“دراما إدلب” و”تعليلة حلبية” مع “كوافير حربي”… في الجزائر: قمة العرب تشكر “كورونا” وفي الأردن: شماغ أحمر أم كمامة؟
شماغ أحمر أم كمامة طبية؟ لا تعرف محطة «بي بي سي» بالتأكيد قيمة الشماغ الأحمر عند الأردنيين عاطفيا ووطنيا. لكنها ومثل أي وسيلة إعلام تشبه سويسرا في الحياد القاهر، وصناعة الشوكولاتة، شاركت في حفلة النقاش الأردنية المحلية، التي دخلت، مثل فيروس كورونا النادي العالمي.
قالها وزير الصحة الدكتور سعد جابر في إطار «لهجة محلية»، ومقصده كان تطوير سلوك مواطنيه، الذين يعرفهم وعاداتهم جيدا في تجنب احتكاك النفس والحرص على تغطية المناطق، التي يهجم منها الفيروس.
لا يمكن مطالبة «جراح بارع وكبير»، شاء حظه العاثر، فقط أن يصبح «وزيرا» في الحرص على المشي بين الغام الإعلام.
نؤمن أن الدكتور جابر لم يقصد حرفيا في دعوته الأردنيين الى «التلثم» بالشماغ الأحمر، لأن قطعة القماش الغالية والرمزية تلعب دورها بدلا من كمامة طبية.
شماغ أم كمامة؟
إنه الإعلام يا رفاق، عندما يتفنن في الإثارة والتشويق، حيث قرر طاقم التقصي في «بي بي سي» الاستفسار عن ما قاله الوزير الأردني في منظمة الصحة العالمية.
حارس البوابة في منظمة الصحة العالمية، عندما تطرح عليه سؤالا في صيغة: هل «الشماغ الأحمر» مناسب ككمامة طبية؟ الحارس سيفتح جهاز كومبيوتر وينظر لبند الكمامات ويجيبك ببساطة: لا، ذلك ليس مكتوبا ومعتمدا هنا.
في تقديرنا لم يخطئ الوزير لا إعلاميا ولا سياسيا، فهو يعلم أن الأردني يتبادل القُبل، بمناسبة وبدونها، بصرف النظر عن فيروسات الكون، وما أراده الرجل تمكين الناس من تبادل القبل والاحتضان من وراء ستار فقط.
لا يحتاج الأمر لفتاوى من منظمات دولية. والخطأ أصلا بدأ من طبيب ناجح جدا، وجراح لا نظير له، كلف الدولة والجيش ملايين الدنانير، تقرر أن يوضع في «ماسورة» اسمها الحقيبة الوزارية، ودون مبرر.
استوديو الحرب في إدلب
الحياد الذي ظهر عبره المراسل الحربي الشاب واسمه «أشرف»، في المناسبة من النوع، الذي «يهز البدن» على طريقة مسرح غوار الطوشة «لا تهز بدنك يا بيك»!
حسنا تذكرت خوذة زميلنا تامر المسحال، الذي قرر الزملاء في «الجزيرة» حرماننا كمشاهدين منها، من خلال تحويله لكشف «المخفي الأعظم» في المناسبة حصل ذلك رغم أن قطاع غزة ما زال محاصرا والحرب مع العدو الإسرائيلي قائمة.
الشاشة كنت دوما أراقبها وأنا بين يدي حلاقي «السوري» الشاب واسمها «دراما».
فجأة الأسبوع الماضي، وعيني تلعب بين المقصات وعلى طريقة تليفزيون حزب البعث العراقي أيام زمان يتوقف البث ويتحول الجميع نحو «استوديو تحليل» للحرب في إدلب، حيث «الغزو التركي».
مذيعة سمراء وهيفاء لا علاقة لها بأي حرب تسأل مراسل المحطة الحربي، وهو شاب وسيم قائلة «زميلنا أشرف ما هي آخر تطورات المعركة؟».
سألت الموجودين من الأخوة السوريين: هل تبث قناة «الدراما» نشرة أخبار في العادة؟ فكل ما أعرفه أنها تبث مسلسلات فقط.
أحدهم أجابني باللسان الشامي المحبب «بس بحالات الانتصار إستاز دراما بتصير محطة حربية».
مهنيا ووطنيا لا يوجد ما يمنع من بث أخبار الحرب في إدلب بين إسكتشات المسلسلات.
لكن ما يهمنا ما يلي: الزميل أشرف خارج للتو من صالون تزيين متقدم للشعر ويقف فوق تلة في مكان ندي ولا حبة غبار على الميكروفون أو الحذاء ولا حتى غبار من أي نوع في مكان البث المباشر!
طبعا، لا توجد خوذة ولا أي عسكري ولا غارات ولا أصوات حربية والخلفية بين شتيمة وأخرى ضد تركيا تفصل بينهما صورة لإطار آلية تركية في حالة «بناشر».
فقط أشجار جميلة أشبه ببيدر زيتون أثناء تعليلة عائلية في مدينة حلب «المحررة». إلى الإخوة في قناة «دراما»: أين المراسل الحربي يا ناس؟!
«أبو الغيط» و«كورونا»
تماما مثل «النمر»، الذي يمثل «مؤسسة ورقية» وقف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أمام 13 ميكروفونا لمحطات، وهو يعلن في الجزائر «تأجيل انعقاد القمة العربية» إلى منتصف العام الحالي، بسبب تفشي فيروس «كورونا».
محطة النهار مثلا أفردت مساحة أوسع لتغطية تصريحات «أبو الغيط».
وفقا لما قالته بالتزامن محطة «سي أن أن» الأمريكية، فالوصول إلى علاج فعال قابل للاختيار على البشر للفيروس يحتاج لثمانية أشهر على الأقل بعد نهاية شهرنا الحالي.
استغربت: لماذا لم يسأل «أبو الغيط» مركز الفيروسات الأمريكي الرسمي عن التواقيت، قبل التورط في موعد جديد مؤجل لقمة عربية، نكاد كرعايا أن نشكر فيروس كورونا، لأنه تسبب في تأجيلها؟
لو كنت صاحبنا – لا سمح الله – لاستفسرت من الأمريكيين عن الموعد الأنسب حتى يحمل الزعماء العرب معهم إلى قمة الجزائر «مضادات حيوية» ضرورية ومهمة للنهوض بالأمة.
نتأمل انحسار كورونا فورا وعدم إصابة أي مواطن أو إنسان بسيط. لكن الشكر موصول لقناة «النهار» أولا ولكورونا ثانيا ولـ«أبو الغيط» ثالثا، لأنهم حرمونا من تل «المتعة الدورية» في مشاهدة خيبة قومية متكررة كل أذار/ مارس!