قصور السيسي وصدام بعد «المارينز» و«ماسورة» القذافي… و«إللي معوش بيدفع للي معاه»
ليلة تحرك شباب السويس أحصيت عبر البث المباشر على قنوات تلفزيونية عددا قليلا من الشباب يتحركون وسط قنابل الغاز، التي أطلقها الأمن المصري في محاولة لتفريق المتجمعين فجأة تحت عنوان..»ارحل يا سيسي».
هذا العدد يمكن أن يتجمع في أي لحظة في النهار أمام أي محل شاورما في العاصمة الأردنية عمان.
حتى الزميل عبد الفتاح فايد ظهر مهتما وهو «يعلق على الأخبار» بتعداد أسماء القرى التي تجمع فيها عشرة أشخاص لمنح الحراك الشعبي الأخير أي صنف من «الزخم».
أيام قليلة فقط وإذا زاد عدد المحتجين سنشاهد إبراهيم عيسى وعمرو أديب ورفاقهما ورموز «إعلام السح الدح إمبو» وهم يحاولون «أخونة ثم شيطنة ثم قطرنة – من قطر- حراك الذين صدمهم الرئيس السيسي وهو يسأل دون أن تشطب قناة الفضائية الرسمية «مبنيش قصور ليه؟ هي لي؟ دي لمصر»!
«فلترة الريس»
بصدق لو كنت أحد رموز «الفلترة» وحراس الإعلام المصري الرسمي لجازفت بحياتي من باب الولاء والانتماء ومن أجل عيون «الريس» وقررت «فلترة» الرئيس نفسه، وهو يقول تلك العبارة حتى لو قطعوا رأسي.
السبب بسيط. حيعمل إيه الجائع المصري بالقصور الرئاسية «اللي بتتبني»؟!
آخر النهار، وفي الحلقة الأخيرة شاهدنا الملابس الداخلية للمارينز الأمريكي وهم يجلسون «يتمردغون بالتعبير الأردني البدوي» على أرائك تلك القصور العملاقة، التي بناها الراحل الكبير صدام حسين للعراق، فبال بها الأمريكي وسرق مقتنياتها التي لا تقدر بثمن الإيراني والإسرائيلي ولم يستفد منها أي مواطن عراقي.
سيادة «ديكتاتور ترامب المفضل» لم يخطر في باله استعادة مشهد الحفرة، التي اختبأ فيها الراحل صدام بعدما خذله أو خانه الحرس الرئاسي المكلف بحماية تلك القصور، ولا تلك الماسورة التي قتل داخلها معمر القذافي .
لكن، لا نتمنى لأم الدنيا إلا الخير طبعا ودائما.
أردنيون يراقبون المصريين
في الأردن ثمة من يحتفي طبعا بالحراك المصري الجديد ويبالغ في التوقع والقراءة فيربط مصير إضراب المعلمين بما يحصل في مصر، وعلى أساس «لو سقط النظام المصري لقررت الحكومة دفع العلاوة» للمعلمين وفورا بدون تفكير.
يقلقني اهتمام العقل الاجتماعي في بلادي بتلك الاسقاطات التي لا معنى لها.
الشعب الأردني «يجلس ركبة ونص» لكل صغيرة وكبيرة.. وزير التربية الأسبق الدكتور محمد الذنيبات يظهر على شاشة محطة المملكة ليزف لنا نحن الشعب «النبأ الأسوأ»، معتذرا مسبقا من التدخل بشأن «معالي وزير المالية».
الذنيبات قالها ومن الآخر… «في بعض الأشهر تجد الحكومة صعوبة في تدبير الرواتب الآن».
في جزء بعيد، جعلته المنصات قريبا يسأل المذيع ضيفه نفسه: «كم راتبك أنت في شركة الفوسفات» يجيب الرجل: «10 آلاف دينار».
للعلم، راتب المعلم الأردني الذي يريد رفعه بمعدله لا يزيد عن 550 دولارا.
لكن ذلك ليس مبررا طبعا لمطالبة أصحاب المعالي وعلية القوم بالتبرع ولو بنصف رواتبهم أو ربعها للخزينة الموجوعة وعلى طريقة القصور الرئاسية المصرية.
في مشهد سابق وعلى شاشة التلفزيون الأردني ظهر نائب رئيس الوزراء وهو يدفع في اتجاه تحميل الخزينة كلفة تأمين ضمان اجتماعي لنواب الأمة على أساس أن «ذلك يعزز التنمية السياسية ويزيد من عدد المرشحين للانتخابات».
حسنا عدد المرشحين في أقصاه لا يزيد عن 2000 شخص وعدد أعضاء نقابة المعلمين فقط 120 الفا. لماذا لا تخصم الحكومة من رواتب الكبار ولو قليلا لتدفعها كقروش للناخبين هنا؟
سؤال خبيث طبعا، إلا إذا كان المقصود إصلاح سياسي يزيد فقط عدد المرشحين لانتخابات بدون «ناخبين». لا تقرأ إلا وتقول «سبحان الله»، فذلك لا يحصل إلا مع وزراء الأردن.
قلناها ونكررها: لا مصلحة لأحد إطلاقا في «حل الأزمة» على حساب المعلمين ودون تقديم شيء فيه حد أدنى من الإنصاف لهم. هذا تحذير شديد لمن يحاولون في الحكومة والسلطة التذاكي وفرد العضلات وتحريض شرائح على فئات. هذه لعبة روليت والله من وراء القصد ومجددا في بلاد العرب كلها..«اللي معوش بيعطي اللي معاه»!
عادل الجبير وقصة «الشب»
شاهدنا باهتمام السيد عادل الجبير وهو يتحدث لميكروفون التلفزيون السعودي الرسمي بعبارة وبكل صراحة «لم نفهم منها شيئا» وأساسها: من قصف أرامكو سيدفع الثمن. التحقيقات مستمرة وإذا ثبت أن لإيران دورا في الهجوم ستدفع الثمن.
حسنا. ذكرني المشهد تماما بالفضائية السورية، حينما تقصف إسرائيل جهارا نهارا فيخرج الوزير وليد المعلم علينا قائلا «سنرد في الوقت المناسب».
أكاد «أتفتق» من عقود وأنا في انتظار الرد السوري على العدو.
عمليا، إذاعة الحوثيين الرسمية أعلنت أنها «القاصف» المجهول. السؤال هو: بماذا يريد صاحبنا الجبير أن يحقق بصورة محددة؟ هل سيجمع قطع الطائرة المسيرة الغامضة ويتفحصها في مختبرات ناسا التابعة للمركز الوطني لرصد هلال العيد؟!
«خسروه هالشب». هذا ما قاله لي سياسي فلسطيني عتيق يراقب الجبير، عندما كان «أذكى وأفصح وأكثر كلاما مفهوما» في واشنطن، قبل طبعا دخوله في «الماسورة» إياها التي يدخل فيها «أسد ثقافي» أردني مثلا وخلال أشهر يغادرها على هيئة «دجاجة»!