القحطاني: “نهاية رجل جبان”… “إسهر” مع التسريبات في الأردن… “شفافية السيسي” وقرب ماجدة الرومي من”النبي”
طبعا مفهوم لماذا تجاهل قارىء الأخبار العتيد في القناة السعودية الثانية، وهو يتلو علينا نبأ الجلسة الأولى في محاكمة قتلة خاشقجي الجزء المكمل للنبأ بعنوان «الأمم المتحدة تطالب بتحقيق شفاف».
الشفافية عند الشقيق السعودي هذه الأيام تبدو مفردة مثيرة للقلاقل والشفقة وتنطوي على مؤامرة بالتأكيد من «العدو الفارسي»، الذي يستهدف أكبر دولة إسلامية«سنية»!
تتوسع محطة «الميادين»، رغم أولوياتها السورية في تغطية ما تبقى في ضمير العالم عن جريمة اغتيال الراحل جمال خاشقجي.
في المقابل تغلق «الجزيرة» ذلك الإستديو، الذي انشغل لأشهر بالقضية دون غيرها، الأمر الذي سمح لبعض المعلقين بالنوم قليلا، فيما تسترسل «آي آر تي» التركية في تسريب ما تيسر لمشاهدها العربي.
سرية «المتهم»
للمرة الأولى في تاريخ المحاكمات، التي سمعت بها أرصد مبدأ «سرية المتهم»، فطوال الوقت في الأنظمة الشمولية وغيرها نسمع بسرية التحقيق وليس المتهم.
ما علينا، بصفة شخصية مهتم بمعرفة دور النسخة السعودية من الكائن الذي يحمل إسم «سعود القحطاني» في كل المسرحية، خصوصا بعد تلك المشاعر التي تنتاب القارىء عند مراقبة صولاته وجولاته أثناء التحقيق المباشر مع معتقلات الرأي من السعوديات اللواتي لا يرقصن اليوم مع شقيقاتهن بالقرب من الحرم النبوي، إحتفالا برأس السنة برفقة ماجدة الرومي والثلاثي راغب علامة ووليد توفيق ونجوى كرم.
صدقوني، لدي انطباع أن كل نظام عربي لديه نسخ من صاحبنا القحطاني، الذي لم أفهم حتى اللحظة كيف يسمح أي ديكتاتور بتجميع كل هذه السلطات بين يديه.
لكن الفارق أن «أبو شريك» السعودي، لا سمح الله، فج ومبالغ ومستذئب لدرجة أنه وقع في السرعة نفسها، التي حلق فيها وحمل معه مؤسسة عميقة وعريقة قامر الأخير بسمعتها.
نهاية رجل ظالم
شاهدنا «أم بي سي» وهي تغطي وصلة ماجدة الرومي. هنا فقط شعرنا بالأسف وبعض الخجل، لأن من يغني في الكباريهات لا ضرر ولا ضرار أن يجلبه «الإنفتاح السعودي الفني» للنشيد بصحبة المقدسات في مكة والمدينة المنورة.
لكن عندما يتعلق الأمر بالفن الملتزم وبفنانة كبيرة من وزن ماجدة الرومي جل ما يتوقعه متذوق ومحب لها هو أن تنشد فقط وبخشوع تام لحبيب الأمة «النبي» عليه الصلاة والسلام، عندما تستدرج للغناء بالقرب من قبره.
سهرة مع «الشائعات»
على الشاشات الأردنية ثمة انشغالات أقل تعسفا، فعبر محطة «رؤيا» المحلية يعيد رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز تحذيره وقبل زيارته لواشنطن من الإصغاء لبناء الشائعات.
وقبل ذلك أعادت الشاشة الحكومية الرسمية عدة مرات تأكيدات عاهل البلاد شخصيا الخاصة بضجره من الشائعات وتأدبا تجنبت المفردة الملكية التحدث عن «أكاذيب».
يذكرني الأمر بوثيقة «رسمية» اطلعت عليها يوما وتوزع حصص مصادر الشائعات والتسريبات الإلكترونية فتحتل السعودية وسوريا والولايات المتحدة الصدارة.
الخجل الأردني التقليدي وكلفة الاعتراف فقط تمنعان أصحاب القرار اليوم من اكمال الحلقة الفارغة. حيث نخبة «موظفين» تقاعدوا للتو ومن مختلف الأجهزة، بما فيها أحيانا الأمنية وللأسف الشديد تحركها «الشخصنة»، وتساهم في تمويل وتغذية التسريبات، التي تعبر الحدود، خصوصا في الولايات المتحدة، حيث معارضون طارئون يريدون أن تدفع البلاد مع العباد ثمن وكلفة تجاربهم الشخصية الفاشلة في مسلسل من «الصيام الكاذب» عن الحقيقة مثل الحمل الواهم.
لا تريد دوائر صناعة القرار ممارسة الشفافية حتى مع نفسها عندما يتعلق الأمر بحصة وافرة من «التسريبات والشائعات» تنتهك كل الأخلاق والقوانين ويمارسها أردنيون اليوم كانوا قبل وقت قصير في وظائف مدنية وأمنية متقدمة ومتحدثين باسم الدولة والنظام.
الجميع يسهر مع «التسريب» في الأردن وفي كل مستويات الوظيفة وبعض المتقاعدين وكثيرون من أبناء الدولة والمؤسسة يواصلون حفلة الوناسة التسريبية إلا من رحم ربي.
«شفيق يا راجل!»
نعود للإطلالة التلفزيونية الأخيرة عبر شاشة «رؤيا» لرئيس الحكومة وجائزة أجمل وأرشق تعليق للفنان الكوميدي موسى حجازين، وهو يشكر الرئيس والقناة على فوائد المقابلة، لكنه يقترح إعادتها «مع الترجمة».
يحتاج المشاهد إلى ترجمان حتى يفهم ما تريده الحكومة. هذا ما يقوله النجم، أما ما تقوله «العصفورة» فيؤشر على أن ورطة ملف «العفو العام» أغضبت مواقع مهمة وأساسية في القرار دون أن ترضي الحكومة. هذه طبعا واحدة من كلف نظرية «التسلل».
أما السفير المصري في واشنطن فأعتقد لوهلة أنه يستطيع التسلل لإدارة العلاقة مع محطة من وزن «سي بي أس» على طريقة «هيئة الإستعلامات المصرية» مع باقة «النيل».
الضجة المفتعلة حول واقعة المقابلة، التي سجلها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ثم أغضبته وطالب بعدم بثها لا مبرر لها.
بالعكس، لو كنت مكان الشعب المصري لشكرت «السيد الرئيس» على تكريس مبدأ الشفافية، خصوصا عند التحدث عن «التميز» في التعاون مع عدو مثل إسرائيل، ليس فقط في مجال مكافحة الإرهاب والتنسيق الأمني، بل أيضا في المجال الحيوي لمحاصرة أهلنا في قطاع غزة. عموما، المحطة الأمريكية فضحت الطابق والمشهد يستحق التذكير بمسرحية «شفيق يا راجل».