«كمامة ومعقم» لكل «إرهابي»… حكومة الأردن لرعاياها «لاتعودوا» والشارع يسأل: «صدى الملاعب» إلى أين؟
كاد وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف أن يبكي. وشاشة فضائية “العالم” كادت تبكي معه، وهي تنقل وقائع مؤتمره الصحافي، حيث يناشد العالم “مساعدة بلاده”، فيما رئيس البنك المركزي الإيراني يبحث عن حصة بلاده من قرض دولي ستوزعه منظمة الصحة العالمية.
إنسانيا الشعب الإيراني يستحق مساعدته في تخفيف آلامه، جراء هجمة كورونا.
لكن إنسانيا أيضا الشعب نفسه يستحق “حكومة وقيادة” تليق به من النوع الذي يهتم بتوفير صناعة وسائل طبية أكثر من الصاروخ .
ومن النوع، الذي يجد لديه قدرة على الحد من خسائر الفيروس ، بدلا من الهوس الطائفي والسياسي .
توفير الـ”كمامة الطبية” أولى من “النووي” وزجاجة معقم صغيرة تصبح أغلى من صاروخ عابر للقارات وظيفته تمرير المشروع الفارسي. نفهم الأزمة الأخيرة على هذا النحو.
متحمسون وأوغاد في العالمين العربي والإسلامي بالحرب والقتال وتوفير الأموال لمن يصنع السلاح في العالم .
لكن الحماس يفتر عندما يتعلق الأمر بتوفير خط إنتاج صناعي قادر على صناعة ولو “كمامة طبية” حتى يعفي خامنئي نفسه من تهمة توسل لفت نظر العالم إلى أن الحصار الاقتصادي هو الذي هزم الرقابة الصحية الإيرانية.
طبعا، ما حصل في إيران حصل في غيرها والمواطن الإيراني يستحق الحصول على فرصة كاملة في مقاومة فيروس كورونا، حتى مع أن التقرير الدوري الذي تبثه محطة “الجزيرة” يبدأ من إيطاليا ويمر في أوروبا وإيران ثم السعودية.
بين الأردن وتركيا
أعجبنا قرار الحكومة التركية المبثوث على النسخة التركية من محطة “سي أن أن”، حيث مهلة لأربعة أيام لكل تركي مقيم خارج البلاد ويرغب في العودة لوطنه قبل إعلان حظر الطيران المدني والإغلاق الجوي أمام الرحلات المدنية.
في الاتجاه المعاكس تماما أعاد التلفزيون الأردني صورة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز وهو يتلو على مواطنيه تعليمات حكومته الجديدة، حيث “الحكومة توجه الأردنيين للبقاء في أماكنهم في الخارج”.
لا نعرف طريقة لتسمية الفارق بين حكومة تضع مهلة حتى يعود من يقرر العودة لبلده حتى لو حمل الفيروس، وأخرى تقترح عليه البقاء في الخارج، لأنها “يا دوب تتدبر الأمور مع الداخل”.
لكن كمواطن أردني لم يعجبني التوجيه إياه وما زلت أعتقد أن وظيفة الحكومة إحضار “كل وأي أردني” راغب في العودة من الخارج، ومهما كانت الظروف وبحكم اطلاعنا على حجم “الوقار والأبهة” التي يتمتع بها آلاف الدبلوماسيين والسفراء في الخارج نتمسك في رأينا أكثر. جماعتنا فاهمين غلط.
كورونا… و«الدلعونا»
عمليا كل الدول الكبيرة في الإقليم، مثل إيران وتركيا وإسرائيل متورطة في دعم وتمويل وتسليح مجموعات مقاتلين، ولأغراض سياسية. نشعر أن ما ألمح له أحد ضيوف قناة “بي بي سي” صحيح، فتلك الدول بعد الآن عليها أن تزود كل مقاتل يعمل معها بعلبتي معقم وكمامة طبية، من باب تعزيز المعنويات “الإرهابية”.
باختصار، ما الذي سينفع مقاتلا حوثيا مثلا إذا أصابته كورونا وتوقفت رئته وهو يطلق صاروخا بالستيا؟ ألا يخشى مدربوه هنا أن يخطئ في برمجة أهداف الصاروخ؟!
وما الذي سيحصل مع “متشدد” يخطط لعمل إرهابي لمصلحة إسرائيل أو الاستخبارات الأمريكية إذا “لفحه” الفيروس أثناء إعداد العبوات الناسفة؟!
النتائج طبعا هنا معروفة للجميع، فكورونا سيبدل الكثير من معطيات العالم، الذي نعرفه، بعدما اكتشفت الدول العظمى كم هي هشة مقابل فيروس حقير وصغير.
رغم ذلك تصر شاشة “الجزيرة” بين كل خبرين عن كورونا على تذكيرنا بما يحصل في اليمن وحصريا في الجزء المتعلق في عمليات عسكرية تدعمها الإمارات، فيما ينشغل القوم في محطة الإخبارية السعودية بمتابعة “الدعم التركي” للإرهاب اليمني.
«صدى الملاعب»
واثق تماما أن زميلنا مصطفى الأغا سيجد طريقة للتحدث عن أي شيء لا علاقة له في الرياضة فعلا في برنامجه “صدى الملاعب” على “أم بي سي”، فلديه قدرات ومواهب خاصة من بينها خاصية “البوكيمون” أو التحول.
لدي اقتراحات بعد الحلقة الأخيرة، التي حاولت مناقشة تأثير كورونا على المواسم الرياضية، التي علقت تماما وفي غالبية الدول.
مثلا: حلقة خاصة عن ما يفعله نجوم الرياضة في المعازل الصحية أو في بيوتهم خلال فترات الحجز.
أو حلقة أخرى عن فوائد تنشيط الكرة الدائرية في باحات المنازل أو زرع الملاعب بالمنتجات الزراعية، استعدادا لمرحلة “الجوع”، التي سيعيشها العالم بعد الانهيار الاقتصادي، حيث ملاعب كرة القدم يمكن زعها بالفاصولياء وملاعب السلة بالفستق وملاعب سباقات الخيول بالبرسيم المخصص لخيول وحيوانات الرياضة.
على كل حال سبق القسم الرياضي في “الجزيرة” الزميل الأغا باستضافة معلق رياضي تحدث بإسهاب شديد عن السؤال التالي: كيف سيكون العالم بدون كرة القدم الإيطالية والإنكليزية، وبدون المقاهي المزدحمة التي تبثها؟