اراء و مقالات

«كف اليد» أغرب «عقوبة» في الأردن… نعم شكرا لـ«الجزيرة» ولحفل الاستقلال والشهيدة شيرين

صحيح أن “دمعة مكتومة” ترقرقت بنعومة على وجه الملك في لحظة “إنسانية” بامتياز في احتفال عيد الاستقلال الأردني تحمل الكثير من الدلالات والمعاني، خصوصا وأنها تفاعلت مع “شاب يحكي قصة مشواره نحو التفوق”، مستذكرا والده والملك معا.
ليس مشكلة الشاب علي الشجراوي، الذي بث التلفزيون الرسمي حكايته عدة مرات أنه “اقتنص” فرصة عندما تقدم لامتحان “منحة” في إحدى أكبر “أكاديميات عمان”، ثم حصل عليها مصرا في العام التالي بعدما تعثر في العام الأول.
قالها بقدر من الخجل أحد المعلقين على شاشة “المملكة”: “تلك المنحة متاحة للشجراوي ولغيره من الشبان الفقراء”.
لماذا الخجل؟ بصراحة “أبدع” المنظمون لحفل الاستقلال – وتلك من المرات القليلة – في استعاره “قصة نجاح الشجراوي” وعرضها على شاشة عملاقة. وليس صحيحا أن أكاديميات النخبة للأثرياء فقط، بل للمبدعين معهم من الفقراء.
غريب أن تتدفق حملة شعواء على المنصات تحاول “تشويه الصورة”، وهي تسترخي مجددا في “السلبية والعدمية” مع تذكير الجميع أن “درب مطار عمان” هو من أنقذ الشاب مع استدعاء كل ما في مشهد “هجرة قتيبة”.

لماذا… السلبية؟

من جهتي أحسن المنظمون، ودمعة الملك تحاول تنشيط ذاكرتنا لكي نطالب باختصار بما هو أهم: “هذا النمط من السلبية ينبغي أن ينتهي ويتوقف، وعلى الزملاء في محطة مثل “المملكة” أن يقوموا بواجبهم هنا في مناقشة هذه السلبية”.
صحيح أن الفلاتر حول مركز القرار لا تعمل أحيانا باحتراف، الصحيح أكثر أن تفاعل الملك بالنسبة للحكومة وبقية المؤسسات ينبغي أن يحظى بالجلال الذي يستحقه لأن المطلوب بعد الآن، ليس وجود مدرسة واحدة رائدة تستطيع نقل شاب مثل الشجراوي الى قمة الريادة في الولايات المتحدة الأمريكية، بل إعادة الاعتبار لمدارس المملكة الأردنية الهاشمية، ولأن تكون نموذجا لكل المدارس بدلا من الجلوس لتصيد “ثغرة هنا أو خطأ” هناك.

شيرين: ليتك حية

نحن جميعا معشر الصحافيين والإعلاميين شعرنا بالعجز تماما في مواجهة رصاصة المحتل القاتل، سواء في حادثة الزميلة شيرين أبو عاقلة أو غيرها.
لكن ينبغي أن نكون ممتنين لشبكة قناة “الجزيرة” وهي تتابع وبصرف النظر عن كل مسارات التشكيك ما تفعله بحق الزميلة الشهيدة من متابعة قانونيه دولية ومهنية وإعلامية على مدار الساعة لقصة إعدام الشهيدة والشاهد شيرين.
هكذا تكون المؤسسات الإعلامية عندما لا تترك أولادها حتى بعد التضحية بأرواحهم يتامى على مائدة اللئام.
وفي المناسبة حظيت الراحلة بتكريم خاص من زملائها وعدة شخصيات ومن القصر الملكي في عمان أيضا.
كنا نتمنى ألا تقام أي فعاليات لتكريم شهيدة حبذا لو بقيت بيننا. شيرين تستحق الحياة وهي أجدر بها من قاتليها وكيانهم الهش ومشروعهم غير المنجز.
وشخصيا، قابلتها قبل إعدامها بنحو شهر تقريبا في إسطنبول وتحدثنا سريعا في بعض المعطيات واتفقنا على لقاء مؤجل في عمان ورصاصة العدو الإسرائيلي أنهته قبل إنجازه.
أفضل مع الاحترام لمن قدم “أوسمة” للشهيدة شيرين أن تتقدم حكومات الدول العربية وتحديدا الأردن والسلطة الفلسطينية بقوة نحو إظهار تقدير للأوسمة نفسها عبر العمل مع الشعب الفلسطيني وقناة “الجزيرة” على المسار الدولي لإجبار العدو بعد الآن على الامتثال لجريمة الحرب، التي ارتكبها حتى لا يفلت المجرم من العقاب مجددا، ذلك ليس من أجل شيرين فقط، لكن من أجل الأوسمة.

«كف اليد»

ماذا لو تحركت القدم أو الأصابع بعد ما تقرر “كف اليد”؟
خطر في بالي هذا السؤال وأنا أتابع على محطة “سي أن أن”، ذلك التقرير الذي تحدث عن إقالة المفوض العام للمركز الوطني لحقوق الإنسان في الأردن وهو المحامي علاء العرموطي.
“كف يد”! هذه عقوبة أسمع بها لأول مرة في مؤسسة حقوقية ولا أعرف معناها.
شخصيا لا أعرف العرموطي، لكن استغربت لأن قناة “رؤيا” أشارت لقرار مجلس إدارة المركز بكف يد الرجل، لكن ما أعرفه عن العرموطي كثيرا يتعلق بجديته وحفاظه على نزاهته الشخصية، عندما يتعلق الأمر بملف حقوق الإنسان. ونزعم أن الاستعانة بالعرموطي أصلا في هذا الموقع وهو رسمي في كل الأحوال جاء في سياق “تبييض” مسيرة ملف حقوق الإنسان، والحرص من قبل جهات القرار على أن يتولى هذا الأمر مفوض من وزن العرموطي، بمعنى إظهار مصداقية الدولة في خطابها للدفاع عن الجزء المتعلق بحقوق الإنسان.
كان الجميع على المستوى الرسمي في حاجة للمحامي الشاب والخبير العرموطي، على الأقل لمعالجة سلسلة التقارير العملاقة الخارجية والمحلية التي بدأت تعتبر الأردن بلدا سالبا للحريات أو دولة غير حرة.
قرأت عبارات موجعة عن بلدي في تقارير دولية وأزعم أن الرد عليها يكون بالاستعانة بالعرموطي بدلا من كف يده.
لا نعرف الكثير من التفاصيل ولا نصدق أن خصوم المفوض أقالوه بصيغة كف اليد، التي تستخدم في العادة في دول ثنائية التعسف والاستبداد.
من جانبي أصوت لكف الأصابع العشرة في يدي من كف يد العرموطي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى