متى يطل الصبح على الجولان: ولك علوش؟ وللخائفين من “المملكة الهاشمية” تكلكوش” والسؤال الأهم: لماذا يبتسم كوشنر؟
ابتسامه بلهاء مغرقة في الصفار، ترسمت على وجه جاريد كوشنر في زاوية المشهد، عندما قررت إدارة القناة الإسرائيلية الثانية تثبيت الكاميرا على عيني الصهر المراهق، الذي يدير ملفا هو الأقدم والأعقد في العالم، فيما نتنياهو وترامب يناكفان البشرية بتوقيع قرار ضم الجولان.
غريب جدا أن قرار ترامب لا يخصص أي فقرة من أي نوع تخاطب إسرائيل وتجبرها على حقوق سياسية لأهالي الجولان المحتل، وبالتالي مواطنة، بعدما قرر ضمها.
ترامب يضم الأرض، بدون السكان حتى تبقى اسرائيل النازية عرقا خالصا لا يبدد بياضه إلا سواد عمال المزارع السمر، الذين يتم إحضارهم، ولاحقا استعبادهم لصالح العرق الأبيض في جناحه الموتور من أقارب ترامب والقاتل الاسترالي الشهير في جريمة المسجدين في نيوزيلندا!
تاجر العقارات، الذي يبدل في هوية العالم، وهو يترأس الولايات المتحدة لا يريد إلا الأرض لأنه يخشى من أن يصبح اسم رئيس وزرائه المقبل «فتحي أو محمد»، أما «سكان الأرض المحتلة» فيمكن تصديرهم بالقطعة كالأثاث المدسوس، فأهل الجولان العرب السوريون يمكنهم الاستمتاع بالقرب من مشاريع «نيوم» في مكة السعودية!
وأهل فلسطين لعام 1948 يمكنهم التنقل بصورة أسرع بين فعاليات مهرجان جرش، أما أهل الضفة الغربية، فتفتح لهم كندا ذراعيها بحنان، والأكراد يمكنهم استضافة بعضهم.
فقط غزة لا تريدها الأسطورة الصهيونية، وينبغي أن تغرق في البحر مع أهلها.
كوشنر المبتسم
في كل حال سأل المذيع الإسرائيلي: لماذا يبتسم كوشنر؟
الغريب أن كوشنر نفسه لا يزال يظهر على هامش مشهد مماثل على قناة الفضائية السعودية الرسمية في فاصل دعائي يعرض ترامب وهو يرقص مع السيف العربي الأصيل، فيما يتكفل كوشنر بمراقصة إيفانكا وتبادل الابتسامات مع رواد «سهرة الوناسة» السعودية.
لولا تلك الرقصة السعودية لما تجرأ ترامب على «إقتطاع» الجولان والقدس لنتنياهو، وحتى لا نلطم قوميا ونتهم السعودية لوحدها فقط، يمكن القول إن الأمة برمتها في أرذل العمر.
ومن راقب عدد الفضائيات في قمة تونس لنسخة هذه الموسم من القمة العربية يعرف ذلك جيدا.
متى يطل صباح علوش؟
لكن للمطرب الشعبي السوري بتاع «طل الصبيح ولك علوش» علي الديك رأي آخر، فقد أرغى الشاب وأزبد وهاجم أحد المتداخلين على فضائية «أم تي في» اللبنانية لأن الأخير سأله عن «النظام السوري وبيع الجولان».
وأكد الديك – بما لا يدع مجالا للشك – أن «الجولان أرض سورية». العبارة نفسها قالها وزير الشؤون الخارجية السعودي عادل جبير، وقبله الأردني أيمن الصفدي، وهي نفسها على الأرجح سترد في البيان الختامي لقمة تونس العربية.
لا معنى إطلاقا لعبارة «سورية الجولان»، فهذه حقيقة تاريخية مثلها مثل عروبة وفلسطينية القدس.
ما نريده من علوش والديك، أن «يطل الصبح فعلا» وأن نشاهد تلك الجحافل، التي حضرت لسوريا لأن «قبر زينب لن يسبى مرتين»، وهي تغزو العدو لتحرير الجولان. عندها فقط نضمن لصاحبنا المطرب أن تغني معه شعوب الأمة وتنشد لـ«ولك علوش».
إلى أن يستقيظ علوش نعود للسؤال المركزي: على ماذا بصورة محددة تبتسم يا كوشنر؟
إدامة الصراع وتعطيل الشرعية الدولية والأمم المتحدة في العهد «الترامبي» وتحويل العالم إلى غابة من الصراع الديني والعرقي هي نتائج طبيعية لقرار الناخب الأمريكي التصويت لمن دشن حملته الانتخابية بتحسس المواقع الأنثوية في أجساد النساء وفي الشارع العام.
أتصور أن أهم ما في ترامب أنه صدم العالم بـ«الحقيقة» وأعاد الأمور إلى نصابها، حيث لا سلام ولا ما يحزنون… عليه واقع الحال، حسب العبارة المنقولة عن السيد خالد مشعل «هي الحرب إذا».
وواقع الحال يعيدنا إلى ذلك المشهد القريشي النادر، الذي تربعت «أإم بي سي» على العرش وهي تعيده كل شهر رمضان حيث أبو لهب يقول بملء شدقيه على الشاشة في دراما تلفزيونية: «محمد «عليه الصلاة والسلام» في المدينة.. نعم هي الحرب».
من قال لكم إن الدراما العربية لا تتنبأ مثلها مثل مسلسل «24» الأمريكي، الذي تنبأ برئيس أمريكي أسود؟
نعم المسلسلات العربية، التي تخصصت لحكاية قريش تنبأت عشرات المرات بالحرب، مع فارق بسيط وهو أن «سيدي صاحب السمو الملكي» لا يريد القتال وفقا لقلمه المدجج بالحقد على فلسطين والممجد للاحتلال تركي الحمد، الذي يريد مثل ترامب تماما التبرع بفلسطين والجولان لما سماه بـ«الواقع الإسرائيلي»، الذي لا يستوجب «كل هذا الصياح».
كلمة أخيرة لأخوة بيتي المشككين من أقطاب المعارضة الأردنية الطارئة، الذين أغاظتهم عبارة «المملكة الهاشمية»:
أرجوكم «تكلكوش». سموها عربية أو أممية أو كونية أو إمبراطورية أو بدوية. إطلقوا ما شئتم من الأسماء، لكن دخيل عيونكم وحواجبكم: حافظوا عليها أولا واعصموها عن الآتي وتمسكوا بمؤسساتكم أولا وطهروها من الفساد والضغينة.
والسبب بسيط وأعيد تأكيده: الجولان أصلا محتلة ولا تنتظر علوش والديك، والقدس أصلا في حضن المحتل، والمطلوب حماية عمان وبغداد ومكة، لأن العدو له الوجه نفسه في كل العواصم.
الأسماء ليست مهمة الآن، ببساطة حتى عندما تنعجق محطة «المملكة»، وهي تجتهد لتوضيح المرامي من عبارة «المملكة الهاشمية»، التي قيلت بمحض الصدفة ودون قصد.