اراء و مقالات

«صنم أندونيسي» في الحوض الأردني! أسوأ نبأ للشعب «احذروا حنفية إسرائيل» وفي تركيا السوريون صاروا موضوعا انتخابيا

لو كنت بصراحة مكان عالمنا الأكاديمي الجليل الدكتور إسلام مساد، لما وقفت أمام ميكرفون تلفزيون «رؤيا» المحلي لشرح وجهة نظر الجامعة، التي أترأس طاقمها، بخصوص احتفال عفوي لمجموعة من الطلاب الأندونيسيين، الذين رقصوا رقصة تخص إحدى مناطقهم في حرم جامعة اليرموك.
حاول البروفيسور مساد – وهو عالم جليل ومعروف لا تعجبه الأضواء ولا يرغب بها ولا يتحدث للكاميرات محبة – أن يلتزم برواية الجامعة الرسمية، التي تتحدث عن فعالية عامة في الحرم الجامعي، وعن نشاطات أقيمت باسم بعض الطلاب الضيوف والأجانب، ومنها ذلك النشاط الذي أثار عاصفة من الجدل، حيث تم تزييفه تحت عنوان احتفالات بصنم داخل جامعة اليرموك.
مجددا، شخص ما على التواصل يرمي حجرا فتلحقه الدولة والمجتمع.
البروفيسور شرح الأمر من زاويته، وتحدث عن تحقيق لم ينته بعد.
لكن المشهد بصراحة وأمانة شديدة لا يحتاج لتحقيق، وشخصيا لا أعرف لماذا تركب كاميرات الفضائيات أحيانا الحدث، كما يرسمه بعض الفضوليين؟!
نفترض أن محطة متنوعة ومهنية، مثل «رؤيا»، وفيها كادر عليم وخبير وظيفته الرد على تلك المزاعم، التي تحدثت عن طقس لعبادة أصنام، في الوقت الذي يتعلق فيه الأمر برقصة ثقافية حول تمثال مصنوع من قماش أو «دحية ثقافية»، كما وصفها زميلنا نادر خطاطبة.
أغلب التقدير أن تلك الرقصة لها علاقة بإحدى الجزر الأندونيسية، بمعنى أن الطلاب الضيوف رقصوا رقصة محلية، ليس أكثر، ولا أقل، خصوصا أن أغلب طلاب أندونيسيا في الجامعات الأردنية يدرسون أصلا علوم القرآن الكريم واللغة العربية، وغالبيتهم الساحقة من المسلمين، الذين لا يحق لنا كعرب وأردنيين المزايدة على إيمانهم.
باختصار، لا يوجد شيء يستحق لجنة تحقيق، و»قصة عبادة صنم في حوضنا» مبالغة درامية، إلا إذا كانت جامعة اليرموك خشيت من تفاعل ردود الفعل على المنصات، التي أصبحت في الواقع – وللأسف الشديد – ترهب الجميع، بدلا من أن تخدم المجتمع والمؤسسات!

مياه إسرائيل

بعيدا عن صنم اليرموك المزعوم، فلنذهب الى صنم آخر اسمه إسرائيل، وقد زف وزير المياه المهندس محمد النجار واحدا من أسوأ الأخبار للشعب الأردني، عندما صرح والتقطت تصريحه محطه فضائية «المملكة» أن الشعب الأردني قد يضطر لشرب مياه إسرائيلية طوال 35 عاما مقبلة، معلنا أن اتفاقية تبادل الطاقة بالمياه سيبدأ سريانها عام 2030 أي بعد سبع سنوات.
تلك بشرى غير سارة إطلاقا، وما شعرت به كمواطن وأنا أقرأ نفس التصريح على شاشة «الحقيقة الدولية»، مع تعليقات غضب من المواطنين هو أن وزراء المياه، الذين تعاقبوا على هذه الوزارة، بعد توقيع اتفاقية «وادي عربة» عام 1994 علينا أن نجمعهم معا، ونركبهم في حافلة تذهب ولا ترجع نحو منطقة نائية، ونجبرهم على «قول الحقيقة لنا الآن».
أين كان هؤلاء؟ وكيف أفلت تخطيط إستراتيجي، مثل الأمن المائي من أيدي كل الخبراء، الذين أمطرونا وزاودوا علينا، مرة في الشعر والقصص والروايات الخيالية، ومرات بفتاوى فنية مهنية لا تنفع الناس ولا يفهم بها الشعب!
كيف تسللت هذه الحاجة الإستراتيجية فجأة، حتى يمطرنا وزير مياهنا بحقيقة مرة، في الوقت الذي تحكم فيه إسرائيل اليوم حكومة أو عصابة إجرامية تريد طرد الأردن من المسجد الأقصى؟
التقدير أن من يسعى لطردنا من المسجد الأقصى أو يخطط لطردنا يستطيع إغلاق حنفية المياه متى شاء!

تركيا وطرد اللاجئين السوريين

كنت وسط الشارع التركي وخمس فضائيات عربية، على الأقل، تبث تقاريرها، ومن بينها بالمناسبة «سكاي نيوز» ومحطة «العربية» عن الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية التركية.
طبعا قناة «الجزيرة» خصصت عددا من الزملاء المراسلين في الدوائر الانتخابية، كما حصل في الجولة الانتخابية الأولى، والأستوديوهات بدأ تلميعها لاستضافة معلقين يمطروننا بعشرات التحليلات والتكهنات.
التغطية العربية الفضائية للانتخابات التركية، لا تبدو دقيقة وقد لا تكون منصفة، ولا تقول الحقائق عمليا، وقد راقبت بعد ساعتين من انتهاء أو إعلان نتائج الجولة الاولى كيف تبدلت تلك اليافطات، وتلك الملصقات، وبقلب رجل واحد، وخلال ساعتين لصالح الرئيس رجب طيب أردوغان، الأمر الذي يثبت مجددا أن حملة الرئيس كانت جاهزة تماما، خلافا لخصومه، طبعا لترتيبات الجولة الانتخابية الثانية .
عندما ينشر على الأرجح هذا المقال ستكون نتائج الانتخابات واضحة الملامح، وكل ما فهمناه من الأشقاء الأتراك أنفسهم في حملة خصوم الرئيس أردوغان هو مسألتان فقط.
الأولى أن الوسيلة الدعائية الوحيدة للمعارضة التركية في الأيام، التي أعقبت الجولة الأولى ليست أكثر من سيارات وحافلات تطلق العنان للزمامير، ولبعض الأغاني والموسيقى الصاخبة. وأن الوسيلة الدعائية الثانية هو ذلك الهتاف، الذي يطالب بطرد السوريين من تركيا، وتضخيم عدد اللاجئين الى 10 ملايين شخص يعيشون في تركيا لا يحق لهم الاقامة فيها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى