أصحاب المعالي الأردنيين: تزهو بكم المناسف وفي سوريا غسيل «أموال» أم «قلوب»؟
استضافت كاميرا «راديو البلد» الأردنية مجددا الدكتور مصطفى حمارنة للتحدث عن تقريره الأخير و«الجريء جدا» بعنوان»حالة البلاد».
الروح المهنية، التي يتجلى بها هذا المسؤول والمفكر «المقاتل» تجلت عند الترفع عن الرد المباشر على أولئك الذين يسترسلون في «لعن الضوء» عندما يبدأ غيرهم بالتجرؤ على إشعال ولو شمعة، حتى لا تغرق البلاد بالظلام.
والله – في العادة ما بحلف في الصحافة – لكن حالة بلادنا اليوم «ما بتهون عالكافر»، حسب المثل الشعبي الدارج.
ما علينا، رموز ثقافة الإنكار من حزب الأغلبية الحاكم للنخبة في الأردن يأخذ على تقرير المجلس الاجتماعي الاقتصادي «صراحته» في التحدث عن التحديات والمشكلات، حيث اقرار بالبنط العريض، ليس من الحراك ولا المعارضة ومن جهة مسؤولة في السلطة أن «الدولة تتراجع» وأن المناصب توزع في إطار «محاصصة» مريضة مختلة.
كنا نتهم بالعبث دوما والسلبية عندما نقول ونكتب عن ذلك.
اليوم «شهد شاهد من أهل الدولة» أن المسيرة مختلة وتحتاج لتصويب. ولو كنت في موقع صاحب القرار لشكرت الحمارنة ورفاقه على صراحتهم التي كلفوا بها أصلا عندما أنيطت بهم مسئولية البحث والتنقيب.
تقرير «حالة البلاد»، الذي حاولت فضائية «رؤيا» مناقشته أول كلمة حق يراد بها الحق تقولها وبصيغة علمية نخبة رسمية أردنية، وبدلا من محاولة إعاقة التقرير ينبغي أن يقرأ صاحب القرار صفحاته وأسطره وتبدأ الحكومة العلاج.
تكرار الوزراء
طبعا لا ننسى أن «حالة البلاد» تضمنت تكرار اختيار 166 وزيرا من أصل عدد الوزراء في فترة الدراسة نفسها.
حسب دراسة إحصائية أخرى فا ن عدد الوزراء الذين تعينوا في الأردن على أساس معيار واحد فقط هو«الكفاءة» 60 وزيرا فقط من أصل 400.
بعيدا عن هؤلاء، الباقي «مقطوع وصفهم» و«عقمت الأردنيات عن إنجاب أمثالهم»، لكنهم وبلسان أبحاث رسمية سبب «الاخفاق الكبير» اليوم في البنية التحتية والقطاع العام.
هذا ما تحصل عليه دولة «يسكت المسؤولون فيها» عندما يتهم أحدهم أصحاب القرار بنوايا خبيثة جدا من طراز «الانقلاب على الولاء من أجل المهنية».
نمط الولاء إياه قادنا إلى «حالة البلاد»، التي يعرفها الجميع الآن، حيث تراكم لكل ما يعيق الاصلاح في زاوية «جماعة تزهو بكم المناسف»، عفوا قصدي «المناصب» وحق الملكية الفكرية هنا للفاضل الدكتور معن قطامين.
عن سوريا «التي «إنتصرت»!
سوريا، تلك التي انتصرت على «المؤامرة»، كما تزعم فضائيتها الرسمية تحتاج لوحدة متخصصة بـ«غسيل القلوب» بدلا من «غسيل الأموال»، خصوصا بعد تلك القائمة التي تشبه قوائم الدول العظمى والتي تضمنت أكثر من 600 شخص تعتبرهم السلطات السورية «ممولين للإرهاب»، فيما أغلبهم لا يستطيع «ذبح دجاجة»، مثل أحمد داوود أوغلو.
قناة «الميادين» وفي الجزء المعني بالتعليق على أخبار الصحف كادت تطلق الزلغوطة الشامية وهي تعيد وتكرر الخبر حول تلك القائمة الصادر عن صحيفة «الأخبار» الموالية بدورها لمحور الممانعة.
حسنا لدي أيضا قائمة بأسماء الإرهابيين تخصني، جار والدي النكد «الحاج عزت» وشرطي السير الظالم، الذي حرر لي مخالفة أستحقها، إحدى قريباتي لأنها خطفت قطعة الدجاج من يدي وأنا طفل، فني صيانة الكومبيوتر. مقر الصيانة المركزي في شركة «تويوتا»، عشرات الزملاء الذين نافسوني أو أعاقوني، وبالتأكيد قائمتي الإرهابية تضم كل من «اختلف معي يوما برأي» أو«لاحظ علي».
أنا حر أستطيع أن أرمي من أريد بعلبة بتهمة إسمها «تمويل الإرهاب» ولن تنفع الصرامة السورية تلك الصورة التي تبثها قناة «المستقبل» للرئيسين سعد الحريري وأردوغان فكلاهما إرهابيان، حسب موظف الأرشيف في الفرع الأمني بكل حي سوري.
بصراحة أنا قلق على سوريا بعد هذه القائمة، فمن يصنف أوغلو والقرضاوي وتسعة من نواب البرلمان الكويتي بالإرهاب لن يمكنه التسامح يوما مع نصف شعبه المشرد والأسير والهائم على وجهه.
الحسم الحقيقي في «التسامح والصفح» ومع مثل هذه القائمة المضحكة كأنك يا أبو زيد ما غزيت ولا حسمت معركة.
كنا خائفين على سماح النظام السوري للمؤامرة إياها بالإستمرار. الآن بتنا أقرب للثقة أن ذلك ما سيحصل لأن لحظة الانتصار الحقيقي في الحسم مختلفة عن الاسترسال في مقعد «الذئب».
ولأن البوصلة تضيع عندما يتعلق الأمر بدرس «التصالح الوطني» الأول!
يسعد صباحك
نبقى مع التلفزيون الأردني العتيد وبرنامجه الأكثر شهرة بقيادة المايسترو الزميلة لانا قسوس وإسمه «يسعد صباحك».
لسبب غامض حتى اللحظة قررت الزميلة إعلام الجمهور أن أهالي ضحايا فاجعة البحر الميت حظيوا بـ«مبالغ مالية».
الأهالي أعلنوها بالفم المليان، «لم يقبض أي منا ولو قرش واحد» ونريد القصاص فقط.
صحيح الزميلة المذيعة أعلنت الاعتذار عن «خطأ غير مقصود» في مكابرة مهنية معتادة وإدارة المؤسسة نفسها اعتذرت أيضا.
لو كنت معنيا بإسعاد صباح الأردنيين لخصصت إحدى الحلقات لمتابعة القصة بعنوان «أين ذهبت الفلوس؟!»
الأهم فعلا هو التمحيص قليلا، لأن ما حصل يقدم إنموذجا عن كيفية ولادة الشائعات ونموها.