اراء و مقالات

الأردن عام 2023: عرس ولي العهد والإضراب وتفاعلات الطوفان و«التمكين والتحديث» وخريطة سيمورتش

شهد محيط سفارة الاحتلال ومدن أردنية تظاهرات حاشدة ومحاولات للوصول إلى الحدود مع الأراضي المحتلة ومطالبات شعبية بإلغاء الاتفاقيات وفتح الحدود وتشكيل جيش شعبي.

عمان ـ «القدس العربي»: يمكن القول بأن العام 2023 بقياسات الأردنيين من الأعوام الصعبة لا بل المعقدة على أكثر من صعيد خصوصا في ظل إشهار وثائق مرتبطة بـ«التحديث السياسي» للدولة و«التمكين الاقتصادي» بعد سلسلة من ورش عمل انتهت بوصفات لها علاقة بما سمي بـ«تحديث الدولة».

والتعقيدات التي نتجت عن الحرب الإسرائيلية ضد أهالي قطاع غزة والحسابات الأمنية والاجتماعية والسياسية المعقدة جعلت عام 2023 بامتياز عام معركة الطوفان.
سياسيا وفي وقت مبكر من العام تجلت حالة حزبية جديدة في الأردن شهدت ولادة وترخيص نحو 29 حزبا سياسيا جديدا حصل بعض منها على حيز ملموس من المشاركة العامة إثر صدور قائمة الأحزاب التي نجحت في تصويب أوضاعها بموجب القانون الجديد للعمل الحزبي.
وتفاعل الأردنيون في العام مع كل تداعيات القضية الفلسطينية وآخرها معركة طوفان الأقصى، وعندما يتعلق الأمر باتجاهات وفعاليات الشارع الأردني خرجت مظاهرات ضخمة مع قرب نهاية العام الذي شهد ولأول مرة في تاريخ المملكة «نسبة نجاح» كبيرة جدا أغضبت الحكومة لـ«الإضراب» الذي طالبت به فتاة ناشطة خارج البلاد.
وحقق الأردنيون بعد الطوفان أيضا نسبة متقدمة جدا في الالتزام بمقاطعة السلع والمنتجات التي اتهمت شركاتها الأساسية الأم بدعم الكيان الإسرائيلي، وصدرت دعوات قلقة من تداعيات المقاطعة على رفع نسبة البطالة.
وشهد محيط سفارة الاحتلال الإسرائيلي ومدن أردنية تظاهرات حاشدة احتفالاً بعملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ورفضاً للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما شهد محاولات للوصول إلى الحدود مع الأراضي المحتلة وهو ما منعته السلطات بالإضافة إلى عدد كبير من المطالبات الشعبية دعماً لغزة وفلسطين مثل إلغاء الاتفاقيات وفتح الحدود وتشكيل جيش شعبي.
وأعلن وزير الداخلية مازن فراية بأن منطقة الأغوار «منطقة عمليات عسكرية» ويحظر التظاهر بالقرب منها كما منع التظاهر أمام مقر السفارة الأمريكية في العاصمة عمان.
في بداية العام شهدت البلاد حالة استهجان ورفض لاستقبال بنيامين نتنياهو في عمان مع خروج مسيرات متزامنة منددة بالاعتداءات في المسجد الأقصى.
وبحضور ممثلين عن الولايات المتحدة والأردن ومصر والسلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي عقد في مدينة العقبة جنوب الأردن اجتماع تنسيقي بهدف خفض التصعيد في فلسطين واعتبره كثير من المراقبين أنه يهدف للعمل على إنهاء حالة المقاومة في الضفة الغربية وسمي باجتماع العقبة.
كما شهد الربع الأول من العام حكم أمن الدولة الأردنية بإعدام 3 متهمين والسجن المؤبد ومدد متفاوتة على آخرين في قضية ما تسمى بـ«خلية السلط المسلحة» التي وقعت أحداثها عام 2018 وقتل فيها 4 من رجال الأمن الأردنيين.
وأجرت الحكومة 3 تعديلات وزارية على الأقل خلال العام نفسه وقدمت لجان ملكية للتحديث السياسي والاقتصادي خططها التنفيذية.
وفي وقت لاحق من أواخر ربيع العام أثار استخدام وزير المالية في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش خريطة تظهر الأردن وفلسطين على اعتبار أنها «إسرائيل الكبرى» وإنكاره وجود شعب فلسطيني خلال فعالية في فرنسا، غضبا شعبيا واسعا في الأردن واستدعت الخارجية الأردنية السفير الإسرائيلي في عمّان احتجاجا على ذلك، وقبل نهاية العام صدر قرار عمان إبلاغ الإسرائيليين بأن سفيرهم في عمان «غير مرغوب بعودته» كما أعلن وزير الخارجية أيمن صفدي عدم توقيع الاتفاقية الإماراتية لتبادل خدمات المياه والكهرباء.
واحدة من أبرز أحداث العام 2023 تلك المتعلقة باعتقال إسرائيل لعضو البرلمان عماد عدوان بتهمة تهريب أسلحة قبل الإفراج عنه إثر تدخل مباشر من الملك عبدالله الثاني، ثم شنت طائرات أردنية في أيار/مايو أول غارة جوية في العمق السوري ضمن الحرب على المخدرات قبل أن ينتهي العام بمعارك غير مسبوقة بين قوات حرس الحدود وعصابات تهريب مسلحة من سوريا.

زفاف ولي العهد والأميرة إيمان

احتفل الأردنيون في الأول من حزيران/يونيو الماضي وبموعد مقر مسبقا بتفاصيل عرس وصف بأنه أسطوري لزواج ولي العهد على الأميرة رجوة الحسين وهي فتاة سعودية، فيما قبل ذلك تمت طقوس زواج إبنة الملك الأميرة إيمان. حضر عقد القران للأمير حوالي 140 ضيفاً بمن فيهم أفراد من العائلة الهاشمية وأفراد عائلات مالكة من دول العالم.
وقبل الزفاف الملكي الأردني اتجهت الأنظار في آذار/مارس 2023 إلى «بيت الأردن» الذي شهد عقد قران وزفاف الأميرة إيمان.

إقرار قانون الجرائم الإلكترونية

الإثارة تشريعيا بلغت مستويات غير مسبوقة حتى شهر أيلول/سبتمبر عندما تم إقرار قانون جديد للجرائم الإلكترونية يتضمن عقوبات خشنة ونادرة وأثار عاصفة جدل.

تعافي الاقتصاد

ورغم إعلان تعافي الاقتصاد الأردني مع بدايات العام 2023 إثر أزمة كورونا وتحقيق دخل سياحي للموسم تجاوز 3 مليارات دينار وإشهار خطط التحديث الاقتصادي بعد مرور عام على خطته في ورشة عمل بالبحر الميت، عادت السلطات لتعلن في نهاية كانون الأول/ديسمبر عن خسائر شهرية في القطاع السياحي بمعدل 200 مليون دينار جراء الحرب على غزة. ونجح الأردن بالمراجعتين السادسة والسابعة مع صندوق النقد الدولي. وتم التوصل لاتفاق جديد مع النقد الدولي لبرنامج إصلاح مالي ونقدي بقيمة 1.2 مليار دولار، للأعوام (2024-2028) وتثبيت التصنيف الائتماني للأردن من قبل أكبر وكالات التصنيف العالمية.
وفي كانون الأول/ديسمبر وقع الأردن والإمارات اتفاقيات بحجم 6 مليارات دولار، وتوقيع حزمة مساعدات «منح وقروض» من الاتحاد الأوروبي بحجم 902.4 مليون يورو.
وخلال العام مضى الأردن قدما بمشاريع كبرى في مقدمتها: الناقل الوطني ومشاريع الطاقة ومشروع المنطقة الاقتصادية بين الأردن والعراق.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى