قصتي مع “أول رد سعودي”..السيجارة والإمارة
كان يمكن ان أصنف أنا قبل غيري ما سمي ب”أول رد سعودي على تقرير بسام البدارين” بمستوى “الفطنة والذكاء” والاداء المهني لولا أن الزميل الموصوف بانه “دبلومسي سعودي” هو السيد عبد السلام العنزي “إتصل” هاتفيا بالزملاء في بعض المواقع ليلفت نظرهم ل”الرد” إياه.
ما اقوله عموما “الرد الذكي” يفرض ايقاعه ونفسه وتصل رسالته بدون “إتصالات هاتفية” تسبقه .
لكن ..ما علينا.
شخصيا لم أجد “ردا” من اي نوع.
كل ما في الأمر بان الأخ العنزي وهو محترم بكل حال مارس حقه وواجبه بإعادة نشر صور تظهر سمو السفير الامير السعودي يستقبل بود سمو أميرنا هاشم بن الحسين في بدايات شهر رمضان المبارك.
نشر الصور مهم اكيد .
لكنه لا يرد فعليا على الملاحظات الاساسية التي تحدث عنها تقريري في القدس العربي بعنوان” سيجارة أم رسالة؟” وبينها ما هو أعمق وأهم بكثير من مجرد صورة أو سيجارة.
بكل صراحة قلتها سابقا وأعيدها : لا توجد لدي اي مشكلة من اي نوع لا مع الأخوة في المملكة الشقيقة ولا مع سمو الامير السفير ولا مع عطوفة الاخ العنزي او مع اصغر موظف في سفارة المملكة.
كل ما في الامر وبإختصار مهني مكثف:تصدر عن حركة سمو السفير النشط والمقدر “أخبار مهنية” مثيرة للجدل وتتعلق ببلادي في ظرف اقليمي وسياسي حساس للغاية..ما أفعله بإختصار”إصطياد ثم تسييس” هذه الأخبار.
قواعد وأصول المهنة تسمح لي بذلك ..قواعد العمل الصحفي في بلادي تسمح به ايضا ما دمت لا اسيء وأذكر الحقيقة كما حصلت وأعلق عليها.
لو خففت سفارة الاشقاء من نشاطها وحراكها بإختصار لما نشرت أخبار عنها.
اعلم مسبقا بأن هذا السلوك المهني لا يعجب او يزعج أحيانا الزميل العنزي وغيره لكن ذلك لا يعني شيئا لإن تقاريري وتعليقاتي تزعج كثيرين في بلدي وحكومتي وليس لدي اي سبب للمجاملة على حساب المعلومة والمهنة .
واعلم ايضا بأن الاشقاء في السعودية “غير معتادين” على الرواية الصحفية المستقلة للأحداث ولا يؤمنون اصلا بوجود مساحة من حرية النشر والتعبير في الاردن…هذا شأنهم ونحترم خياراتهم عندما تتعلق ببلدهم.
مجددا أزعم بان بوصلتي دوما مصلحة الأردن وأمارس حقي في التغطية المهنية للأحداث…طبعا يبقى ذلك مجرد “زعم” مني لكن الموضوعية وصدقية النشر ومهنية التناول يمكن قياسها وإختبارها خصوصا وان الاخ العنزي – على ما علمت- إعلامي سابقا ويعرف ما الذي يحصل في غرفة الاخبار.
ومجددا ايضا: لدي كصحفي مستقل أسئلة تحتاج ل”جواب سعودي” وليس على طريقة الزميل علي العلياني مع عمرو العبداللات وأزعم بانها اسئلة تمثل شريحة واسعة من الاردنيين ومثلها من العرب والفلسطينيين والمسلمين.
امام اي دبلوماسي سعودي محترم ومهني خياران لا ثالث لهما: تقديم أجوبة مقنعة ومنطقية تعكس عمق الدولة السعودية الذي نعرفه وتحاور الناس وتناور في “الثابت” السعودي وبالتالي تجنب “فراغ الرواية”.
أو اللجوء لأسلوب “غير ذكي” وتفعيل ماكينات “اللوبي” وإتصالات الفجر بالتوازي مع الاسهل دوما على اي شخص لا إجابة عليه وهو التشكيك بالنوايا والإدعاء بأني او غيري “مدفوعين” مرة من “أجندة قطرية” واخرى من “مخابرات الصومال” مثلا.
رغم اني موجود واستقبل كل الاتصالات والتزم بنشر “حق الردود” ويمكن إختبار “مهنيتي” ومحاورتي وقياس إلتزامي بالرأي الاخر.
أخيرا اعيد التاكيد على اني زرت السعودية أكثر بكثير من اي بلد خليجي آخر بإستثناء الامارات.
وأدعم علنا مشروع “الإنفتاح” العملاق والمهم ثقافيا وإجتماعيا بتوقيع سمو ولي العهد وأحن كغيري من محبي السعودية في بلدنا للعمق السعودي القديم .
وكل ما لدي بعض الأسئلة فقط يمكن التحاور والاجابة عليها إضافة لجملة معترضة بعالي الصوت عنوانها:لا يملك أحد في هذا الكون الحق بالتبرع بفلسطين لليهود ولا بالتعامل مع بلدي ومملكتي ودولتي الاردنية على اساس انها “مجرد جغرافيا” حتى عندما يعجب ذلك بعض المسئولين والسياسيين والاعلاميين الاردنيين او حتى عندما يعجب الدولة والمؤسسات.
أما صاحبنا العنزي فنصحيتي له ..”إلعب غيرها”.