مسلسل «هند وسلامة»: انتظروا «كنداكه» الأردنية ولبنان: كيف يعيش بدون «ولي عهد»؟ وعلى شاشات الخليج الهادر…» الكل يفتي»
تحدث الزوج العائد للتو من سجون سوريا لكاميرا فضائية «المملكة» الأردنية، في محاولة سريعة لشرح أسباب غيابه الغامض مع زوجته لأكثر من 18 يوما.
كانت مجرد رغبة طفولية رومانسية من الزوج بالتقاط صورة لتخليد ذكرى المرور من معبر نصيب. يا ليت صاحبنا لم يفعل.
افتراضيا، قال الزوج الأردني لزوجته، التي اصطحبها لاستنشاق هواء الشام العليل: حياتي… هلمي بنا نلتقط صورة معا ونرسلها للأولاد والعائلة.
لاحقا عينك ما تشوف الاّن النور. حضر العسكر واعتقلوا الزوجين، لأنهما يلتقطان صورة قد «تخدم الإرهاب» مع أن صور المدن السورية المدمرة بالكامل تتوالد بكثرة في ألبوم الكون.
الأهم أن الزوج وشريكته، وبعد الوصلة الرومانسية إياها اختفيا عن الوجود لـ18 يوما، وحتى تقر السلطات بوجودهما ومكانهما أصلا تحركت كل ماكينة دمشق في البرلمان الأردني ووصل الأمر لمكتب «السيد الرئيس».
طبعا، فوجئت كغيري بالزوج يشكر، وهو بجانب أحد النواب إياهم من بتوع المؤامرة على «قلعة العروبة» السيد الرئيس وماهر الأسد أيضا على دورهما بالإفراج عنه.
تلك باختصار كلفة «صورة رومانسية» على درب الأشواك في الشام الحبيب .
راقصة ومذيع سعودي
حتى نوال الزغبي وجهت للمذيع السعودي الملاحظة نفسها: ليش بتقصد تظهر كشرتك، رغم أنه أحيانا دمك خفيف؟!.
المذيع الصارم اسمه «علي» وبرنامجه الشهير «مجموعة إنسان» يستحق المتابعة على شاشة «أم بي سي» الأولى.
صاحبنا علي، استضاف في إحدى سهراته الرمضانية نجمة الكوكتيل اللبنانية سيرين عبد النور مؤخرا.
اجتهدنا لمراقبة نوعية الأسئلة، التي يوجهها مذيع سعودي صارم لنجمة لبنانية تتميز بقوام رشيق .
غريب جدا أن الرجل سأل ضيفته عن أسباب مشاركتها في الاقتراع في الانتخابات الأخيرة في بلدها .
وعن موقفها من قضايا «حقوق الإنسان» وعن مؤسسات العمل المدني، وعن حقوق المرأة. ولو استرسل مذيعنا الجدي في أسئلته الديمقراطية لوصل لحد طرح الاستفسار التالي: هل توافقين على طريقة المسلمين في ذبح الأضاحي؟!
البرنامج نفسه استضاف عشرات المرات سعوديين من مختلف الأوزان والأسئلة كانت تماما مختلفة وجميعها من وزن: كيف ترى الرؤية التي يطرحها سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد حفظه الله؟
من حسن حظ سيرين عبد النور أنه لا يوجد في لبنان «ولي للعهد»، وإن تكاثر جنرالات الحرب.
يبدو لنا أن برنامج «مجموعة إنسان» قد يصبح «أقل انفصاما» لو سأل يوما عن صندوق اقتراع في السعودية أو عن حقوق العمالة الباكستانية والهندية.
نسخة أردنية من «كنداكه»
على سيرة الهنود، لا بد من التوقف عند المحطة التالية: وزير الاقتصاد الرقمي والريادة الجديد في الأردن الأخ مثنى غرايبة، عندما حاول على شاشة التلفزيون الأردني شرح ما تعنيه عبارة «اقتصاد رقمي» ذكر «الهند»، ضمن الدول التي تجاوزتها «الخبرات الرقمية» الأردنية.
بمعنى آخر، الأردني يتفوق على شقيقه الهندي اليوم في خبرات العالم الرقمي، مما تطلب ضمنيا تأسيس وزارة معنية بتكريس هذه المنافسة.
لا يوجد تقاسم عبقري للأدوار أكثر مما يحصل في الأردن: وزير الرقميات يريد التفوق على دولة «الهند»، وزميله وزير الداخلية يقرر – لسبب أو لآخر – استنساخ مسلسل مضجر اسمه «هند وسلامة»، بعد اعتقال المعارضة «هند الفايز».
يعني العنصر الـ«هندي» من حيث الدلالات اللفظية متصدر في قاموس مجلس الوزراء، ولكل «هنده» التي يشتغل ضدها .
طبعا، يحصل ذلك رغم أن فكرة الاقتصاد الرقمي لا تستحق أكثر من إدارة صغيرة تتبع وزير التخطيط أو وزير التجارة، خصوصا مع وجود «55» هيئة عامة تتولى إدارة كل الملفات.
وما نتفوق به على الهند الدولة، أخفق تماما عندما تعلق الأمر بالرغبة في سجن هند المعارضة، حيث غابت الرقميات عندما تعطل «السيستم» التابع للتنفيذ القضائي، مما يعني ضمنيا أن «شبكة الرقميات» الحكومية يسيطر عليها وزير الداخلية وليس وزير الرقميات.
لكن هذا لا يعني أن الدولة بلا خيارات جدية عندما ننشغل بتكشيرتها، فهند الفايز، التي سجنت ليلة واحدة، ثم ظهرت خدوش على يديها، جراء التشبث بشبك السجن، صافحت المواطنين في مأدبا، ثم خطبت بآل الدباس في السلط في اليوم التالي.
جهة ما قررت «أردنة» نموذج يشبه الفتاة «كنداكه» السودانية، على حد تعبير صديق، تلك الفتاة التي تخطب في القوم. هل يحصل الأمر صدفة؟
شاشتنا وشاشاتهم
قارنت بسرعة بتحريض أحدهم بين أداء وخطاب الشبكات التلفزيونية الخليجية، وتحديدا السعودية والإماراتية، وتلك الإيرانية، خلال الأسبوع الماضي واضطررت لمراقبة عدة محطات، من بينها «سكاي نيوز» و«العربية» و«دجلة» و«الفارسية» وغيرها.
باختصار، وبدون لف ودوران، يمكن توثيق الملاحظة الأساسية التالية في شاشات الخليج الهادر: الكل يفتي ويصرح باسم المشايخ والأمراء من «عمو خلفان» للأخ قرقاش، وللأخت قريعان… الكل يفتي ويتحدث ويهدد إيران.
في الشبكات المتعلقة بالمشروع الفارسي المعتدي على «الأمة» لا يمارس أي مذيع أو ضيف الإفتاء، ومن يتحدث حصريا هو بيانات مؤسسة مجلس الأمن القومي الإيراني.