مقتدى الصدر وهو يشتكي «تخمة الشيعة» للإمام علي وتونس «بجنسية فرنسية» وعمان اكتشفت «عالمها السفلي»
قالها المتخصص في علم الاجتماع والوزير السابق، الدكتور صبري اربيحات، بوضوح ومن الآخر وعلى شاشة فضائية «رؤيا»: نريد أن نعرف من هو المتنفذ أو المتنفذون الذين يديرون الأندية الليلية.
أجزم شخصياً بأن سؤال اربيحات استفهامي، رغم أن المذيع في محطة «رؤيا» حاول استدراجه مرتين على الأقل إلى الاستنكار.
يبدو لي شخصياً أن المجتمع الأردني يرفض الإقرار بفكرة وجود عالم سفلي في عمان أو غيرها من المدن، خصوصاً في فترات ما بعد منتصف الليل.
ضمن حملة تسريب الوثائق والصور وأشرطة الفيديو التي يمكن القول إنها ناتجة عن صراع بين أجهزة ومؤسسات أو أشخاص في أجهزة.. اكتشف الأردنيون ليس فقط وجود أندية ليلية عندهم؛ فتلك جزئية لا يدينها العقل العام، ولكن وجود مظاهر بلطجة وجرائم وانحراف ومهنة دعارة، وبدون متابعة أمنية لما يحصل في تلك الأندية.
وأجزم بأن النخبة الأردنية في غالبيتها لا تعارض وجود كازينوهات أندية ليلية وبارات حضارية وملتزمة بالقانون وحصلت على الترخيص اللازم وتخضع للرقابة بصيغة تفيد الدخل السياحي.
لكن مخدرات وأصحاب أسبقيات وفتيات أجنبيات دخلن البلاد بصفة فنانات، هي مسألة أخرى لن تجد أحداً يوافق عليها.
يكشف الدكتور اربيحات، في مقابلته التلفزيونية، سراً من النوع الذي يشعر به المرء ولا يلمسه، فأي نشاطات في تلك المرافق خارج القانون ترعاها وتدعمها وتمولها وتستخدمها شبكات متنفذين على الأرجح.
مقبول وجود مرافق سياحية جاذبة من هذا النوع على أساس محترم وحضاري وقانوني، لكن مرفوض تماماً أن يطل أحد المسؤولين عن الأمن لكي يبلغ الأردنيين، وبكل بساطة، بأن عدد المرافق المرخصة 23 فقط، بينما اكتشفت لجنة أمنية أن أكثر من مئة مرفق غير مرخصة، ما يعني أنها تدير ذلك العالم السفلي والسري الذي يكشف عن وجهه القبيح لمدينة عمان.
الصدر و«التخمة»
أكثر ما يثير الدهشة في اعترافات واعتذارات مقتدى الصدر الأخيرة للإمام علي، كرم الله وجهه، هو أنها تستلهم صورة ما تبثه فضائية «أم بي سي» لكثير من الأفلام الأمريكية عن ذلك الرجل الذي يقرر فجأة الاعتراف للكاهن.
حديث الإمام مقتدى الصدر مع الإمام علي تحول إلى مادة إعلامية مثيرة تطلبت برنامجاً حوارياً فقهياً على محطة اسمها التقوى، وإشارات إخبارية بالجملة تحت أسفل الشريط على «الجزيرة» و»سكاي نيوز» و»البغدادية».
مثير جداً أن تتضمن تلك الاعترافات النادرة للإمام علي، كرم الله وجهه ورحمه، الاعتذار عن التخمة حيث الشعب الشيعي في العراق جائع وقادته متخمون.
يبدو لي أن الحديث عن التخمة تحديداً في هذا النوع يعكس ملاحظات جذرية للصدر ذات بعد سياسي في الأساس، ولها علاقة بحيتان الفساد الذين سرقوا ونهبوا العراق، في الوقت الذي كانت فيه المرجعية الإيرانية الشيعية تجلس في دائرة صمت القبور، مع أن حكام العراق الجدد ثاروا ضد نظام اتهموه بالديكتاتورية والفساد.
سياسياً وكمواطن عربي محب للعراق وللشيعة ولا يؤمن بالحقن الطائفي، أحب أن أذكر الزعيم الصدر بأنه شارك في حفلة التخمة، وتواطأ سابقاً مع المشهد، وصمت على عملية النهب التي أخرجت بلاده من السكة، ولم يشارك بجهد حقيقي لإقناع البشرية بأن النظام الجديد المصنوع في دوائر واشنطن وطهران بكل حال هو نظام للرفاه الاجتماعي ينقل أحد أشرف وأفضل شعوب العرب وعراق الخير والثروات إلى المستقبل.
يبدو لي أن الصدر، مع حفظ واحترام كل ألقابه، رصد تخمة حكام العراق الجدد، وتقصد -لأسباب مفهومة طبعاً- الامتناع عن رصد تخمة المقربين منه وجماعته والمسلحين منهم.
كما صمت عن تخمة ما نهبته إيران من مقدرات الشعب العراقي، في الوقت الذي كان فيه هذا الشعب يلطم شكراً لله وللإمام علي على إسقاط النظام الدكتاتوري السابق.
أي عراق يتحدث عنه الصدر اليوم ؟.. وأي عراق نشاهده اليوم بعدما رحل الدكتاتور الشهيد صدام حسين.
تونس وجنسية الشاهد
هل أخفى يوسف الشاهد، رئيس وزراء تونس، «جنسيته الفرنسية» ثلاث سنوات عن الشعب فعلاً؟
تحاول محطة «فرانس 24» البحث عن جواب محتمل حول هذه المسألة وهي تعيد إنتاج التغطية اليومية لتحضيرات الانتخابات الرئاسية التونسية المثيرة بحد ذاتها.
لوكنت –لاسمح الله كالعادة- مكان الشاهد، لقلت لمن يتهمني بإخفاء «جنسيتي الفرنسية»: لم يسألني أحد أصلاً حتى أتقصد إخفاءها؟
شخصياً، أهتم بتونس هذه الأيام لعدة أسباب، من بينها أني زرتها مؤخراً ولمست مباشرة «كم هي حائرة».
ومن بينها اهتمامي بشخصين: الأول الشيخ عبد الفتاح مورو، الذي حاورته لخمسة أيام .
والثاني أني بدأت أستمتع أكثر بما تحرص محطة «رؤيا» الأردنية على بثه من أغاني الفنان الكبير بتاع «خذوا المناصب»، لطفي بشناق.
هل يترك الفرنسيون «الوطن التونسي لأهله»؟..أشك في ذلك طبعاً، لكن حمل رئيس وزراء الجمهورية لجنسية دولة أجنبية ولمدة سنوات ثلاث «خبرعاجل» بالنسبة للمصدومين.
أزعم مسبقاً بأن حصة فرنسا في تونس أكبر بكثير من مجرد وثيقة رقمية ومواطنة في جيب رئيس الوزراء، فالشاهد رجل يستعد لانتخابات رئاسية، وهو الذي أفصح علناً عن جنسيته الفرنسية ولم يسأله أحد عنها سابقاً.
كل موجات القلق على المشهد المقبل يمكن تلمسه من الوصلات الحوارية الحائرة على شاشة الفضائية التونسية، ومن تلاحُق الأخبار بقسوة عن العمة، وموقف الغنوشي، وقصة ترشح الراقصة وخلفها الطبال.