الأردني عندما ينشد العدل في اليابان… دجل الملاعب في شعار “الله – الوحدات أو الفيصلي – القدس عربية”
ذتنقل الفضائية الرياضية مجددا مباراة الوحدات والفيصلي «المشحونة للغاية» وبدون مبرر .
ويسمع صوت المعلق خجولا وهو يقول «عيب يا شباب… الروح الرياضية هي الأهم»، كلما فوجىء لاعب وحداتي بأحجار وكميات من الزجاجات الفارغة تنهمر عليه لإعاقة اللعب.
احتاجت تلك المباراة مني كأردني لتفريغ 1000 دركي على الأقل طوال نهار كامل لضمان الحد الأدنى من شغب الملاعب .
لعب الفيصلي بشكل أفضل، وكسب المباراة، ونبارك له، لكن فرحته يبددها أحد اللاعبين وهو يخترع أسلوبا غريبا ابتهاجا بتسجيل هدف عبر كشف مؤخرته للجمهور الخصم!
لكن الهتافات السلبية والعنصرية إياها برزت، ولو بنسبة أقل وتوسعت قبل المباراة وبعدها، ورغم اختلافنا مع متهمي رئيس نادي الوحدات وعضو البرلمان طارق خوري بالتسبب بمناخ مشحون قبل المباراة، إلا أن عبارة خوري الشهيرة من النوع الزائد، والذي كان يمكن له الاستغناء عنه مقابل مجرد مباراة أقرب إلى لعب «الحارات».
صاحبنا خوري لم يوفق وهو يعلن: «الله – الوحدات – والقدس عربية».
بعد الفوز رد عليه مشجعو الفيصلي بعبارة «الله – الفيصلي والقدس عربية».
كلاهما عمليا يناكفان الدولة الأردنية، ويزج الطرفان بالقدس والجماهير الزاحفة باسم الفريقين لم تحرر شبرا من القدس المحتلة.
اقتراحنا الأبسط هو أن تتوقف السلطة عن الشحن في مباريات الفريقين لأنه مفبرك وغير حقيقي وأن تترك القدس لشأنها بعيدا عن مناكفات كرة القدم والملاعب.
ومن جهتي أجدد الدعوة لإغلاق الناديين، ولو تابعت كرة القدم الأردنية فأنا أشجع فريق نادي السلط.
طلب العدل في اليابان
تتبنى فضائية «المملكة» المحلية الخبر الأسوأ في قياسات الادارة الأردنية: الخارجية اليابانية ترفض ترشيح الوزيرة السابقة لينا عناب سفيرة للأردن في طوكيو.
حسنا، يحتاج المشهد لبرنامج حواري على الأرجح وتجنبا للإحراج تتجنبه محطة «المملكة».
لكن سبق أن حذرنا علنا من هذه الفضيحة الدبلوماسية فالإمبراطورية اليابانية تحترم مشاعر ضحايا فاجعة البحر الميت أكثر من صناع القرار الأردنيين.
ذلك درس قاس للإدارة العليا المعتمدة على الارتجال والعشوائية وغيبوبة الفلاتر والمزدحمة بالمراهقين والشللية.
نجم هذا العمل هو مواطن طبيب فقد إبنته في الحادثة قرر مخاطبة إمبراطور اليابان برسالة إنسانية وبعد حملة تضامن شرسة نكاية بالدولة على منصات التواصل حصلت اللخبطة والمناكفة.
أعتقد شخصيا وجازما أن المواطن الطبيب عدنان أبو سيدو أحرج بلاده واليابان معا في قضية هو صاحب حق فيها، فطوكيو يمكنها الاستغناء عن مسيرة احتجاجية على بوابات سفارتها في عمق العاصمة عمان.
عموما، أبو سيدو، ليس أكثر من طبيب ووالد مفجوع غرقت إبنته بسبب إهمال رسمي وبيروقراطي. لا يمكن حسابه على الإخوان المسلمين ولا على الحراك ولا على الأحزاب أو المعارضة.
أبو سيدو، ليس طرفا في تنظيم سري ولا علاقة له بأي مؤامرة كونية أو إقليمية تستهدف الدولة الأردنية وليس رجل أعمال حاقدا أو صاحب موقع متقدم في المجتمع ولا يفكر في الانتخابات.
هو بصراحة واختصار مجرد مواطن من الطبقة الوسطى تلقى «وعدا ملكيا»، لم تلتزم الأدوات بتنفيذه. الحكومة تجاهلت أبو سيدو وأهالي الضحية ومدراء مكاتب ملكية توقفوا عن الرد على اتصالاته و«تذاكى» معه جميع المسؤولين، وحتى المؤسسة الأمنية غفلت عن «تدبيره» بأي إجراء منصف.
الرجل صاحب حق ونشد الإنصاف من طوكيو بعدما تجاهله كل المتشدقين بالوطن والوطنية والولاء.
السودان والجزائر
من يتابع تغطية الفضائيات العربية وتركيزها على الجزائر وعلى السودان يصيبه الفزع.
المسألة أشبه بتوقع مراقبة الجحيم مجددا من حيث الاضطراب والثورات، ثم الثورات المضادة، ثم خلع حكام وجرائم في الشوارع من كل الأطراف والدخول في الفوضى وانسلاخ ديكتاتور واحد إلى حزمة من تجار الحرب والدمار، حيث الأجندات من كل الأطراف .
الفارق في ما يسميه محللون موجة الربيع العربي الثانية، أن الشباب في الأنظمة المستبدة جاهزون ببدائل فترتيب شؤون أي ثورة شعبية في الجوار يمنع تسربها إلى الرعاة والممولين.
عموما، لست مصفقا لبعض الربيع العربي، وخلافا لما كانت تقوله جدتي رحمها الله: «خذوا فالها من أطفالها» علينا أن نتحرص ونشتم فألها من «شاشاتها».
وعليه أي جولة في فضائية السودان الرسمية تثير الغثيان السياسي، لأن الشباب في تلك المحطة في حالة غيبوبة ويطبقون قواعد «العرس عند الجيران».
ولا يختلف الأمر عند الشبكة الوطنية للتلفزة في الجزائر، فالشاشات هنا تحديدا تتعامل، وكأن الرئيس – شافاه الله وعافاه – ينبغي أن يُشكر لأنه قرر – رغم المرض والعجز- خدمة الوطن.
«تكتكات» نجوى كرم
طبعا مثل هذا الضجر الشاشاتي لا تبدده إلا «تكتكات» نجوى كرم الطريفة على «أم بي سي» وهي تسبق شهر رمضان في الجزء الجديد من «مواهب العرب» حيث تضرب نجمة لبنان على الطاولة، ويخلع بالقافية البلدي وعلى «الوحدة ونص» شريكها أحمد حلمي.