نجوى كرم تغني للانفتاح السعودي: «حطلوا ألبي مخدة»… وعرض في الأردن لمسلسل «صناعة عدو للدولة»
صلعة» عمرو أديب لمعت بقسوة وسط أضواء مهرجان الرياض الفني وهو يقدم برنامجه الجديد على «أم بي سي» باسم «الحكاية».
صاحبنا، ارتدى قميصا أسود قصيرا على الطريقة اللبنانية، وهيئة الترفيه السعودية قررت تقديم موهبته الجديدة لنا نحن معشر المؤيدين للتوسع الثقافي والفني في مملكة خادم الحرمين الشريفين.
لم يخطر في بالنا يوما أن نشاهد عمرو أديب يتحرش في الطريق مع الكاميرا بمطرب مثل عمرو دياب في هواء الرياض العليل، فيسأله: إزاي حتدخل عالجمهور الكبير ده يا هضبة؟
كنا قد اعتدنا على الزميل في استعراض سياسي يعزف سيمفونية موحدة، قوامها التسحيج للسيسي والتنديد بحماس ومطاردة أي أخ مسلم في الكون مع الإساءة لقطر.
شخصيا لم أكن أحب رصد صاحبنا وهو يتراقص خلف الكواليس ويصطاد نجما قبل المسرح، فيما نجوى كرم تصدح على الشاشة نفسها وخلفها صورة عملاقة لخادم الحرمين وولي عهده «وحطلو ألبي مخدة»… ثم تنتقل إلى «ما في نوم بعد اليوم إلا جنبك حبيبي».
نجوى الناعسة
السيدة نجوى «نعسانة» والإيقاع طاردها في مهرجان الرياض مع بهلوانيات عمرو أديب، التي بدت متكلفة جدا، مع أن وظيفته ضد خصوم السعودية سياسيا وضد ثورة الشعب المصري، كانت بأداء أفضل.
عموما، وبكل صدق، من حق كل سعودي مشاهدة نجم كبير يغني لبلده ونتحمس حقا للانفتاح الشمولي والراقص في السعودية، ونرى أنه بصمة حقيقية لنجومه، لا نملك الاعتراض عليها، فشعبنا هناك «جائع» فعلا للفرح والرقص والتحول.
الاستفسار الوحيد، هو ذلك المتعلق بالطريقة، التي تجعل أي حاكم ممارسا فذا وجريئا للانفتاح الفني والثقافي والسياحي، مقابل عكس الانفتاح تماما في حريات الرأي والتعبير واغلاق فم كل – ليس فقط من يعارض – بل من يفتح فمه خارج عيادة طبيب الأسنان.
لو يفعلها محمد بن سلمان فعلا ويؤسس لنا «هايد بارك» سياسي يهتف فيه المعارضون وأصحاب الرأي لصفقنا له سواحلنا وحواجبنا.
يبقى المشهد منقوصا، لكن حتى لا يفرح المتهمون، نحن مع الانفتاح المهرجاني في السعودية ونسانده ونتمنى أن يطال الحريات قريبا.
غازي «عدو الدولة»
شاهدنا النائب المحامي الأردني غازي الهواملة، وهو يتحول إلى «شريط دعائي» بسقف مرتفع يروجه نشطاء عبر محطتي «الأردن اليوم» و«رؤيا» وعدة مرات.
صحيح أن الرجل يبالغ في الصياح ويستعمل مترادفات لغوية محلية ساخرة ولاذعة، وأحيانا غريبة ومضحكة بقصد التزهزه.
وصحيح أنه يثقب بعض الأسقف في الجملة المعترضة، لكن نشر اسمه بكل «الكيدية»، التي يعرفها البشر على شريط إخباري في التليفزيون الرسمي، ثم تحميل إشكالية قانونية يحسمها القضاء العادل ما لا تحتمل أيضا هو سلوك متشدد ويبالغ في صناعة «عدو للدولة»، قد لا يكون خصما فعلا.
الناس في الأردن لديهم أسئلة حائرة وقلقون على دولتهم ومؤسساتهم أكثر من رموز الدولة نفسها، وينبغي أن تقدم أجوبة لهم، بدلا من تقديم خدمات مجانية بتحويلهم وعلى قاعدة «جوزك وان راد الله» إلى رموز في الشارع بحجم لا يمثل الواقع.
شخصيا، لا تعجبني آراء الهواملة أحيانا، وسبق له أن هاجمني بدون وجه حق.
لكنه نائب في برلمان، ومن حقه أن يتكلم بموجب ما يتيحه الدستور والقانون، وبدون استعراضات مبالغ فيها على أن يحاسبه الصندوق وناخبوه فقط، دون غيرهم.
لا يجوز في حال من الأحوال أن يتحول أي صاحب رأي إلى «عدو للدولة» في وطن اعتاد على التسامح ولا يعرف الخصومات الأبدية وأبرز تنظيم معارض تاريخيا فيه كان يحمل الجنازير في الشارع دفاعا عن النظام وضد اليساريين والقوميين، الذين كانوا يرفعون شعار اسقاط النظام.
الأردن «نكهة» خاصة، يا جماعة الخير، فلا تفسدوها بمغامرات تصنع صناعة خصوما وأعداء ورموزا دون مبرر، والكثير من مشاهد التوتير يمكن تجاوزها لو طبقت السلطات القاعدة المصرية الفكاهية الشهيرة «تكبير الجيم وترويق الدال».
نعرف مسلسلا متواصلا باسم «صناعة عدو للدولة» يمكن الاستغناء عن عرضه وانتاجه. هناك وزير بلاط سابق ورئيس وزراء أسبق وجنرالات وحراكيون وموظفون صغار ومعارضون أصحاب نصيحة ومشورة ومشايخ محترمون. لا مبرر لكل هذا التصعيد، فالدولة والقصر للجميع و«الملك على الجميع ولهم» بما في ذلك الموتورون والناكرون والمأزومون والنبلاء والفرسان والناشطون والخاملون.
حكومة تكره فيسبوك
الزميل المذيع الأردني حسن الكردي كان دبلوماسيا للغاية، وهو يعلق على هجوم وزير العمل نضال بطاينة عليه على الهواء مباشرة.
الوزير خاطب الزميل بغرور بالغ وبتسرع وهو يعتبره معتمدا على «أرقام في فيسبوك».
على طريقة الضيف الإيراني للزميل فيصل القاسم خطر في بالي أن أسأل معالي الوزير: أخي … إنت ليش زعلان من الفيسبوك؟
الحكومة برمتها تترك العمل وتنشغل بالرد على ما يثيره فيسبوك، ووزير الخارجية تحديدا يدير كل علاقته بالأردنيين، وحتى السفراء عبر «تويتر» والوزير نفسه يتشبك عبر «غروبات واتس أب» يؤسسها كل من هب ودب. على أي أساس يريد الوزير من الإعلام أن لا يقرأ فيسبوك وكأنه «تهمة».
قناة «المستقبل» مثلا قدمت نصيحة سريعة لحكومة لبنان، درءا للفتنة بمثلها «ضريبة على فيسبوك»!