Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اراء و مقالات

بعد «تنسيق مهم» مع مصر: «الأردن خط من نار»… وكل سيناريوهات التصعيد واردة مع إسرائيل

عمان- «القدس العربي»: «الأردن خط من نار ضد التهجير».

لا أحد يمكنه أن يتوقع ما هي دلالات مثل تلك العبارة، خصوصاً عندما ينشرها بتوقيع رسمي وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني، بعد أقل من يومين على خطاب حيوي ومهم ألقاه في اجتماعات القاهرة زميله وزير الخارجية أيمن الصفدي.
المومني تقدم بالموقف المستجد في اللهجة واللغة، وليس في تكرار الثوابت، بتغريدة خاصة نشرها عصر السبت.
وبرز الموقف وعبارته هنا بعد مباحثات وصفت بأنها «مهمة وبناءة» على الهامش بين الأردن ومصر، وبالتزامن مع «تصعيد دبلوماسي» لغوي غير مسبوق من جهة الخارجية المصرية، رداً على اقتراحات علنية لبنيامين نتنياهو بأن تفتح مصر الحدود وتستقبل اللاجئين في قطاع غزة.
الوزير المومني لم يقف عند حد عبارة تظهر بأن الأردن يقرأ ويستعد لكل السيناريوهات، بما فيها الحدودية والأمنية، في رفض تهجير أهل الضفة الغربية، بل زاد قائلاً إن «الشعب الفلسطيني سيحصل على حقوقه ودولته رغم أنف حكومة اليمين المتطرفة».
قبل يومين من حديث المومني، كان الوزير الصفدي يستعمل عبارة «النظام الإسرائيلي» التي كانت تستعمل بالعادة في اللغة الدبلوماسية ضد بعض الأنظمة التي تتهمها إسرائيل وأمريكا بالإرهاب. وفي المعادلة، خاطب الصفدي أيضاً في اجتماعات القاهرة الوزراء العرب، مشيراً إلى أن خطط «سرقة الضفة الغربية» وتدمير غزة وإخضاع لبنان وسوريا تهدد الأمن القومي للجميع.
لم يعرف بعد مستوى التواصل والانسجام بين مصر والأردن المتفق عليه لعرقلة «المسار التهجيري الإسرائيلي» المقترح بدعم خلفي أو تواطؤ من جهة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد.
لكن على نطاق نخبوي واسع، يتردد في أروقة عمان الخبيرة بأن الجانب الأردني التقط جيداً الإشارة الأمريكية الخاصة بترشيح رجل العمليات الأمنية والعسكرية في وزارة الخارجية الأمريكية، جيمس هولتسنايدر، سفيراً في المملكة.
لم تعرف بعد حيثيات الالتقاط الأردني هنا، لكن يلاحظ من يراقبون الإعلام الرسمي الأردني بأن اللهجة تتغير وتصبح أكثر حدية ضد اليمين الإسرائيلي، وفيها «نبرة تحد»، خصوصاً أن المومني اتفق لأول مرة مع توصيف المستشار القانوني الدكتور أنيس القاسم، لأي خطوة في تحريك سكان الضفة الغربية بأنها «إعلان حرب».
واستعمال عبارة «التهجير وتحريك السكان إعلان حرب» يعني -برأي القاسم- أن المؤسسة الأردنية تدرك عملياتياً، أن إعلان حرب من الصنف المشار إليه يتطلب رداً بالمعنى العسكري، تضمنه في الواقع نصوص القانون الدولي، حيث أي استراتيجيات رد عسكرية ودفاعية هنا من جهة الأردن تحظى -حسب القاسم- بـ «الشرعية القانونية الدولية».
وعليه، تصبح عبارة «الأردن خط نار ضد التهجير» مهمة واستثنائية، والأهم تظهر ضيق صدر الحكومة الأردنية من تهديدات وتلويحات اليمين الإسرائيلي، بالتزامن مع وصف تستعمله الخارجية المصرية في بياناتها الآن، يؤكد رفص مصر لكل أصناف التهجير الطوعي والقسري.
وهنا حصراً، كان القاسم قد شرح لـ «القدس العربي» بأن تحريك السكان طوعاً أيضاً -بمعنى خلق ظروف تسهل تحركهم أو تجعل الواقع المعيشي طارداً للبقاء- يتساوى بموجب حيثيات إعلان الحرب مع التحريك القسري لأي كتلة ديمغرافية.
عمان والقاهرة وفي ظل تنابز الإعلامين المصري والإسرائيلي مؤخراً، تعودان إلى لهجة ولغة وقواميس ما قبل توقيع اتفاقيتي وادي عربة وكامب ديفيد، والسبب على الأرجح هي التقارير الأمنية في مصر والأردن، التي تؤكد بأن مخطط الترانسفير من غزة والضفة بدأه فعلاً اليمين الإسرائيلي.
وهنا يبرز أن تصريحات الوزراء في عمان والقاهرة، تحظى فيما يبدو بالغطاء المرجعي السياسي في البلدين.
لكن ما هو غير معروف بعد، هو مستوى العلاقة بين تصاعد اللهجة المصرية-الأردنية وبين تضامن بقية الدول العربية، خصوصاً في ظل تقارير فلسطينية تصل للعاصمتين بعنوان «مخاطر وشيكة ومتسارعة على بقاء السلطة».
«الوضع صعب ومعقد».. تلك عبارة استعملها تعليقاً على سؤال لـ «القدس العربي» مسؤول بارز جداً في الأردن، ولا تعكس في جوهرها فقط نمواً كبيراً في الإحساس بالمخاطر التي لا يمكن إنكارها، بل تعكس في المقابل يأساً ملحوظاً في مصر والمملكة من أي تدخل أمريكي يكبح جماح أطماع اليمين الإسرائيلي.
غياب الضمانات الأمريكية ووجود مشكلة تواصل أردنية مصرية مع الوزير ماركو روبيو، هما من العناصر الملحوظة والمرصودة التي تشغل الأطقم الدبلوماسية في البلدين، خصوصاً أن روبيو «يجامل» بكثرة أقاويل اليمين الإسرائيلي، وهو في طريقه لحضور احتفال وظيفته الحفر تحت أساسات المسجد الأقصى في القدس المحتلة، خلافاً لأن سفيره في تل أبيب مايك هاكابي «لا يتوقف» عن ترديد عبارات خشنة تخلو من النعومة والدبلوماسية، وتعمل على إنعاش حرب دينية وأيدولوجية، وتتبنى عملياً ليس طروحات اليمين الإسرائيلي فقط، بل وجهات نظر رموزه الأكثر تطرفاً وترديداً للمقاولات والمعلبات الدينية للصراع.
وفي الخلاصة، تطور اللهجة في عمان والقاهرة أصبح ظاهرة لا يمكن إغفالها بصيغة تعكس تزايد المخاوف أولاً، والمواقف ضد إنكارها ثانياً. وفي حال عدم حصول تدخل أمريكي وغربي يوقف نمو معادلة الخصومة والعداء والتصريحات العدائية من الجانب الإسرائيلي التي تحرك الحكومات، قد تنزلق الاعتبارات أكثر.

 

اظهر المزيد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading