إسلاميو الأردن و«أخونة» حراك المعلمين: لا هاتف ولا قصاصة ورق ولا «واتساب»… والعضايلة ضاحكاً: 800 مليون أم «خمسة قروش»؟
«القدس العربي» تقرأ المشهد الوطني بمعية قائد «جبهة العمل الإسلامي»
يفضل الأمين العام لأكبر أحزاب المعارضة في الأردن والقيادي في جماعة الإخوان المسلمين، الشيخ مراد العضايلة، قراءة التداعيات المتعلقة بأزمة المعلمين الأخيرة باعتبارها «فرصة ناعمة» لتبريد المناخ العام والعودة إلى قواعد اللعب النظيف والمفصلي في مسيرة الإصلاح.
الشيخ العضايلة، وهو رئيس حزب جبهة العمل الإسلامي، لديه ثقة بأن شرائح المعلمين وكل من يدعمهم في المجتمع الأردني حريصون جداً على استقرار البلد، لا بل حريصون على النظام السياسي ويريدون إصلاحاً ناعماً بعدما تبين لهم ومن منطلق تحليلي للمشهد عدم رضا المجتمع عن مسار الدولة وبعض الإجراءات والقرارات وعن الطريقة التي تدار فيها الأمور.
مقابل إخفاق أعلام الدولة يمكن اعتبار إضراب المعلمين نواة لحركة مجتمع، ومن الصعب التعامل مع ما يجري باعتباره حراكاً يخص المعلمين فقط في هذه المرحلة. ما يجري برأي الشيخ العضايلة هو تعبيرات مدنية ودستورية محترمة تقول لأصحاب القرار بأن المجتمع يطالب بالإصلاح الناعم، وشغفه على استقرار النظام السياسي والبلد لا يقبل المزاودة.
يشعر الشيخ العضايلة، في حديث مباشر لـ»«القدس العربي» بأن شيطنة مظلومية معلمين ساعين للإنصاف والكرامة، ثم أخونة نشاطهم بهدف تشويه الحركة الإسلامية، ليس أكثر من خطوات غير مقنعة ورواية من الصعب بيعها، وإن كان الهدف التغطية على العجز والفشل الحكومي في إدارة الأزمة مع المعلمين، خصوصاً أن نقيب المعلمين الراحل الدكتور أحمد الحجايا رحمه الله أبلغ رئيس الوزراء في شهر رمضان الماضي، وخلال أحد الإفطارات، بأن نقابة المعلمين ستعتصم في الخامس من أيلول وبعد انتهاء موسم الامتحانات.
ينظر العضايلة إلى حراك المعلمين باعتباره اليوم حراك مجتمع يعبر عن ألمه، وأي قراءة خارج هذا السياق مضللة وتحاول تزييف الواقع.
ويرصد بعض القصص الوهمية والسطحية التي تقال عن دور الحركة الإسلامية في رعاية وتغذية ورواية قصة المعلمين وأزمتهم التي يروجها إعلام بائس يحاول التغطية على الحقيقة، وهي حقيقة تقول بأن الأردني اليوم يعبر عن ألمه، وبأن الهيئات العامة في الميدان هي التي تقود هذا التعبير المدني الحضاري وليس أي إطار أو تنظيم أو حزب.
يعتبر العضايلة أن الحديث عن موجودات بقيمة 800 مليون دينار وأكثر تخص جماعة الإخوان المسلمين فرية مضحكة، ليس لأن جمعية المركز الإسلامي الخيرية تسيطر عليها أصلاً الدولة اليوم، ولكن لأن كل الموجودات بما فيها العقارات وقطع الأثاث التي تم تمكين جمعيات أخرى من السيطرة عليها لا تزيد أصولها عن خمسة أو ستة ملايين دينار، فيما لا يملك الإخوان اليوم حتى «خمسة قروش».
مضحك أكثر بالنسبة إلى العضايلة الحديث عن اجتماعات للشيخ همام سعيد في تركيا، لأن الشيخ حضر مؤتمراً علمياً شارك فيه أيضاً المراقب العام الشيخ عبد الحميد ذنيبات. وبالتالي، لا يقل إضحاكاً الحديث عن تمويل للحافلات التي نقلت المعلمين بين المحافظات يوم الاعتصام المقموع بالحل الأمني، لأن المعلمين لن يقبلوا ذلك أصلاً حتى لو توفر من الحركة الإسلامية أو غيرها.
وهو يكشف النقاب عن أن نقابة المعلمين تضم ثلاثة فقط ينتمون للحركة الإسلامية من أصل 15، وبأن هؤلاء الثلاثة وزملاءهم في مجلس النقابة قالوها، بوضوح ومن البداية، بأن المسألة ليست سياسية بل مهنية ونقابية.
كما يكشف أن من يسعى لتسييس مطالب ومظلومية المعلمين هم أصحاب الرؤية الرسمية التي تطالب كحزب سياسي وتيار بالتدخل أصلاً.
ولعلمكم – يشرح العضايلة – نقابة المعلمين لا ترحب بتدخلنا أصلاً .. وأعضاء مجلس النقابة يرفضون حتى الرد على اتصالاتنا الهاتفية، وقد أوصلوا لنا مبكراً الرسالة التي تقول «لا تتصلوا بنا.. ولا حتى تزورونا»، وبالتالي الحديث هنا عن مسألة نقابية ومهنية يحرص أصحابها قبل غيرهم على عدم تسييسها.
ومن غير المعقول أن جماعة الإخوان المسلمين تستطيع التأثير في شريحة قوامها نحو مئة ألف معلم منتشرين في المواقع كافة وكل المحافظات.
يشك العضايلة في أن نائب نقيب المعلمين ومجلس النقابة يستطيعان أصلاً التغريد خارج سرب الهيئة العامة للمعلمين، ويعتقد أن أي طرف في النقابة سيحاول الخروج عن إجماع الهيئة العامة التي تقود الميدان سيتلقى رداً صعباً وعنيفاً، وذلك ينطبق على نائب النقيب الذي ينتمي للتيار الإسلامي.
استقبلت نقابة المعلمين وجهاء، وشيوخ عشائر، ونواب برلمان، ووفوداً من كل مكونات وشرائح المجتمع. وفي مقاربات العضايلة، من الصعب عدم وضوح ذلك لمن يقرأ المشهد، فالمعلم يقول هنا عبر ممثليه بأن مطالبه مهنية ونقابية فقط وعابرة للأجندات السياسية. لذلك، رفضت النقابة حتى تدخل نواب كتلة الإصلاح البرلمانية القريبة من التيار الإسلامي.
لا يوجد ما يقلق الحركة الإسلامية في الرواية الخبيثة التي يحاول البعض بيعها في الإعلام بعنوان شيطنة أو أخونة مطالب المعلمين، فالمسألة تتعلق في الإخفاق الواضح في إدارة الأزمة.
والشيخ عضايلة يبدو واثقاً من عدم وجود حتى ولو اتصال هاتفي أو قصاصة ورق أو رسالة «واتساب» يمكن أن تؤسس لسيناريو العلاقة بين ما يريده المعلمون اليوم وبين التيار الإسلامي أو مؤسساته وقياداته.
وعليه، لا يوجد – في رأيه- ما يبرر القلق من بعض الأكاذيب التي ترددها منصات بائسة، وعندما تسأله «القدس العربي» مباشرة يعود إلى المقولة التي تتبنى، تراثياً، ما يلي.. «آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه».