مقالات وآراء

«إخوان» الأردن في الواجهة والشارع مجدداً… ومبادرة سياسية لـ «العمل الإسلامي»

ترفع قنوات تلفزيونية محسوبة على السلطة في الأردن مثل «المملكة» الحظر فجأة عن قيادات حزب جبهة العمل الإسلامي ويبدأ رئيس الوزراء وبعض افراد طاقمه مجددا بالتحدث مع حزب المعارضة الاكبر المحسوب على الاخوان المسلمين.
هنا تحديداً وفي بطن هذا المشهد يستعيد لاعب هادئ من قادة التيار الإسلامي هو الشيخ مراد العضايلة زمام المبادرة ويتحدث للشارع مرتين عبر شاشات تلفزيونية بعد سنوات من الحظر الهوائي.

العضايلة لـ «القدس العربي»: نساند موقف الملك في ملف القدس ولابد من «حراك» في المشهد الداخلي

العضايلة يترأس وفداً للحوار مع رئيس الحكومة الدكتور عمر الرزاز والرجل يتحدث بصراحة قبل ذلك وبقلب مفتوح عن عودة سريعة لقواعد منهجية الاصلاح بهدف احتواء الاحتقان العام مع وزير الداخلية سمير مبيضين.
الوزير المبيضين نفسه يقدم صورة إيجابية أكثر وهو يتحدث أمام «القدس العربي» بالطيبة السياسية المألوفة فيه عن صيانة وحماية حقوق التعبير والتحدث مع جميع الاطراف استنادًا إلى ان الحركة الإسلامية جزء من نسيج المجتمع الأردني. تلك مسالة غابت عن قاموس المسؤولين الأردنيين نحو سبع سنوات اخيراً في نطاق خندق الاستهداف الرسمي لجماعة الاخوان المسلمين.
على الجبهة نفسها يتقدم قادة حزب الجبهة صفوف المعترضين على دولة الاحتلال الإسرائيلي والتضامن مع القدس في مسيرة منظمة عاد بها الإسلاميون إلى الشارع عملياً وقبل ذلك يصلي العضايله في الناس امام قنصلية نيوزلندا صلاة الغائب على أرواح ضحايا الهجوم على المسجدين.
فهمت «القدس العربي» مباشرة من العضايلة مرات عدة أن رفع منسوب الإيجابية مطلوب من الأحزاب السياسية كما هو مطلوب تماماً من الحكومة والسلطة.
لذلك يعود حزب الإخوان المسلمين إلى الواجهة تماماً في الأردن بقوة وبهدوء وبخطاب بأبعاد وطنية وليست حزبية أو تنظيمية هذه المرة حيث يتقدم التيار الإسلامي بمبادرة معتدلة تضع ملامح خارطة الطريق باتجاه الإصلاح السياسي والتغيير الايجابي واحتواء تلك الضغوط الدولية والإقليمية التي تتعرض لها المملكة. المبادرة تبدو شمولية إلى حد ما وعندما يتعلق الامر بتشخيصها لجهة صفقة القرن الوشيكة على المصالح الأردنية تبدو متسقة تماماً ليس مع الحكومة الأردنية ولا المؤسسات هذه المرة ولكن مع خطاب القصر الملكي نفسه.
وتحاول تلك الوثيقة الصادرة عملياً عن مطبخ الإخوان المسلمين إشعال شمعة بدلاً من لعن الظلام وتقديم اجابة على السؤال التالي: ما هي عناوين برنامج توافقي ووطني باسم الاصلاح السياسي؟ بمعنى آخر وضع الاسلاميون ورقة معتدلة جداً تستند في تشخيصها إلى تحليل الخطاب الملكي نفسه تحت عنوان الضغوط على الأردن وتقدم حلولاً ومقترحات من النوع الذي يصعب اتهامها او حتى قراءتها ضمن الموقف المعلب المسبق الاتهامي للإخوان المسلمين.
المبادرة تلك تقصّد واضعوها ان لا تكون معنية بالتفاصيل وتتضمن عناوين عامة ووطنية فقط على أساس النزول عن الشجرة لمن أراد ذلك. وهنا تحديداً يؤكد الشيخ العضايلة رداً على استفسار مباشر من «القدس العربي» بأن الحركة الإسلامية تريد العمل على تقوية ودعم وإسناد موقف الملك عبد الله الثاني في ملف القدس. ويقترح العضايلة بأن ذلك يتطلب الان حراكاً وطنياً ومنهجياً في المساحة الداخلية على اساس وضع حلول ومقاربات تؤدي مجدداً إلى استرخاء الشارع واحتواء الاحتقانات لأن ذلك من المتطلبات الاساسية اليوم لتصليب الجبهة الداخلية.
الرأي نفسه يتفق معه عضو البرلمان خميس عطية وهو يؤشر على ان مرجعية الموقف الملكي فرصة اليوم لكل الأردنيين ومؤسساتهم لكي يقوم الجميع بواجبه في المقابل مقترحاً التوقف عن الشكوى والتذمر والاتجاه نحو العمل والانتاج.
على جبهات موازية وفي اطار التوازن الذي ظهر بلغة الاسلاميين مؤخراً يمكن الاشارة إلى ان ورقة المبادرة السياسية نتجت في الواقع عن بدايات حوار لترشيد الخطاب بين اقطاب عدة في حراكات الشارع استضافه قبل نحو ثلاثة أسابيع القيادي البارز في حضن البيت الاخواني الشيخ زكي بني إرشيد. والذي تظهر بصماته اليوم في العديد من الفعاليات والنشاطات خصوصاً عندما يتعلق الامر بمنطق إسناد ودعم موقف الدولة والملك الرسمي في مواجهة استحقاقات وتداعيات الضغط الأمريكي والإسرائيلي.
ليس سراً في السياق نفسه ان النشاط الإخواني في الحالة الداخلية الأردنية الذي اعقب خطاباً شهيراً للملك عبد الله الثاني في مسألة القدس ورفض التوطين تزامن مع الإشارة القوية التي ظهرت على لسان الزعيم السياسي لحركة حماس الشيخ اسماعيل هنية وهو يعلن دعم الحركة لموقف ملك الأردن اثناء زيارته امس الأول لمقر المستشفى العسكري الميداني الأردني في قطاع غزة. حماس هنا تمارس الالتقاط السياسي ايضاً برفقة حلفائها في حزب المعارضة الإسلامي الابرز في الأردن.
وعلى نحو او آخر يوجه الطرفان رسالة متزامنة تقول لمركز القرار بأنهما مستعدان للدعم والمساندة لا بل التضامن مع موقف القصر الملكي الأردني الاخير الذي رفع الفيتو تماماً في وجه اي ترتيبات امريكية او إسرائيلية لها علاقة بتغيير الملامح في مدينة القدس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى