بقالة “الناتو”: سائق تركي يتحدث عن “خطأ أردوغان الفادح” وفي الأردن حكومة “تحوقل” وتحلف أغلظ الإيمان
الرئيس رجب طيب أردوغان نجم الشاشات للأسبوع الرابع على التوالي.
هذه المرة على شاشة “تي آر تي” التركية المعربة، حيث كامل مداخلة الرئيس، وهو يوجه رسالة لنظيره الفرنسي ماكرون بخصوص مراجعة “طبيب أعصاب”.
ماكرون “المنتخب” غمز من قناة تركيا وهو يتحدث عن “موت دماغي لحلف الناتو”.
أردوغان “المنتخب” أيضا يرد بنصيحة لماكرون: عليك أنت أن تراجع طبيبا لأنك مصاب بموت دماغي.
صاحبنا الفرنسي “بيكره الأرض اللي بتمشي عليها تركيا” وكراهيته وصلت لحد الدعوة لإغلاق بقالة “الناتو”.
مساخيط العرب
وزعيم تركيا بالمرصاد، له رأي آخر، فعلى الأقل هو رئيس منتخب لا يستطيع ماكرون أو غيره المزاودة عليه.
فقط، زعماؤنا نحن المساخيط في العالم العربي “غير منتخبين”، وإذا حصل وانتخب أحدهم فبنسبة تصلح لدراسة الطب في الجامعة الأردنية وتزيد عن “99 في المئة”.
الأكثر أهمية أننا لا نخجل من الأمر، ويستطيع “بعضنا” المزاودة على زعيم مثل أردوغان واتهامه بالإرهاب.
طبعا، أردوغان لديه “أخطاء”، لكنه يتحدث بـ”ندية” على الأقل مع الدول الكبرى، وهذا حسبه.
أفدح تلك الأخطاء نبهني إليها سائق تكسي تركي بين مدينتي آلانيا وأنتاليا وهو يقول: انتخبت أردوغان في السبع مرات. عليه أن يتوقف عن الصراخ فقط والاشارة بيديه في وجه الغرب والأوروبيين .
وما ينبغي فعله أن يتوقف عن “تهديدهم” لفظيا و”يهددهم فعليا”، ويفتح الحدود ويغرقهم باللاجئين. الرئيس عليه أن ينفذ ويتوقف عن التكتيك والكلام. ما يفعله بالصراخ فقط خطأ فادح.
كاميرا “الجزيرة”
لا يحتاج أي مسؤول عربي أو حتى مسلم لأي كاميرا من أي نوع إذا ما طلب الأجر من رب العباد، وقام بتوزيع مساعدات على الفقراء.
بصراحة، ومن الآخر لا يحتاج سفير محترم ولطيف وودود مثل السفير القطري في عمان الى مرافقة كاميرا “الجزيرة” له وهو يوزع مساعدات لفقراء إحدى المناطق في الأردن.
نقر ونسجل أن لدولة قطر أيادي بيضاء في العديد من مساحات الفقر والفقراء، لكن حاجتها لميكرفون ومراسل هنا قد لا تكون ضرورية ويمكن الاستغناء عنها.
وأقر وأعترف كمواطن أردني أني أسلخ وأجلد كل معارفي من الذين يتقصدون التقاط الصور أثناء ممارسة العمل العام وأثناء تقديم الخير لأي محتاج، وكأردني يحرجني فعلا أن تفرد محطة مثل “الجزيرة” مساحة لتغطية نشاط خيري ويحرج المساكين والبسطاء من هذا النوع.
والأهم لا يحتاجه سفير ديناميكي يقول لكل زواره إن أولويته اقتصادية وليست سياسية، ونتأمل منه أن تصبح أولوية ليست إعلامية أيضا.
الطفلة الأردنية، التي قدم لها أحد الميسورين مرة حقيبة مدرسية وجهت لطمتها الموجعة لكل المتفاخرين بثرائهم، عندما حملت الحقيبة الهدية وموهت بالألوان اسم الرجل الثري، الذي وضعه على واجهة الحقيبة، مما يجعل سلوكه في دائرة الإشهار وليس الرغبة حقا في خدمة البسطاء.
والنشاط الخيري في الغالب لا يحتاج لكاميرا.
حكومة “تحلف”
تبدو تلك مقدمة ضرورية لاصطياد رئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز، في مشهد أقر وأعترف أنه حيرني، وظهر على شريط قناة “المملكة” قبل ظهوره بدون صوت طبعا في تغطية إخبارية في التلفزيون الأردني.
الرجل يخبر مجموعة من الطلاب تحاوره أنه سأل وزيرة السياحة في حكومته عن ما يقال في المنصات عن ارتباطها بعلاقة شخصية بامرأة أمريكية حظيت بلقب السائحة رقم مليون من بين زوار مدينة البتراء الأثرية.
وفقا للرزاز أقسمت الوزيرة أمامه بالله العظيم.
كان ينبغي لرئيس الوزراء أن يستفسر من وزيرته فقط، بدون إيمان، ولو ضغط أحد التلاميذ على الحكومة لأحضر رئيسها الكتب المقدسة، لكي تضع الوزيرة الأنيقة يدها عليها وتحلف بكل الأئمة والأنبياء.
هذا النمط من حلف الإيمان يعرفه المواطن الأردني جيدا، خصوصا وأن وزير العمل قرر “تقصير المسافة بينه وبين جميع المواطنين” وليس بين “العمال” فقط.
لكن الحكومة قررت أن تدير يومياتها بناء على نثريات وحبال غسيل “فيسبوك” و”توتير” والمنصات.
هذا طبعا شأن سيادي لا نتدخل به، لكن الله سبحانه وتعالى ينبغي أن لا يصبح عرضة لإيمان الحكومة ومن أراد الاستزادة في العلم والإيمان يمكنه الاستفسار من وزير الأوقاف الجديد، فقد كان الرجل للتو قبل الوزارة قاضيا لكبار القضاة الشرعيين.
قال لي أحد القضاة الشرعيين مرة ما يلي: إذا واجهك التمساح على البر أهرب فقد تكتب لك النجاة، وإذا واجهك في المياه والنهر فنرجو الله لك ميتة سريعة.
صاحبنا التمساح واجه الحكومة في المياه الضحلة، فالرجل، كاد أن يقسم أيضا – ونقول كاد للدقة – بأنه لا صلة له بوزير النقل الجديد الشاب الأديب ونجل أديبنا خالد وليد سيف وأنه قابله مرتين فقط.
هنا تحديدا أتذكر عادل إمام وهو “يلطم” ونحوقل مع الحكومة ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، الذي أقسمت به وزيرة السياحة.