جورج كلوني “الأردني” و”الخليلي”: وزير “الصدفة” يتصدر الشعبية والأغاني.. ما هو سبب الشهرة؟
أدخل الرجل الوزير مفهوم “الاستخبارات الصحية” على أطقم العمل
التقطها مبكرا الناشط الإعلامي محمد عرسان وهو يطرح سؤالا علنيا عن “أوجه الشبه” بين وزير الصحة الدكتور سعد جابر والممثل العالمي جورج كلوني.
الوزير سعد جابر هو “جورج كلوني الأردن”.
المقصود من حيث الشهرة وكثرة الترحيب والتصفيق بالوزير الجنرال الطبيب الذي أصبح خلال أزمة كورونا “نجم النجوم بلا منازع” بسبب تواجده الدائم في الميدان وطريقة تحدثه إلى الرأي العام ومصداقية الخطاب البيروقراطي. والمقصود أوجه الشبه الفعلية بالشكل أيضا.
وأدخل الوزير جابر -بعدما حولته “صدفة محسوبيات” فقط إلى وزير بحكومة الرئيس الدكتور عمر الرزاز في آخر تعديل وزاري- جملة من المفاهيم الطبية التي لم تكن تألفها القطاعات.
تحدث جابر مبكرا عن “الاستقصاء الوبائي” وتم تطبيق المفهوم فنجح بصورة لافتة جدا للنظر.
قبل ذلك كان الوزير يتحدث بصراحة بالأرقام للأردنيين عن تطورات فيروس كورونا ويظهر في غرف العناية المركزة ويجري فحوصات في الطوارئ بيديه، ويدخل بعيدا عن الوزارة إلى غرفة العمليات بصفته أحد ألمع جراحي القلب أصلا في القطاع العام.
حتى الفنان الشعبي الأكثر شهرة عمر العبداللات لم يستطع تجاهل سحر ركوب الموجة الشعبية العارمة المعجبة بالوزير الميداني فعالج الأردنيين مساء الثلاثاء بأغنية خاصة للوزير جابر اسمها “هالخليلي” في إشارة إلى مدينة الخليل في الضفة الغربية.
قبل كورونا والوزارة كان الطبيب جابر أحد جراحي الخدمات الطبية العسكرية. وفي لحظة ما اقتضت التراتبية تعيينه مديرا للخدمات الطبية التابعة للجيش.
لكن يقال إن رئيس الأركان الأسبق محمود فريحات وفي لحظة رغبة في “تعيين مدير جديد للخدمات الطبية” قرر التخلص من الطبيب الجراح بفترة سريعة فطلب من الرزاز ضمه للفريق الوزاري وهو ما كان.
تستطيع “القدس العربي” أن توثق بأن الوزير جابر وقبل اندلاع معركة كورونا بعدة أيام وضع استقالته في يد الرزاز وطلب إخراجه من الحكومة بسبب “عدم الانسجام” ورغبته الشخصية في ممارسة عمله كجراح قلب حيث غرفة العمليات والمرضى هم الأساس بالنسبة له.
اندلعت الأزمة لاحقا وأصبحت إقالة جابر الآن أو استقالته ليست من بين الخيارات خصوصا وأن الرجل يتحدث ببساطة مع الناس وبثقة عن إمكانية “احتواء الفيروس” إذا ما منحه الأردنيون 14 يوما فقط في منازلهم بالحد الأدنى من الخروج.
أدخل الرجل الوزير “الأنيق بالمناسبة” مفهوم “الاستخبارات الصحية” على أطقم العمل، وخلفيته العسكرية كطبيب جنرال مكنته من التشبيك بين وزارة الصحة وخدمات الجيش المميزة التي يعرفها جيدا ونجح في تبريد الجبهة مع لوبي صناعة الدواء.
اليوم اسم الوزير الطبيب على كل لسان في بلاده فالفتيات مسحورات فيه وبعضهن سألن عن الارتباط بابنه وأخباره تلاحق كالعاصفة في منصات التواصل وتنشد من أجله القصائد البدوية والأغاني وتطلق بين يديه الزغاريد.
ويعتقد في النطاق البيروقراطي حتى اللحظة بأن المشكلات التي نتجت عن “أخطاء” هي حصريا تلك التي رفض فيها وزراء الاستماع لتوصيات زميلهم وزير الصحة الدبلوماسي مثل التأخر بتعطيل المدارس وعدم التوسع بالتصاريح والتركيز على بنية أهلية القطاع الصحي.