خاص

إلى روح “الخال” محمد الخطايبة ..”كأنما أمة في شخصك إجتمعت..”

منظومة هذه “المهنة اللعينة” تتآكل وبسرعة هذه الأيام حتى رحل “الخال الحبيب” أبو عامر- محمد ألخطايبه- رحمه ألله وغفر له بصيغة تقودني شخصيا للسؤال”ما ألذي أفعله أو سأفعله في “حياة ” يغيب عنها الراحل الكبير؟”.
شخصيا لا أتخيل إطلاقا “الحالة المهنية” بدون “تعليقات ومداخلات وتوضيحات ومراقبات الخال”.
عمليا أبو عامر “أول فاكس” وأول مكتب خاص وأول “مدرب تفاعلي” لي على تقنية “المراسل” ..والأمر يتعدى بكثير: خالنا الراحل الكبير أول “خاروف هدية” و”أول نكتة سياسية” وأول صديق وزميل مهنة تغلبه معي وفي كل تفاصيل حياتي تلك المسحة”الأبوية العابثة الودوده”التي تبلغك فورا بأنك إزاء”إنسان ساحر” يسحرك ودا ومحبة ومفارقات ونشاط.
كان قد ولد للتو “ليث” فسمعت “خاروفا ما” في الزقاق..نجح ليث في الثانوية العامة وبعد النتائج بدقائق “غرقت” أروقة صحيفة العرب اليوم حيث كنت موظفا بكميات هائلة من”الكنافة” ..لاحقا تخرج ليثنا في درجته الجامعية الأولى فأقيمت مأدبة إحتفالا في “زمال”.
أصر رحمه ألله على إبلاغ زوجتي..”شهادتك الجامعية سأعلقها في المطبخ وحصرا فوق الجلاية”.
إشترى لي قطعة أرض بالتقسيط المضجر وبتقنية”الأب” ثم عندما زودني ب”الكوشان” بعد سنوات أجبرني على أن أقسم..” هذه القطعة لعبدالله وهو وحده من يتحكم بها”.
إستغرب كثيرا لأني إشتربت عبر “جمعيته النشطة” قطعة أرض وطوال 8 سنوات لم أفكر بزيارتها أو معرفة موقعها.
يوما ما مد ذراعه لي لإستعين بها وأنا أغادر “قبر والدتي” رحمها ألله عند دفنها ..بعد أشهر فوجئت به يطالبني بزيارة”والدي رحمه ألله أيضا”..رافقته إلى “جاوا” ودخل في حوار إستثنائي مع “الحاج” ..بقيت متفرجا ..تناولنا القهوة السادة ثم ألعشاء وفي طريق العودة بسيارته أل”لادا” قالها بتلقائية..” جوز الختيار يا بسام.. أبوك بده زوجة”.
زارني يوما في مكتبي في”عين نيوز” وقد كان عندي “أحد الأقارب”: بقي أبو عامر صامتا وكان قريبي يتدفق في الإستعراض ..فجأة أمسك الراحل بقلم ثم كتب شيئا ما على بوابة دوره المياه وغادر صامتا.
قرأت المكتوب وكانت عبارة من كلمتين”إنتبه..نصبة”..إبتسمت وإعتقدت أن المسألة مرتبطة بتجاهلي إياه أثناء وجود قريبي وخلال أسبوع فقط أقسم بإلله أني تعرضت لحالة “نصب وإحتيال” صدمتني ومن قريبي المدعي.
“الخال” رحمه ألله “كتلة إنسانية نشطة مدهشة” ورجل يفيض عن ألاف الرجال..حدة ودقة ملاحظة وروح إيجابية وماسح متقدم للألم وخارطة طريق.
شخصيا أرفض الإقرار برحيله فقد كان قطعة من “قلبي ويومي” لابل من تلك الدائرة الخاصة الصغيرة التي تخص الإنسان في ألحياة خصوصا حين يسألني عن “البنات والأولاد” بالإسم ويتابع معي أخر مستجدات عائلتي.
أبو عامر “فقيد حقيقي وكبير” بحجم الكون…لا أرى أي مبرر بعده للتمسك بأي شيء بإستثناء تلك القيم التي علمنا إياها من اللحظة التي نشر فيها مقاله الشهير عن حفيدته” في بيتنا فلسطينية”…تلك قصة أخرى طبعا تحتفظ بها الصدور وسنرويها يوما.
رحيل “الخال” موجع بالتأكيد وهو دوما”رجل لا ولن ينسى”.
نترحم على روحه الطاهرة ونعزي عامر وأمه وشقيقاته والعائلة وأخوته الذين كان يبلغهم بكل اللهجات ..”بسام خط أحمر”.
فقدت الكثير بغيابك أيها الرجل الذي تنطبق عليه مقولة..”كأنما أمة في شخصك إجتمعت..إلخ”.
الخال الحبيب : إمضي بين يدي ملك الملوك ونودعك ألله الذي لا تضيع ودائعه والعمر الطويل والصحة والعافية لمن تركتهم من محبيك ولا نقول إلا إنا لله وإليه راجعون.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من مدونة الكاتب بسام البدارين

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading