، وهو لمن لا يعرفه عربة آلية مدرعة ضخمة مخيفة تنتج الهدوء في نفوس الأردنيين، عندما تقف خارج حاراتهم في المشكلات العويصة ولم تصمم بتقديري لردع منافسات الطلبة داخل الجامعات.
لم تبلغنا إدارة الجامعة – قدس ألله أسرارها – كم عدد عناصر الشرطة والأمن من مختلف الأجهزة الذين كلفوا بـ»الإشراف» على انتخابات اتحاد الطلاب ولا – وهذا الأهم – السبب.
ما الذي تخفيه في الجامعات تلك «الابتسامات الصفراء» على شاشة التلفزيون لمسؤولين أكاديميين، واجبهم «مناقشة الوقائع» لا نفيها؟
لماذا تحتاج جامعة مميزة وعريقة لعدد ضخم من رجال الأمن أصلا يوم الانتخابات التي يمكن إجراؤها إلكترونيا وفي نصف ساعة، وعلى الهاتف الخلوي؟
كنس تحت السجادة
ثمة بوضوح ما أراد البعض «كنسه تحت السجادة»، ويحصل في الجامعات فيما كانت فيديوهات الطلاب أنفسهم تكشف المكنوس، وهي تبث مشاهد مؤملة لطلاب غاضبين «يرجمون بالحجارة» كل المباني والتجهيزات التي «أفلس» آباؤهم وأجدادهم وهم يؤسسونها من أجلهم.
هوجمت كليات ومقرات. ضرب طلاب زملاءهم، واحتك البعض برجال الأمن. ظهرت مجددا «أعلام عشائرية « وأهازيج «مناطقية» تتحدث عن «قلع عيون».
يا سادة يا كرام. لا ينفع الوطن «إخفاء الحقيقة» وراء كاميرا التلفزيون الرسمي.
ثمة «هويات فرعية» تظهر بكثافة وسط طلاب أعرق الجامعات، التي يراد لها أن تكون منارة معرفية في مغادرة الهوية الفرعية.
الشمس لا يمكن تغطيتها بغربال اللف والدوران، الأفضل للجميع أن نبدأ بطرح «الأسئلة الأصعب» لكي نعرف كيف ولماذا ومن زرع تلك «الفتنة» في عقول وسلوك أولادنا في الجامعات؟
غير معقول أن نسمح باحتجاج طلاب لأنهم راغبون في الحصول على «حصة للمنطقة أو العشيرة أو المكون» وليس للأحزاب. وغير مقبول أن يبقى طلاب الاتجاه الإسلامي وحدهم في منطقة «الهوية الوطنية الموحدة» يتجاوزون كل ما هو فرعي، ثم نجتهد في شيطنتهم؟!
حصان الدرك على الأرجح «شاهد وراقب» كل عملية الكنس تحت السجادة.
وقادة أكاديميون للأسف إما حملوا «المكنسة» أو يأمرون بحملها.
دياز الإسبانية
«فلسطين من البحر إلى النهر». قبل تركيز قناة «الجزيرة» على الوزيرة الإسبانية بولاند دياز، التي أعلنت ذلك وهاجمتها القناة الإسرائيلية 13 تذكرت أن آخر مرة سمعت بها تلك العبارة في الواقع قبل 25 سنة، وعلى لسان المشرع الإسلامي البارز الدكتور محمد أبو فارس، رحمه ألله.
يومها لم تكن فضائية «اليرموك»، التي أوقف بثها مؤخرا في عمان قد ولدت، وعندما طالبت الشيخ بـ»توضيح عملياتي» لكيفية تحقيق الهدف تحدث عن «رصاصة أو مقوارة كوسا أو سكين مطبخ» لعملية تحرير فلسطين.
على الأقل اليوم لدى الشعب الفلسطيني «كوع ملغوم» في جنين و»الياسين 105»، التي قال فايز الدويري على شاشة «الجزيرة» إنها «أجهزت على أسطورة الميركافا4».
لا نعرف بصورة محددة لماذا استعارت الوزيرة الإسبانية مقولة تحارب عمليا «شلة إبراهام»، خصوصا وأن غرفة الأخبار في قناة «سكاي نيوز» مصرة على تقديم سلسلة أنباء وبرامج تحاول إقناع الشعب الأردني أن «سيطرة إسرائيل الأمنية على الأغوار» أفضل من «دولة فلسطينية» على أكتاف مملكتهم!
نحمد الله أن أردنيا واحدا شغفه حب الظهور على قناة «سكاي نيوز» فقط 3 مرات مؤخرا بهدف «التحريض على حركة حماس»، التي كان عضوا فيها أيام زمان.
ونحمد ألله أننا كحراس لأكناف «بيت المقدس» نخفف ضغط قناة «سكاي نيوز» علينا باستيراد رموزها للتحكم في «إعلامنا الوطني»، طيب ألله ثراه، أو بنشر تسريباتنا التي ننتقد فيها محمد ضيف، وهو تحت الأنفاق رغم أن 5 آلاف مسيرة لـ7 دول كبرى لم تصل إلا لحذاء يحيى السنوار وتحديدا «الفردة الشمال»، حتى الآن، وبعد ثمانية أشهر من حرب ضروس.
نعود للسنيورة الإسبانية لنكتشف أنها تعاند بطرحها ما نسمعه من غثاء على بعض الشاشات الإبراهيمية، وكأنها تقول لنا إن «تمكين» إسرائيل المجنونة حاليا هو الوصفة الأسهل للحفاظ على الصحة العامة.
وزير خارجية إيرلندا اختصرها من الآخر عمليا، وهو «يلوم رموز اتفاقيات إبراهام» قائلا «نسيتم الشعب الفلسطيني».
حسنا، احتاج الكون لـ»تذكير». لعل تلك القيمة النضالية الفائضة في منتج ومنجز «7 أكتوبر».
سألتني زميلة فرنسية حضرت من بيروت مؤخرا: تؤيدون المقاومة وتجازفون بالاقتصاد الأردني؟
رددت عليها بعفوية غريبة.. «أي اقتصاد؟»!