فيروس كورونا “شيعي أم سني”؟ كل شيء يمكن دمجه في “المملكة” وفي مصر “مزيل” لخجل الشاشات
حسنا يفعل القوم في الأردن إذا اكتملت المسيرة بضم وشمول قناة محطة “المملكة” لخطة إعادة هيكلة الإعلام الرسمي.
الكلام عن “المملكة” الشاشة، كثير في المملكة البلد والوطن ونفقاتها من دافع الضرائب وعلى حساب الخزينة.
تبدو الشاشة متميزة بالمتابعات الإخبارية و”الدمج” أصبح موضة في البلاد إذا ما تركزت البرامج والمنوعات في التلفزيون الأردني العزيز على قلوب مواطنيه.
قيلت في المقرات السيادية مرات عدة: دمج وتفكيك أو تركيب أو أي “إصلاح” فني من أي نوع. خطوات لا يمكنها أن تحدث فارقا بدون “فلترة” حقيقية، تنتهي بكسر بعض البيض لإعداد طبق العجة.
“مملكة” ومدموجة
البيروقراطي، ومع الاحترام “الأمني” أخفقا في صناعة إنتاج إعلامي وطني عابر ومقنع ومؤثر حتى في الداخل، كي لا نقول في الخارج. والمطلوب “حزمة” قرارات “إدارية وسياسية” جريئة فعلا تحاول تصويب المسيرة وتعديل غطاء الرأس المائل.
الأردن الإعلامي ظهره مكشوف، مثل السياسي وحراك القيادة النشط في كل الاتجاهات كلها يحتاج لقرارات جريئة، شريطة أن لا يحاول اللعيبة إياهم اقناعنا أن موجة التغيير ستكون على حساب الزملاء الصحافيين، لأن المطلوب أبعد وأعمق وأجرأ ودون ذلك مجرد “ضحك على الذقون”.
ومن جهة أخرى مسكينة شاشة “المملكة” ما زالت فتاة يافعة نشطة وصبية دلوعة سيتم إدماجها وفورا حتى تنضم لـ”القن” نفسه، ما لم يكن التغيير جذريا وحقيقيا ونافيا لفكرة “كلفة الإصلاح أكبر من عكسه”.
كورونا “الطائفي”
تفننت فضائية “الإخبارية” السعودية، وهي تنشر أخبار فيروس “كورونا” في إيران مع التشكيك وفي لهجة طائفية مريضة ومختلة مسبقا في كل أهلنا الشيعة في السعودية والبحرين، وحتى في الكويت.
قسرا، يريد الزملاء في محطة “الإخبارية” إقناعي أنا المواطن العربي المشاهد أن أي “شيعي خليجي” يزور إيران ودون أن يختم جواز سفره، ثم يعود إلى بلده الخليجي، لكي يعبث بالداخل لصالح “المشروع الفارسي”.
نشك في أن المؤسسة الإيرانية أصلا تثق بجمهورها ورعاياها، حتى يسلم أي منهم من قصة “ختم جواز السفر”، إلا إذا كان موفدا في عملية “أمنية” بلا مؤاخذة.
نعتقد أن الأداء الإيراني في العراق واليمن ولبنان مغموس حتى أذنيه في العزف على الوتر الطائفي، للأسف الشديد.
لكن في محطات يفترض أنها “وطنية” وتتحدث باسم أهل السنة لا مجال لملاحظة كيف يغرق الإعلام في المستنقع نفسه.
حتى في القناة السعودية الفضائية الحكومية بيان تلو البيان على طريقة التلفزيون السوري أيام الراحل حافظ الأسد، يكاد من يتلوه أن يحلف أغلظ الإيمان أن فيروس كورونا “منتج إيراني فارسي” أو حتى “شيعي بالطبيعة”.
يا عيب الشوم! العقلية نفسها، التي تحاول محاصرة أي إنسان “صيني” في الكون أو “إيطالي” في أوروبا على أساس المصاب. تقسيم سيكولوجي مغرق في الخبث والشر وحليف قوي وصلب للشيطان، له ما له لاحقا، وقد تورطت، للأسف حتى قناة “العربية” في تلك التلاوة الانتقائية للخبر، الذي يطالب “كل مواطن سعودي عاد من إيران لإبلاغ السلطات”.
بقي أن يضاف على الخبر “كل من يبلغ عن نفسه بصفته عائدا من إيران سيحصل على هدية وهي فحص مجاني للفيروس”!
ليس بعد هذا الانهيار في الأداء والنص والاحتقان والحقن الطائفي ذنب، وكورونا إياه للعلم لا يدقق في دفاتر العائلة ولا في نوايا البشر ولا عرقهم.
الفيروس الحقيقي الفتاك ليس كورونا، بل ذلك الذي يعشعش في الغرف المظلمة، التي تدير الإعلام العربي، وتبث الوجع معلبا بين الحين والآخر.
الخجل المصري
حتى مع كميات إضافية من مزيل الخجل، صعب توقع ما الذي تريده برامج حوارية مصرية ظهرت في محطات متلفزة، مثل “المصري اليوم” و”النهار”، وهي تبرر الاجراء الخاص بمنع القطريين من دخول مصر وعدم منع الكويتيين، رغم أن الكويت، وفي إجراء يمكن تفهمه طبعا، وينطوي على مبالغة طلبت من القادمين المصريين فحص كورونا أو الخلو من كورونا قبل الحضور.
آخر ما تتميز به الحكومة المصرية هو “الشفافية”. سمعت معلقا يدلي بهذه العبارة على شاشة “صدى البلد”، وهو يحاول التعليق على تلك السيدة، التي صاحت في أحد الميادين قائلة إن الشعب المصري “مليان كورونا”.
صديق لنا توقع فورا أن تتهم السيدة أنها “تبع الإخوان المسلمين” وإرهابية هدفها التشويش على “مصر منارة العروبة والحضارة وطليعة الأمة”.
بمناسبة كورونا وتوابعه، غريب جدا أن أهم ما قرأناه عن مصر، التي نتمنى لها دوما كل الخير، هو التذكير بقصة مخترع علاج الإيدز بـ”صباع الكفتة”.
شعبنا المصري العظيم – أنجاه الله – من كورونا وفيروسات العصابات، التي تحكمه لا يستحق شاشات راقصة إلى هذا المستوى، ولا إعلام فتنوي تحريضي لا يبحث عن الحقيقة، بل يجيد فن صناعة الخصوم والأعداء.
كل ذلك طبعا لا يعفينا من نانسي عجرم وحركاتها في برنامج “ذا فويس” على “أم بي سي”، حيث “دمعة” فورا بعد أي “غنجة” ومجاملات بالأطنان!