«سفاح نيوزيلندا»: وحل «الحبكة التركية» اليمن التعيس مع غول «الحوثي» بين «دلف» إيراني و«مزراب» سعودي
لا يوجد ولا تركي واحد ضمن ضحايا الحرب، التي شنها في نيوزيلندا على مسجدين سفاح إسترالي بأسلحة رشاشة، تم وشمها بعبارات كراهية ضد العثمانيين والأتراك وآردوغان.
إنتبهت محطة «سي أن أن» للأمر، وكذلك فعل تلفزيون «فلسطين» عندما نعى نحو نصف الشهداء باعتبارهم من أبناء الشعب الفلسطيني، فيما إنفعلت النسخة التركية من «سي أن أن»، وهي تفرد تغطية شاملة، ليس للجريمة، ولكن لرد الرئيس التركي عليها، عندما اختصر المسافة واعتبر نفسه شخصيا ووطنيا أول المستهدفين.
ثلاث مسائل تلفت الانتباه وتستوجب التأمل، بالرغم مما قالته محطة «الجزيرة» عن تأثر القاتل الاسترالي بناشطة أمريكية شابة تكره المسلمين وتوالي ترامب.
الأولى أن القاتل متعثر في المدرسة والجامعة، بمعنى نمط من الأمية الثقافية والإجتماعية، بالتالي السؤال: من أين تمكن من تأصيل غزوته الإرهابية بالتراث التاريخي وترهات الصدام الحضاري وبالوحل الأيديولوجي؟!
الثانية أن المجرم ليس استراليا وليس بريطانيا، بل في الأصل «مهاجر» صربي قرر أن يكره المهاجرين إلى بلد هاجر هو إليها.
المعنى أن ماكينة القتل المدربة عبارة عن «رسالة» على الأرجح من جماعة منظمة جدا، غُمرت بالوحل العقائدي لإرتكاب جرائم من هذا النوع لصالح العرق الأبيض.
أين الكاميرات؟
ثالثا:أين كان الأمن؟ أين الكاميرات؟ قابلت شخصا في عمان زار المسجدين وبرر بأنهما صغيران جدا ولم توضع فيهما كاميرات.
المجرم الإرهابي وضع سيارته على بعد نحو 200 متر. وقام بتجهيز السلاح المزركش بعبارات الوحل التاريخي. لاحقا مشى ببطء شديد وهو يتحدث وشاهده مصليان على الباب فأطلق عليهما النار.
لم أفهم بعد لماذا يتمكن قاتل مهووس من ذبح الجميع في أروقة المسجد كالنعاج، وهم قاعدون بانتظار الرصاصة أو الافلات من الثانية.
تجول السفاح بحريته بين أروقة المسجد. اصطاد المساكين المسالمين العزل كالعصافير، وكان منشغلا بالبث المباشر. لم يخطر في ذهن أي شخص من المسلمين الموجودين أن يهاجمه، ولو بحذاء أو بخزانة أحذية أو بمسك البندقية أو يضربه في منطقة حساسة أو يلقي عليه كتابا أو أي أغراض تعيقه.
لو أعاقه أحدهم بقدمه فقط لتعثر وتمت السيطرة عليه أو قل عدد الضحايا. طبعا أنا أفتي مرتاحا، ولا أحد يهددني بسلاح رشاش، لكن المشهد مخجل. كيف يقتل بشر بهذه الطريقة وبدون أدنى محاولة للرد ولو ببصقة؟!
اليمن «التعيس»
يمكن ببساطة رصد مصداقية الملاحظة «الفنية» التي سجلها وزير إعلام «الشرعية» في اليمن التعيس الآن معمر الايرياني في عشاء سياسي دسم وهو يتحدث عن «إستعارة» الحوثيين لإمكانات شبكات التلفزة التابعة لحزب الله.
الحوثي يحشر فعلا بعض المتحدثين بإسمه وممثليه في الضاحية الجنوبية في بيروت .
يمكن رصد إطلالات الحوثيين اليومية على «المنار» و«الميادين» من معقل حزب الله في لبنان المنقسم على ذاته.
أتصور طبعا، وبعيدا عن التفاصيل أن الحوثي لو وجد موطىء قدم مصور له في مكة أو القاهرة، لما احتمى بغطاء الضاحية الجنوبية. تماما وبدون تشبيه «لا سمح الله»، كما حصل مع حركة حماس، فلو وجدت حضنا عربيا دافئا لما اتجهت للحضن الإيراني.
على كل حال استمعنا بإصغاء لرواية «الشرعية اليمنية» عبر الايرياني بخصوص «قصة الحوثيين» وهي رواية «تشيطن» الآخر تماما، وتذكرنا بما كان يُقال لنا في الطفولة حتى ننام مبكرا ولا نزعج الامهات عن وجود «غولة في الفناء» تختص باختطاف الأطفال.
حسب المنقول: الحوثي هو وحش قادم من الجبال يتقرب من الله بقتل الأخرين، واختطف نحو 50 طفلا لقتلهم وتجنيدهم، كما يحصل في افريقيا ويشرف عليه الإيراني ومدربو حزب الله، وليس لديه مشروع إلا القتل والفتك والتدمير.
لا تعجبني إطلاقا هذه الدراما التصويرية ولا يعجبني طبعا ما يفعله الحوثيون في بلادهم اليمنية.
ومن سوء حظ اليمني المسكين أنه يهرب «من الدلف إلى تحت المزراب»، فإما حوثي لا يقدم لنا رواية صلبة ومقنعة أو «شرعية» مفترضة تقصف بموجبها عاصفة الحزم إياها لحم أطفال اليمن أو رواية «الميادين» حول قصف الأطفال الرضع والبهائم الرتع.
غير معقول أن يكون اليمني الضارب في أعماق التاريخ مختارا بين مشروعين لا ثالث لهما: آلية التحشيد الطائفية الإيرانية أو مشروع «بن سلمان».
الرغيف المأكول
ظهر الرجل – وأقصد الدكتور جواد العناني – على شاشة محطة «بي بي سي» وقال إن إسرائيل ستقول في المفاوضات إنها تعامل الفلسطينيين أفضل من معاملتهم في الأردن ولبنان.
كلام عادي ومعقول و»ما أقدرش أقول حاجة عنه».
لاحقا رمى أحد العابثين رواية قصيرة ومفبركة تُذكر الأردنيين برغيف الشعير المأكول المذموم، وتبلغ الأمة أن العناني يقول إن إسرائيل تعامل الفلسطيني أحسن من معاملته في الأردن.
بسرعة البرق اشتعل التواصل ضد العناني، وقذف بكل المعلبات إياها، مع أن معارضين ووطنيين في الداخل والخارج «بح صوتهم» وهم يطالبون الهتيفة بالعودة لشريط المحطة والتسجيل لمعرفة ما قاله الرجل.
بإختصار طلع معي أن العناني مثل الرغيف المأكول المذموم وليس الأردن.