«الشعب المسلح» في الأردن: «زعلان» ليه؟ «زنج» إسرائيل بالكوفية و«لولِح بيها» وسيناريو «الأميرة التي قتلت مرتين»
لو أن صفقة القرن تقررت ومضت في مشوارها المريب. هل يعيقها فعلا – وفي أي صورة – «السلاح الفردي» المحتشد بين أيدي المواطنين الأردنيين؟
هذا سؤال خطر في ذهني وأنا أقرأ مقالا للزميل رئيس مجلس إدارة محطة «المملكة» فهد الخيطان عن نوايا الحكومة سحب السلاح من الشعب.
«الشعب المسلح» مقولة تصلح لفيلم سينمائي طويل له علاقة بـ«غيوم البيريسترويكا»، والزملاء على شاشة «المملكة»، حاولوا عبثا على مدار ليلتين تسليط الأضواء على نوايا وزير الداخلية الجديد سلامة حماد.
حسنا، السلاح الفردي بدأ «يفتك» في الأردنيين، كما يفعل «الفساد»، وثمة جرائم لا يمكن تبريرها، وقصة أن الأسلحة المرخصة شرعية بين أبناء الوطن للدفاع عنه مجرد «ذريعة» وأنا شخصيا لا أشتري، رواية «وجود مسوغات سياسية» وراء التعديلات المقترحة على قانون الذخائر والأسلحة.
انفلات السلاح
من حق السلطة السيطرة على «ظهور منفلت» للسلاح، لكنها مريبة فعلا عندما تمتنع عن الإقرار بأخطاء فادحة ارتكبتها هي قبل الناس أولها التساهل في تطبيق قانون العقوبات طوال عقود والسماح لبعض حراس القانون المتاجرة بالأسلحة الحرام و»الطبطبة»- بمعنى المراوغة – على المسألة حتى بدون محكمة علنية.
حصلت ممارسات يندى لها جبيني كأردني، من بينها ادعاء السلطة أنها «لم تعد ترى» عندما هاجمت 400 بندقية آلية قرية واحدة على مرأى ومسمع السلطات.
ليس سرا أن نخبة من كبار المسؤولين سبق أن قدموا «مسدسات» لا بل أسلحة رشاشة كـ»هدايا» كانت ترسل زورا وبهتانا باسم «مؤسسات سيادية»، وأن «السيستم» سمح لعقود لأحد أعضاء البرلمان بزعم مخاطبته بأنه «مسدس الدولة».
أطلق أعضاء برلمان من جماعة «آلو»، والعبث بالصناديق تحت قبة البرلمان الرصاص، وحضر مشرعون بمسدساتهم لمؤسسة البرلمان وأحد مدراء الأمن عجز عن وقف إطلاق النار من جهة أقاربه خلال «جاهة عرس».
نواب أمة احتفلوا بالرصاص مباشرة بعدما أمر الملك بـ«محاسبة ولده لو فعلها» وثمة من تواطأ مع شبكة موظفين تاجرت بسلاح مرسل للمعارضة السورية.
باختصار، لا يمكن لأي تشريع أن يعالج ظاهرة السلاح، إذا لم يكن عميقا وجوهريا ومقنعا، وإذا لم يسبقه إقرار بأخطاء داخل الدولة ووقفها وإلا أمطرت غيوم البيروسترويكا «هل تذكرونها؟» على الكادر المسلح في الأردن.
ثورة «الزنج» الإسرائيلية
فقط، نكاية بحركة حماس، يستغرب صديقنا الفتحاوي علنا عدم فرد محطة «الجزيرة» لمساحة واسعة لتغطية ما سماه «ثورة الزنج» في إسرائيل.
صاحبنا، منزعج لأن زميلنا إلياس كرم منح ثورة اليهود السود دقيقتين فقط ضمن نشرة أخبارية، معتبرا أن «الجزيرة» قصرت هنا.
طبعا يحب الكثير منا – نحن أمة المهزومين – اندلاع ربيع عربي في عمق المجتمع الإسرائيلي.
وصل الأمر ببعضنا أن قفز لسطح الحدث وأطلق أغنية الكوفية الشهيرة على اليهود السود لأنهم يحرقون بعض السيارات. خبراء في تمجيد نضال الآخرين، بينما نحن قاعدون.
وبتقديرنا فإن أزمة الأثيوبيين هي عاصفة صغيرة في فنجان إسرائيلي أكبر، وينبغي أن لا نراهن عليها.
إسرائيل ينبغي أن تقلق فقط عندما تنضم الطبقة الوسطى في مجتمعها المتفسخ الى أي حراك في الشارع.
عموما، محطة «الجزيرة» انتبهت مع نهاية الأسبوع وبدأت تطرح الأسئلة، فقتيل يهودي واحد، لا يكفي إخباريا على الأقل حتى تنطلق موجات الحوار والحصاد.
مرة أخرى الكاميرا مهمتها إحصاء الجثث، وتصدع المشروع الإسرائيلي من داخله أهم بكثير من حراك اليهود من الدرجة الثالثة في المجتمع المنقسم أصلا على نفسه.
مرة أخرى نثق بما يقوله مفكر عميق من وزن الفاضل عدنان أبو عوده: أصلا إسرائيل محكومة بالإعدام وتنتظر التنفيذ.
ونزيد: حتى تفلت من العقوبة تخطط لحرب مع إيران وتريدها، وصدف أن تقاطع هدفها مع بعض «ربع العُقِل الميالة» والذباب الإلكتروني العربي والخليجي.
الشاشات والأميرة هيا
حجم حركات الكتفين والحواجب كان مبالغا جدا فيه عند الزميلة مذيعة محطة «الميادين»، وهي تتحدث عن قضية «خروج الأميرة هيا بنت الحسين من دبي»، وتقرر استضافة «معارض أردني» في الخارج ليكرر على مسامعنا قصة «الفتاة الأميرة التي قتلت مرتين».
طبعا، قبل ذلك دخلت كل فضائيات الكون على خطوط القصة باستثناء تلك التي تصور وتبث من دبي بطبيعة الحال.
أجمل وصلات الإثارة واللطم والرقص الشرقي في مسألة «عائلية» ظهرت على شاشات مصرية، وصاحبنا معتز الدمرداش تحدث عن «وثائق»، لكنه لم يعرضها.
شخصيا، لدي تقييم: لا أرى في أي قصة «عائلية» لها علاقة بخلافات بين زوجين يمكن أن تحصل في أي بيت مادة دسمة من أي نوع لتكهنات الإعلام تبرر محاولات الصحافة انتهاك خصوصيات الآخرين.
صحيح أن الإعلام الكوني، لم يكن لينتبه أصلا للقصة لولا «قصيدة» الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
لكن الصحيح أيضا أن لا نبني سيناريوهات وخيالات كإعلاميين ونترك الفضول يفتي وينتهك ويقترب من خصوصيات البيوت ونعلم مسبقا أن رأينا لن يعجب الكثيرين.
قصة الأميرة، التي قتلت مرتين «فرية» درامية في غير مكانها.