اراء و مقالات

هدوء «الحوثي» الغامض ودموية خصومه ومنهجية «الأمة- الملطشة»

يلفت النظر الهدوء الشديد الذي يحيط بالمكان عند تسجيل حديث متلفز لعبد الملك الحوثي، صاحب الرأس المطلوبة من عدة دول عربية وخليجية.
كل ما يفعله الشاب الغامض متزنرا بخنجره ونظراته الحادة الجلوس ثم التحدث على طريقة الفضائية السورية، دون أدنى إعتبار للمقصلة التي تستهدف رقاب الأطفال في بلاده بسبب مغامرة السيطرة على الحكم.
في الأثناء تتولى شبكة فضائية “المسيرة” الترويج برفقة شاشة “الميادين” اللبنانية دوما.

الجنون في اليمن

الجنون في المشهد اليمني أصبح معتقا، ولا نذيع سرا إذا قلنا، كمواكن عربي، إن من يقاتلون الحوثي العنيد في بلاده ليسوا بالتأكيد “أكثر رشدا” من جماعته، فالحرب اليمنية أصبحت “ملوثة جدا وللغاية”، وينبغي أن تتوقف.
طبعا لا يمكن قبول فكرة أن يقصف الحوثي في العداء والخصومة “غرباء وعمالا آسيويين”، ردا على قصف عبثي للإبرياء ثبت أنه يزيد من “إمكانات” الحوثيين العسكرية ولا ينقصها.
مدن العرب يدمرها أولادها وفي كل مرة بالصواريخ الإيرانية أو القذائف الكورية أو السلاح الصيني والذخيرة الروسية.
وفيما لا نفهم سر “هدوء الحوثي” على شاشات الفضائيات، لا يمكننا استيعاب مبررات الحاجة عند دولة خليجية عربية كانت دوما “محايدة” لإصدار “بيانات عسكرية” والدفع بالدم نحو الهاوية، وبطريقة لا يستفيد منها إلا المشروعين الإيراني والإسرائيلي المتلاعبين بكفاءة بالنظام الرسمي العربي، وكأنه عبارة عن “ملطشة” على شكل “كرة تنس” وظيفتها “الإصطدام بذاتها” فقط قبل “الإنتحار”.
الصراع في اليمن مدعاة لكل مشاعر “الخجل” والعبث.

كباب وسجائر

قالها ببساطة وفي صيغة مستفزة، متحديا بعد مناسبة اجتماعية بالصدفة: أتحداك أن تعطيني اسم شخصية أردنية واحدة مهمة لم أقابلها أو أصادفها على مائدة رجل الأعمال المسجون؟!
طبعا، لا أعرف مواصفات “الشخصية المهمة” المقصودة هنا.
لكن صدمني السؤال، وقد كانت فضائية “رؤيا” للتو تعيد تكرار نشر الخبر الذي يتحدث عن حكم بالسجن لمدة 22 عاما بحق من وصف إعلاميا ب”إمبراطور السجائر”، الذي دفع رئيس وزراء يوما للوقوف أمام كاميرا التلفزيون الحكومي، مشيرا إلى “سنكسر ظهر الفساد”، فيما كانت الزميلة الوزيرة، التي ظهرت آنذاك حتى على شاشة الحقيقة الدولية وهي تلمح لرؤوس كبيرة قيد السقوط.
بصدق راقبت قضية التبغ والسجائر من الألف الى الياء كمواطن وأحد الأسباب هو الفارق في الطعم والنكهة لا بل وفي اللذة بالنسبة لي كمدخن بين السيجارة المزورة والأخرى الاصلية. قلتها آنذاك وأعيدها أعجبتني السيجارة التي قيل لنا إنها مزورة.
لكن ذوقي في التدخين لا علاقة له بكل القضية، فقد خذلني تجار السجائر الكبار الشرعيون عندما اختفى الصنف، الذي اعتدت عليه منذ عامين دون سبب مفهوم.
أخيرا وللتذكير فقط أخفقت في الاجابة على سؤال التحدي المشار اليه سابقا بعد ما اخترت عدة أسماء وعلى ذمة الراوي تبين أن عددا كبيرا من المسؤولين والبرلمانيين والموظفين الكبار، وأحيانا السياسيين وغيرهم تمتعوا يوما بما لذ وطاب على مائدة صاحبنا. صحتين وعافية، فالمسألة في النهاية لا تزيد عن سهرة وناسة لطيفة وسيخين كباب أو صحن”حوسة” على الطريقة البلدية من الطراز، الذي يؤدي إلى إغماءة وطنية.

«ريان» بين القاع والقمة

أدهشتنا مذيعة أخبار محطة “العربية”، وهي تسأل المراسل المغربي في ميدان، محاولة إنقاذ الطفل “ريان:” لماذا تستخدم الأنابيب في الحفر؟ يجيب المراسل: لا توجد أنابيب فالمياه ممنوعة.
المذيعة أصرت: على الشاشة صور للأنابيب للآن. يرد المذيع” أوصفيها لي”؟
بعد “ملاطشة نقاشية” على الهواء يتبين المراسل أن المقصود تلك الكتل الخرسانية العملاقة المغلقة، التي تمنع إنهيارات التربة.
لتلك الأنابيب بطبيعة الحال اسم بالنسبة للمغربي وآخر مختلف بالنسبة للمذيعة الزميلة اللبنانية، مما يلفت النظر لأزمة المفردات واللهجات على الهواء.
نفهم أن الكاميرا فضولية ولو أتيح لها التمترس في خوذة رجل انقاذ والتسلل لما امتنعت.
لكن ما نفهمه من حكاية الطفل “ريان”، رحمه الله مسألتان:
الأولى أن السؤال على الهواء وأثناء البث ينبغي أن تدرسه غرفة الأخبار والتحضير جيدا حتى يفهم المشاهد.
والثانية أن قصة “ريان والعتمة في جوف الأرض” تثبت مجددا وبعدما اجتمعت شعوب الأرض وراء الشاشات للمتابعة وهم حكاية التجاذبات والخلافات بين الحكومات.
لعن الله السياسة وشقيقاتها. طفل ارتقى من جوف الأرض في خمسة أيام وحده قدم لنا الدليل على “تهافت وكذب” كبار السادسة وفي كل مكان، فالمغرب كدولة وشعب حملهما معه طفلنا إلى قمة الأضواء والفضاء، كما لم تفعل كل حكومات التداول والتداور الصالحة فقط في رأيي للتدوير فقط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى