اراء و مقالات

حملة لإغاثة الإعلام في الأردن… مع شيطنة الإخوان: هل تحمي الدولة «الإسلامي» سابقا؟

لا أعرف سببا يدفعني للاحتفال بمشاهدة الوجوه نفسها على شاشات الفضائيات الأردنية كلما احتاج القوم لمعلقين لديهم اختصاص بعطاءات المزاودة على الجميع، ظنا منهم أنهم يخدمون الموقف الرسمي.
أحدهم من شريحة «الوناسة اليسارية» راقبته  بحرص، وهو يغادر هواء شاشة فضائية «المملكة»، ثم يظهر فجأة على  تلفزيون الحكومة، وثالثا في الليلة نفسها على شاشة فضائية «رؤيا» .
الرفيق – كأن الله أنعم علينا في 3 نسخ منه – لديه فائض من الوقت يمكن أن يخصصه للمجهود الحربي.
رفاق يساريون وحراكيون سابقا من جماعة «الحضن الرسمي دافئ» تنقلوا بين الميكرفونات والشاشات بخفة ورشاقة وروح رياضية، وشعارهم عن الإسلاميين يقول بوضوح «لا تقفوا عند الحظر… اسحقوهم»!
أحدهم كان مباشرا وواضحا في الإيديولوجيا عندما «انتقد» الحكومة على شاشة «المملكة» لأنها «حنونة أكثر مما ينبغي»، وعليها تخليص الوطن من «تمثيل التيار الإسلامي في البرلمان» وفورا.

«ضل طريقه للمسجد»

 شخص آخر، من منطقة «ضل طريقه إلى المسجد»، أتحفنا، وهو يتمايل على شاشة الحكومة ويحرك حاجبيه، مصرا على «الاستئصال والاجتثاث»، مستلهما الفاصل الدعائي الشهير على شاشة» أم بي سي» القائل «برجع بطلع».
مقال بديع وصف أقدم تيار بأنه «آفة»، وسط حفلة النميمة الوطنية والمزاودة التي، لو سمح لها بالاستمرار على الشاشات الرسمية  ستضاعف في الانتخابات المقبلة عدد المصوتين  للإسلاميين من «نصف مليون» إلى «مليون»، نكاية باليسار وأهله.
مسؤول بارز خلف الستار حدث كاتب هذه السطور قائلا: لا بد من وجوه جديدة، لأن المدافعين عن الموقف الرسمي بدأوا يحققون نتائج عكسية.
ليست «صدفة» أن من ظهروا تلفزيونيا لحشد الدعم ضد الإسلام السياسي أنفسهم ظهروا في شاشات أخرى خارجية، مثل» الحدث» و»العربية»، فيما هوجمت «الجزيرة»، لأن «رقيب التعليقات» على منابرها الإلكترونية سهى ليلة «القبض على  فاطمة»، وظهرت تجريحات لا تليق لا بالأردن ولا بالقناة.
كيف نلوم «محرر الجزيرة» فيما «يشتم» نائب في البرلمان بما لا يليق، تحت القبة بعض الأردنيين، ولا يتخذ قرار بشطب «ألفاظه  غير اللائقة» من محضر  الجلسة؟!
ابن بار للدولة لا يمكن المزاودة عليه قال: الكونترول يتدخل حتى في ضيوف حواريات الإذاعات الخاصة، ولصالح الأسماء نفسها.

«أخطاء فادحة» ولكن؟

ما يمكنني قوله كمراقب محايد، هو أن حملات شيطنة الإسلاميين والمقاومة بأقلام كتاب التدخل السريع قبل شهر أيلول/سبتمبر الماضي منحت فائضا  لا يقل عن 50 في المئة من الأصوات التي حصل عليها التيار الإسلامي، وقد تكون السبب الحقيقي وراء قرار «600» ألف موطن عدا ونقدا ذهبوا لمراكز الاقتراع وصوتوا ب»الورقة البيضاء»، في ظاهرة لم يناقشها أحد بعد.
ارتكب الإسلاميون أخطاء فادحة، كثير منها لا يمكن تبريرها، والأجهزة الأمنية التزمت بالنص المهني.
لكن توسع الأذرع الإعلامية المزاودة أساء حتى للأهداف المطلوبة رسميا ووطنيا.
تريدون دليلا لم ترصده كاميرا التلفزيون الرسمي، ولا كاميرا محطة الحقيقة الدولية، عليكم مراقبة ردود فعل الشارع فورا على جلسة  البرلمان الصاخبة إياها، التي حاولت الفتك بنواب منتخبين، مثل الذين يطالبون بطردهم ومصادرة مقاعدهم.
بصراحة الاخفاق في انتاج «أدوات ورموز» جديدة مقنعة لديها قدر من الحرفية والمصداقية وتستطيع التأثير عبر التلفزيونات لصالح الخيار الرسمي، خصوصا في «الأزمات» يدلل على «خلل كبير» في «ضبط الإعدادات».
عدم تنويع الخيارات وفتح الهواء الإذاعي لمجتهدين وسطيين ترك الشاشات للوجوه المتكررة، بدون دسم، حيث لا علماء ولا رجال دين ولا إسلاميين وسطيين يحترمهم المجتمع ولا سياسيين «ثقات» يظهرون عند الحاجة وطنيا لمن «يدافع عن الخيار والدولة».
فقط رفاق وإسلاميون سابقا حانقون حاليا انتهازيتهم تشتم عبر الشاشة ويجلسون على الميكرفون منذ أشهر حتى تكررت الرواية وضجر الناس، لا بل استفاد «الهدف» أيضا في عملية دعائية مجانية كان التيار الإسلامي سيدفع الملايين من أجلها، لو لم يتبرع بتفاصيلها جماعة «اسحقوهم» وجماعة «خلصونا من هذه الآفة».
تقديرا واحتراما للخيارات الرسمية، وحتى يتوقف توجيه اللوم لطبقة رجال الدولة التي تغيب، لا بد من إظهار شخصيات مستقلة وجريئة أكثر، ولو قليلا على  الهواء الإذاعي والتلفزيوني.
ما نقصده بمستقلة أن لا تردد الرواية ببغائيا وتترك لها «مساحة صغيرة» حتى «تجذب المشاهد».

معادلة المرعوب والمركوب

لإنجاز ذلك يتوجب تغيير «الفلاتر» وتوفير ملاذات لمهنيين يثقون بأنفسهم على رأس مؤسسات وأذرع الإعلام.. غير معقول الاستمرار في السماح بهذا الهدر كله.
مشكلتنا كأردنيين ليست في «نوايا الفضائيات العربية» ولا في خطط القناة 14 الإسرائيلية. مشكلتنا في «المرئي الوطني والمحلي» المنفرد، والذي يقدم خدمات مجانية لمن يتقرر جلدهم واستهدافهم.
أغيثوا الإعلام «المرعوب» وشقيقه «المركوب» في الأردن رجاء يا قوم.
وفي الأثناء أفلتت جزئية في غاية الأهمية عن دراميات «الحظر» في التلفزيونات المحلية بعد الانغماس في المواجهة: ماذا عن «الأردني» الذي يحمل لقب «أخ مسلم» سابقا.. هل هو محظور أيضا؟ هل سيحظى بحماية دولته؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading