«الكومبرادور» ترامب و«الفيروس الصيني»… الأردني «ملوش حل» عند العناق والتقبيل
لا نعرف سببا يدفع وزيرا في حكومة حصلت للتو على كامل ولايتها العامة في قانون دفاع لاصطحاب «طاقم تلفزيوني« أثناء القيام بمهمة بيروقراطية بائسة وصغيرة جدا من نوع «إغلاق مطبعة«، بتهمة مخالفة تعليمات الإغلاق.
تماما مثل «الديك» وضع وزير العمل الأردني الفاضل «كمامة» من فئة النجوم الخمسة وخلعها عند الدخول لمقر المطبعة وأمر بإغلاقها للتو، رغم أنها متخصصة في طباعة أغلفة الأدوية.
هذا الإجراء، الذي بثته محطة «المملكة« كان يمكن أن يتخذه أي موظف صغير في الوزارة.
وزير مالية لطيف
لو فعلها السيد الوزير، بدون كاميرات لصفقنا له.
حتى اللحظة لا نعرف لماذا قرر معاليه خلع الكمامة عندما ظهر على الشاشة وهو «يوبخ» الموظفين في المطبعة، مع أن فريقا من المرافقين كان في حضرته في زمن فيروس كورونا.
باختصار، وزراء الحكومة الحالية، حتى اللحظة يقومون بجهد جبار، وإذا ما انصرف وزير العمل قليلا للتركيز على برنامج التشغيل، الذي قفز به وزيرا أصلا سنرفع له القبعات، حيث أن الاكثار من الأضواء والاستعراضات أمام الكاميرات ليس في أوانه، وسط حالة الخوف العامة.
في المقابل أبدع وزير المالية بإجابته على الزميل في المحطة نفسها، وهو يسأله عن «كلفة مواجهة الكورونا ماليا« فرد الوزير «الكلفة حتى الآن 56 مصابا عزيزا والباقي تفاصيل».
أحببنا المشهد لأن الزميل المذيع عامر الرجوب ارتبك من فرط أناقة الجواب الوزاري، مع أنه يلتهم الضيوف بين الحين والآخر.
التواضع والأخلاق، خصوصا عند التحدث للمواطنين أساس الإدارة. راقبوا وزيري الاتصال والصحة لتتأكدوا.
ترامب رئيس عنصري
رئيس «عنصري» بامتياز. تقلق ديمقراطية ومهنية ونزاهة الإعلام الأمريكي، وهي لا تناقش «الكومبرادور» دونالد ترامب عندما يتحدث عن«الفيروس الصيني«، في إطار حسابات عنصرية مريضة تشككنا جميعا بانحيازيات، لا بل بعقل الناخب الأمريكي.
محطة «سي أن أن» فردت المشهد عشرات المرات واجتهدت في إحضار معلقين يقدمون الأدلة على مقولة ترامب العنصرية البغيضة والنصير الوحيد للمنطق العنصري رصدته على شاشة تلفزيون القناة الثانية في دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث مذيع إخباري يعيد التذكير أن ترامب كرر مقولة «الفيروس الصيني« ثلاث مرات على الأقل.
مراسل «الجزيرة» في واشنطن تناول المسألة بالتفصيل وزميلنا بدا مهتما أن يعرض القرائن الأمريكية ـ التي تشكك في الرواية الصينية بخصوص الفيروس، الذي تقول بكين إنه «أمريكي« أكثر من الاهتمام بعرض الحقيقة.
نثق في القراءة، التي تتوقع أن الخلاص من أزمة وتداعيات فيروس كورونا، خصوصا في المسار الاقتصادي لا تنتهي إلا بحرب عالمية ثالثة، يمكن أن نرى فيها صنوفا من العذاب للبشرية في الجراثيم والأسلحة البيولوجية، فهذا ما يفعله الكبار بنا نحن سكان الأرض.
نتمنى أن تخيب القراءة من قلبي، لكن في ما يتعلق بالرئيس ترامب نطالب بتطبيق الحكم الذي اقترحه مرة المعارض الأردني أحمد عويدي العبادي، بصفته قاضيا عشائريا على أحد نواب البرلمان.
الحكم يقول: ترامب يركب حمارا صينيا ويكون مواجها الخلف يعني «خلف خلاف«، ويرتدي فستان عارضة أزياء ويتجول في جميع قرى محافظة يوهان الصينية، معتذرا من كل السكان ومن حولهم قبل تعرضه لـ«البشعة»، وهي حرق لسانه بالنار لتبين الكذب من الصدق. هل تفعلها الصين؟!
المعتقلات على «الجزيرة»
لاحظت مع الملاحظين لهجتين فقط في برنامج المعتقلات، وما يحصل معهن في السجون العربية على شاشة «الجزيرة».
فتيات مثل الورد يتحدثن عن ويلات المعايشة في سجون بعض الأنظمة المستبدة.
لهجتان فقط رصدتا، حيث فتيات سوريات وأخريات مصريات، وعلى أساس انتاج انطباع أن المرأة لا تظلم أو تسجن إلا في سجون النظامين المصري والسوري.
طبعا الانتهاكات كبيرة في دمشق والقاهرة.
لكن المعتقلات، لأسباب سياسية متوفرات في كثافة في سجون أنظمة مستبدة أخرى في المنطقة العربية، مثل السعودية واليمن والعراق وحتى في البحرين وليبيا والسودان وغيرها.
الأهم سجون دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث آلاف الأسيرات يتعرضن للتنكيل بشكل مستمر. اقتضى التذكير فقط.
شعب بدون حلول
نعود قليلا للمشهد الأردني: مباشرة أمام الكاميرا، التي يقف في وجهها مرتديا الكمامة الزميل أحمد النعيمات، أحد أنشط مراسلي محطة «رؤيا» الإخبارية، تبادل مواطنان العناق والقبل، على الهواء مباشرة، وكأن عرس كورونا عند الجيران فعلا.
بح صوت وزير الصحة وهو يطالب الأردنيين، ولو مؤقتا في وقف تبادل القبل.
وفي الشارع أمامنا ونكاية الكورونا، وقف ثلاثة شبان يتبادلون كل أنواع القبل والعناق لمناكفتي وأنا أحذرهم.
وسط مذبحة كورونا الكونية أصر أردني على إقامة عرس، وضبطت الشرطة سيارات «زفة عريس» آخر، ورقصت فتاة منقبة في الشارع واحتضن الآلاف بعضهم في المخابز. وبعد إغلاق المطاعم والمقاهي تحولت أرصفة في عمان الشرقية إلى مطاعم متجولة.
الأردني بطل ومغوار و«لا يحفل» بالفيروس «الحقير» ويتحداه بالقبل والعناق والإصرار على الحياة.
لكل شيخ طريقته! الإيطالي يغني في مواجهة الموت. أما الأردني فيصر على الاحتشاد والعناق وتبادل القبل أيضا: «شعبنا ما إله حل» نعم!