خاص

الأردني وقطر: عتب “مشروع” وترحيب “حار”وحصار “شرير”

يثني برلماني أردني مخضرم هو خميس عطية على مظاهر”حسن الإستقبال” في دولة قطر للوفد الرسمي الاردني الذي زار الدوحة مؤخرا بهف الترويج الاستثماري.
حتى الان ..لا يوجد سيناريو رسمي أردني واحد يمكنه ان يشرح للأردنيين على الاقل الاسباب والمبررات التي تبقي عمان بلا سفير قطري والدوحة بلا سفير أردني.
تتراكم بين يدي وزير الخارجية ايمن الصفدي الاوراق والمعطيات التي تقول بأن الدوحة وبعد فترة طويلة من المواقف الودية خصوصا في ملف الوصاية الهاشمية على القدس وفي دعم قيمة الدينار الاردني لا تزال بإنتظار الخطوة التالية من “شقيقها الاردني” خصوصا مع تبديد كل مظاهر الخلافات السياسية وبعدما اصبح القطري إلى جانب الاردني هدفا لمخاصمة وهمية في محور كبرى الدول العربية الشقيقة.
لكن هذه الخطوة تتأخر كثيرا- يقول النائب خميس عطية- وبدون مبرر مقنع في الوقت الذي لاحظ فيه رئيس غرفة تجارة عمان العائد حديثا من الدوحة خليل الحاج توفيق بان “أي ملامح أردنية مرحب بها بوضوح في قطر الشقيقة”.
وقف الحاج توفيق بمعية عطية وغيرهم في الوفد الرسمي الاردني على مؤشرات وعتبات ذلك الترحيب.
تسهيلات بالجملة لرجال الاعمال والموردين الاردنيين ..طبقة مرتاحة ومسترخية من المستثمرين الاردنيين وأولوية ضمن مستوى الاصدقاء وحرارة رسمية مع جملة عتاب رقيقة في الخطاب الرسمي بعد الاستقبال والتكريم والبحث عن كل قواسم مشتركة.
اختفت تماما مظاهر التشنج في تغطية الحدث الاردني عبر محطة الجزيرة وقدر القطريون بأن الاردني قاطعهم وطلب من سفيرهم المغادرة عندما فرض الحصار على الشعب القطري لكنه لم يتجاوز هذه الخطوة.
لكن واجب الاردنيين حسب عطية العمل على ان يعود سفير قطر إلى عمله في عمان وبأسرع وقت ممكن وحسب مصالح الشعب الاردني لإن رسالة الحصار العربي نفسها ملغومة سياسيا ومتشنجة انسانيا وأصبحت عبئا على النظام الرسمي العربي.
حرص وزير الصناعة والتجارة القطري ومعه المسئول عن ملف الاستثمار القطري على تحضير وحضور فعاليات تظهر حسن الاستقبال مع مباحثات في الممكن والمتاح الذي يستطيع الوزير الاردني مهند شحاده ان يناقشه.
وصدرت تأشيرات للمعنيين بالمعرض الاستثماري الاخير والناجح بالمعايير الفنية خلال ساعتين فقط وبعد تدخل “وسطاء خير” في عمان والدوحة من بينهم النائبين الاخوين عطية .
يصمت القطري ولا يناقش قضايا حساسة مع ضيفه الأردني ترفعا.
صحيح ان الحصار بدأ اصلا بمفردة”مخيفة وغير أخلاقية” وأن الأردن ابعد سفير الدوحة كخطوة إحترازية حتى لا يواجه محور العهد السعودي الشرير الجديد.
لكن صحيح ايضا ان الأردني رفض المشاركة في حفلة الحصار على الشعب القطري وكان جريئا وهو يعزل نفسه قدر الامكان وبتوازن مطلوب عن سياق الحلفاء الذين اعلنوا الحرب على الشعب القطري في الوقت الذي أظهر فيه الامير تميم حراكا حيويا في الصمود والمواجهة وتجاوزت فيه قطر المحنة ولا تزال بعدما فقد الحصار بنيته الأخلاقية.
صحيح بالمقابل ان القطري تمكن من تمييز”الموقف الاردني” وفتح السوق لإحتضان الأردنيين.
لكن العلاقات وحتى تصبح مفيدة للأردنيين فعلا أكثر تحتاج حسب النائب خميس عطية لتنسيق دبلوماسي وعمل طيب يتطلب وجود “سفيرين” وينبغي حسب الحاج توفيق رصد وملاحظة منسوب حراك الاستثمار لنخبة من الاردنيين في قطر حفاظا على مصالحهم.
الأهم هي الملاحظة التي يجمع عليها كل من إطلع على حجم الحراك الاستثماري للأردنيين من رجال الاعمال في السوق القطرية وعلى رأس هؤلاء النائب عطية.
همس رجال اعمال كبار من الاردنيين في قطر في أذن عطية يسألون عن حجم المديونية الاردنية؟.
تلك اشارة يقتصر فهمهاعلى الاذكياء ويقصد فيها رجال الاعمال الاردنيون في الحاضنة القطرية بانهم مستعدون للإستثمار في وطنهم الاردني لا بل مصرون على توطين واعادة بعض استثماراتهم وخبراتهم ويستطيعون تقديم مساعدة حقيقية وعميقة ..”إذا اتيح لهم المجال”.
يبقى علينا هنا أن نقرأ ثم نفسر عبارة..”إذا فتح لنا المجال” عندما يتعلق الامر بإشكاليات إستقطاب وجذب رأس المال الاردني في الخارج التي يعرفها الجميع.
ويبقى علينا ان نجيب على سؤال عطية: لماذا لا نقرر إعادة سفير دولة قطر إلى عمله في عمان ونرسل سفيرا؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading